تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دارنا الكبيرة ٣

دارنا الكبيرة ٣ 2024.

  • بواسطة
خليجية
وطالت (عنوسة )عمتي فصارت تذهب إلي المنجمين لتري من الذي ميل بختها
وسحر لها حتى يتعطل مكتوبها …
كانت تبلغ من العمر ٢٣ سنة أنداك وكل اندادها تزوجن أنجبن أبناء

وان الأوان لها أن تفتح بيتا وتستقر …فاراها كل يوم خميس وهي تبخر البيت
وتتضرع لسيدي فلان وسيدي فلتان وتوعدهم أنها لو كتب وطرق الباب وعلي الجواب
أن تدبح لهم ديك …
رايت الكفر بأم عيني …وأنا أتافف من رائحة البخور التي ترميها في الكانون
وكم مرة قلت لها أن تكف عن ذلك وأن كل شيء بامر الله .

{أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
آل عمران102

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب71،70

خليجية

فتراها تصرخ في غاضبة من كلامي
"اسكتي تو يدقوق " .
احترت في أمري كيف لها أن تصدق تلك الخزعبلات؟

قال سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً } [النساء/48] .
وقال سبحانه : { مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [المائدة/72] .

وأخيرا طرق الباب خطاب كثيرين واختارت عمتي زوجا لها وأوفت بوعدها ن دهبنا إلي سيدي فلان

وكانت الرحلة شاقة …استاجر أبي شاحنة وقمنا الفجر حتى نشق طريقنا ونصل الريف أين كان ضريح الولي الصالح

طلبت من أمي أن أبقي بالبيت وإصتعطفتها أن تعفيني الذهاب ولكنها أصرت علي أن تاخذني حتى أتعرف علي "جدي "

كان كل ما رأته عيني شوك يلف القبور …وحثني والدي أن اقرء كل قبر حتى يرحم علي الاموات واحدا واحدا وأن ابحث عن إسم معين
ولكن جل القبور دون أسامي …

{ ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار }
[ الزمر 3 ]

{ أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير }
[الشورى 9 ]

ونحن نبحث من قبر إلي قبر أقبل علينا راعي أغنام فرحا بوجودنا وعرف اننا ننتمي لهذه المنطقة
وأخد يسأل عن الأهل واحدا واحدا وسأله أبي عن أصله فاتضح انهما أبناء أعمام ودلنا علي قبر الولي الصالح
ودهب مهرولا ليخبر باقي العائلة عن وجودنا ومع أن دهب الرجل حتى ارتمت النسوة علي القبر كل واحدة فيهن تدعي وعلت أصواتهن

فجدتي تتدعي بالفرج لها ولجدي وعمتي تشكر الفضل لكونها تزوجت وجأته كما وعدت وأمي تشعل الشمع وعمتي الكبري تحثني علي أن أحضر الكانون
لتبخر المكان ….
قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم }
[المائدة 76 ]

{ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون }
[يونس 18 ]

الهي أين أنا ؟ وكانني في زنزانة مجانين !!!

رفضت مساعدتهم وذهبت تحت صبارة احتمي بها من حرقت الشمس متمنية نهاية اليوم علي خير …

لمحت من بعيد فوج أناس اتين صوبنا فاشرت لأمي التي كانت منهمكة في تقطيع اللحم
خليجية

واعلمتها مجيئهم .

اغلبهم كانوا من النساء ..كان لباسهم تقليدي …ترتدي كل إمراة الملية والحرام التونسي واسدلت أطراف شعورهن
علي أدناهم …

تعجبت من كبر أقراطهم المستديرة …زينت صدورهن ريحانة ومشباك علي هيئة يد (خمسة )
من الذهب الخالص .وترتدي كل واحدة منهن خلخال وأقبلن علينا وهات يا بوس .

وإلتف الرجال حول أبي وجدي وعمي وازواج عمتاي وراحوا في ذكريات الماضي وإبريق الشاي يغلي بجانبهم

وبدأت رائحة البخور مزوجة برائحة الطعام و علت الزغاريط وهمت إحدي النسوة وجلبت طبلة واخدنا يطبلن ويصفقن
وعلت أصواتهن بالذكر لله وللولي الصالح ….واستوي الطعام وكان كسكسي وأكل الجميع منه داعين بقبول الزيارة

{ قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا }
[الأحزاب 17 ]

{ أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون }
[الزمر 43 ]

وقبل الركوب في الشاحنة تمسح الجميع علي القبر وأخدوا كل الحلزون الذي كان من حوله
أما ايمي فقد أخدت قطعة من القماش الأخضر قالت سطخيت منه حرزا لي ولأخوتي
وكان لعمتي نصيب في الحجر (حشاكم ) أما جدتي فقد أرست علي البخور الذي كان هناك قبل مجيئنا
خليجية

وعقدة عمتي الكبري منديل فيه 200 مليم واعدة من في القبر المجيء عندما يحن الله
ومن حيث جئنا عدنا لنجد المنزل ملآن بالجيران يترقبون الصمات (ما طبخ في زاوية الولي الصالح )

وداق الجميع ملعقة ملعقة تبركا اعطتهم جدتي القليل من البخور وانتهي يومي بنوم عميق لم أشهده في حياتي

خليجية

[flash1=http://saaid.net/flash/namel.swf]WIDTH=800 HEIGHT=800[/flash1]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.