البعد من مركز المحافظة 32 كم شمال غربي رام الله
ملكية الارض الخلفية العرقية ملكية الارض/دونم
فلسطيني 9,852
تسربت للصهاينة 0
مشاع 2
المجموع 9,872
إستخدام الأراضي عام 1945 نوعية المساحة المستخدمة فلسطيني (دونم)
مزروعة بالبساتين المروية 1,411
مزروعة بالزيتون 600
مزروعة بالحبوب 1,118
مبنية 6
صالح للزراعة 2,529
بور 7,319
التعداد السكاني السنة نسمة
1922 221
1931 298
1945 340
1961 602
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيت لحم المدينة الفلسطينية
نعمْ.. أنا مدينة بيت لحم.. المدينة الفلسطينية المقدسة.. واسمي هذا قديم جداً، لأنني مدينة قديمة جداً، بناني أهلي، وسكنوني قبل أربعة آلاف سنة، واعتبرني الناس مدينة مقدسة، لأنَّ عدداً من أبنائي كانوا أنبياء، فنبيّ الله داوود، عليه السلام، من أبنائي، ونبيّ الله عيسى بن مريم -عليهما السلام- من أبنائي.. وسكنني الكنعانيون، أجدادكم العرب يا أبنائي إخوان (الفاتح) قبل أن أعرف أيّاً من بني إسرائيل الذين جاؤوا فيما بعد، وكانوا غزاة، وليسوا من أبنائي ولا أبناء أيٍّ من أخواتي المدن الفلسطينية الرازحة تحت استعمارهم البغيض الآن.
وأنا -يا أبنائي- أقوم في منطقة خصبة مشهورة بزراعة القمح، والشعير، والزيتون، والتين، والعنب، ويربّي أبنائي الأغنام منذ قديم الزمان.
وأنا -يا أولادي- مبنية على هضبتين، ترتفع إحداهما عن سطح البحر 78 متراً، وتمتدّ من الشرق إلى الغرب، وفوق هذه الهضبة كان وجودي الأول، ولذلك يسمونني هنا المدينة القديمة، وأحتضن كنيسة المهد التي هي أقدم كنيسة في العالم.
أما الهضبة الثانية، فتمتدّ من الشمال إلى الجنوب، وتتقاطع مع الهضبة الأولى، ويسمونني هنا: بيت لحم الجديدة، وأنا هنا أقوم في الجزء الجنوبي من سلسلة جبال القدس، وهذا يعني أنني قريبة من أختنا الكبرى، مدينة القدس، بحوالي بضعة كيلو مترات فقط، يعني أقلّ من عشرة كيلو مترات، وكثير من أبنائي يذهبون إلى أعمالهم فيها في الصباح، ويعودون للمبيت في بيوتهم هنا في المساء.
وبنائي على الهضبة الأولى على الطراز المعماري القديم، فهو من الأحجار الكلسية، ونوافذ بيوتي وأبوابها على شكل أقواس، وبيوتي هنا متلاصقة، ومقسّمة إلى حارات متراصة، ذات أزقّة ضيقة، وهذا النوع من البناء هو الشكل الأمثل للدفاع عن المدينة.
أما الطراز الثاني من البناء، فهو حديث. ويكثر في المناطق السكنية الجديدة المشرفة والمحيطة بالبلدة القديمة، وهو من الحجر المنحوت، وتكون النوافذ مستطيلة الشكل، والسقف مسطّح، ويزيّنونه بالقرميد الأحمر الجميل.
وعندي مقالع حجرية كبيرة وكثيرة، يعمل كثير من أبنائي فيها، فيستخرجون الأحجار الكبيرة للبناء، ويكسرونها، وبعضها ذات لون وردي وأبيض رائع.
كما يعمل أبنائي في صناعة الأخشاب، فيعملون منها تحفاً فنية بديعة، يبيعونها للحجاج المسيحيين الذين يحجّون إليّ، كما يصنعون المسابح من نوى الزيتون، ويجيدون صناعة الصّدف بأشكاله المتنوعة، أمّا صناعة الصوف، فهي من أهم الموارد التي يعتمد عليها أبنائي.
وهذا يعني أن أبنائي يهتمون بالصناعة وإقامة المصانع، فكما عندي أكثر من عشرين محجراً، عندي أكثر من ثلاثين مصنعاً للنسيج، والأصواف، والألمنيوم، والمعكرونة، وسواها من المصانع.
وهناك بعض البلدات والقرى التي تشكل كل واحدة منها ضاحية من الضواحي اللصيقة بي، مثل بيت جالا، وبيت ساحور، وأرطاس، وحوسان، والخضير، ونحالين، وبيت فجار.
أما بيت جالا وبين ساحور، فتشكلان معي تجمعاً سكانياً، فبيت ساحور تقع إلى الشرق مني، وبيت جالا إلى الشمال، ولا تبعد عني أكثر من كيلو مترين، ومعنى (بيت جالا) بيت الأفراح والأعراس، وسكانها ينتمون إلى العرب الغساسنة. وبيت جالا من أجمل المصايف في فلسطين، فهي مبنية على منطقة جبلية، تعلوها قمة جبل تسمى قمة إفرست، وترتفع عن سطح البحر 770 متراً وهي موقع سياحي هام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعمْ .. اسمي يافا .
هل فيكم أحد لم يأكل من البرتقال اليافاوي؟
إنه برتقال لذيذ ، وهو منسوب إليَّ أنا يافا
فبيّارات البرتقال تحيط بي من ثلاث جهات :
من الشمال ، ومن الشرق ، ومن الجنوب .
أمّا الجهة الغربية ، فالبحر الذي أقوم على شاطئه الرملي الجميل .. إنه بحر الشام .. البحر الأبيض المتوسط ..
فأنا من بنات الشام .. ويصفونني بعروس البحر .
أجدادي العرب الكنعانيون هم الذين أسموني بهذا الاسم الجميل ، لأني أقوم على السهل الساحلي البديع المسمى بسهل (سارونا) الخصيب الذي يرويه نهر العوجا ، ونهر (روبين) الذي تأتي مياهه من الأمطار المتساقطة على جبال القدس الشريف .
و(يافي) في لغة أولئك الأجداد ، تعني (الجميلة) .
فأنا عروس الساحل الفلسطيني ، وأنا جميلة ..
كنت موطناً لأولئك الأجداد العظام ، قبل أن يغزو اليهود أمي فلسطين بأكثر من ألف وخمس مئة سنة . فعمري الآن حوالي أربعة آلاف وخمسين سنة .
ولأني مدينة جميلة ، وعبير أزهار البرتقال والليمون تنعش الأنوف والنفوس من مسافات بعيدة ، ولأني أقوم في مكان مهم ، تعرّضتُ لغزوات وغزاة قساة ، وبقيت فترة من الزمن أعاني من الصليبيين المحتلين ، حتى جاء البطل العظيم (الظاهر بيبرس) فحررني من براثن الصليبيين المتوحشين ، فاستعدت حريتي وعافيتي ، إلى أن سقطت أسيرة لدى حثالات البشر ، اليهود ، في شهر نيسان عام النكبة 1948 .
المجرم نابليون بونابرت اجتاحني عام 1799 وذبح أكثر من ستة آلاف من أولادي ، وتركهم عرضة للسباع تنهش لحومهم ، فتلوث الجوّ ، وانتشر وباء الطاعون في عساكر نابليون ، فانسحب نابليون يجرّ أذيال الخيبة والجريمة .
هناك ثلاثة خطوط حديدية تربطني بأخواتي .. كان أول خط حديدي ذلك الذي يربطني بالقدس ، مروراً باللد وبيت دجن ، منذ عام 1889 . وثاني خط هو الذي يربطني برفح في الجنوب ، ماراً باللد والرملة وغزة . وثالث سكة حديدية ، تلك التي تصلني بسورية الشمالية ، مارّة ببيسان ، فالعفولة ، ثمّ طبريا .
وهناك طريق بريّ اسمه طريق يافا ، يمرّ بالقدس الأسير ، ثم بالرملة ، فاللطرون ، فأبوغوس ، وهذا الطريق هام جداً ، فهو يربط شمال فلسطين بجنوبها ، كما يربط ما بين لبنان ومصر .
وإذا سألت عن أحيائي وحاراتي ، فهي كثيرة ومشهورة ، منها : أحياء العجمي ، والمنشية ، والجبلة ، والنزهة ، والعراقية ، والسبيل ، وحيّ المدفع ، وحيّ النقيب ، وحيّ الطالبية ، وغيرها من الحارات.
أما القرى المحيطة بي ، فكثيرة وجميلة ، بل هي رائعة الجمال ، ولا يشوّه جمالها سوى قطعان اليهود والمرتزقة المستوطنين ، والمستعمرات التي كانت بداية التشوهات المقرفة في كل الأرض الفلسطينية .
أذكر لكم من هذه القرى الجميلة الحزينة : بيت دجن ، والسافرية ، ويازور ، والسلمة ، والشيخ مونس ، والمسعودية ، والعباسية ، وغيرها … وكلها تئنّ تحت وطأة الاستعمار اليهودي – الصليبي – الاستيطاني الهمجيّ المتوحش .
أمّا مساجدي ، فحدّث عن أحزانها وآلامها ولا حرج ..
أذكر لكم منها : المسجد الكبير ، وجامع حسن بك ، وجامع الطالبية ، وجامع الشيخ رسلان ، وجامع أبو منون وغيرها ، وغيرها
كثير من أبنائي يعملون في بيّاراتهم البديعة ، وبعضهم يعمل في صناعة المراكب ، وصيد السمك ، والغزل ، والنسيج ، وتعليب الفاكهة ، وصناعة الزجاج ، والأواني الخزفية .
ومطبخي يتميز بأكلات شعبية رائعة ، تكاد تأكل أصابعك معها ، أو بعدها ، مثل أكلة الصيّادية المعمولة من الأرز مع السمك ، ومعها الفطائر الحلوة ، والمفتول .
هذه أنا يافا عروس الساحل الفلسطيني الجميلة ، التي تمزج مياه البحر بدموعها ، وتكتب تاريخ أسرها ومعاناتها بدموع عينيها ، منتظرة الفرج من ربّ العباد القوي الجبار ،
والفرج قريب قريب بعون الله العظيم
صور القرية :