تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حوار بين شخصٍ وضميره .

حوار بين شخصٍ وضميره . 2024.

ابشر بعزك هذا حوار
حوار

حوار بين شخصٍ وضميره ( القلب ) .

يدور الحوار بين طالبين : ( الأول يُمثّل الشخص ، والآخر يُمثل الضمير )

الطالب : أنتِ أيتها المضغة العجيبة ، التي لايتجاوز حجمك قبضة يدي ؛ليتني أفهمك أو أعرف سرك .

الضمير : ماذا دهاك …وعن أي سر تتحدث..؟ أنا واضح وبلا غموض .

الطالب: آه …يا قلبي ، يا مقرّ وجداني ومشاعري ..ألست سبب صلاحي وفسادي ، وسبب سعادتي وشقائي ..؟

الضمير : نعم .. قد أكون سببًا بعد إرادة الله عز وجل ، ولكن ؛ لستُ الملوم الوحيد في ذلك ، فأنت المسئول عن حالك .

الطالب : كفاك مراء وهراء …أنت وبلا شك فاسد ، وقاسٍ جدًا ، لقد أشقيتني وأقلقتني .

الضمير : ماذا دهاك .. وماذا هناك ؟ أراك قد أكثرت علي اللوم ، وبدأت تنهرين .

الطالب : دعك يا قلبي من هذه الكلمات ؛ فأنت قاسٍ حقا ، وأشكو إلى الله قسوتك .

الضمير: يا سبحان الله ..عجيب أمرك كله ؛ إنك تثرثر ، وقد برّأت نفسك ،

وجعلتني المتهم الوحيد .. إنّك بهذا تخادع وتمكر !! .

الطالب : كفاك يا هذا من تزيين الكلام ، وتحسين البيان ، لقد فهمتك .

الضمير : أأنت تفهم؟ ليتك حقا تفهم .

الطالب : عجبًا من أفكارك ؛ كل كلمة من كلماتك تزيدك قسوة وغفلة .

الضمير : والله ما زادني قسوة إلا أفعالك ، فأنت الذي تسير بي إلى الحرام ، وإن سرتَ سرتُ معك

الطالب : تمهل ..تمهّل أيها القلب ؛ فما تقوله كله هراء ، أجل هراء .

الضمير : إلى متى التمهل ؟ لقد سئمت..لقد مللت..أحرقتني ذنوبك ، وأوجعتني معاصيك ..

لقد أهملتني حتى في صلاتك ، في قراءتك ، في زكاتك ، و كل عباداتك تؤديها دون حضوري ،

وتعجل فيها دون أن تبحث عني .

الطالب : ولكن أين أنت مني في كل هذا ؟ لم تدفعني ، ولم تمنعني ؟

الضمير : مثلك يجب أن يطأطئ رأسه . قول لي بالله عليك : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟

هل ألححت يوما على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ، أم أنك تلهو في الحياة ناسيًا

متناسيًا الحساب والعقاب ؟

الطالب : رويدك يا قلبي ..فلقد أغفلتني ونسيتني .( بصوت متزعزع )

الضمير : اعلم أيها الغافل أنّك لم تحاول أن تعلّقني بربي ، وعلّقتني بغيره ،

فزادني ذلك قسوةً وغلظة ، ركضت خلف الدنيا وغفلت عن ذكر ربّك ، فعشتُ معك في وحشة وغربة ،

وبعد كلّ ذلك تقول لي : رويــــــــدك ؟!!!

الطالب : ( وقد جعل رأسه إلى الأرض خجلاً وندمًا ) :

قلبي الحبيب : إنّي أعترف بخطئي ، وأرجوك أن تسامحني وأعدك ألا أعود إلى ماكنت عليه ،

وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي …

لقد علمت جهلي وإعراضي ، فسامحني ، سامحني …يرتل قوله تعالى :

(( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبلنا وإن الله مع المحسنين ))

حسنًا ..هلاّ كنتَ لي عونًا في صلاح شأني ، وقوة أمري ، وأعدك أن أسير بك إلى الخير أينما كان ،

وابتعد بك عن الشرّ حيثما وقع

الضمير : نعم ، أمامنا عام جديد ، سنشغله بالطاعات لتفتح لنا أبواب الخيرات ،

فسرّ وسأسير معك ، وإلى خيرٍ إن شاء الله ، ومغفرة من رب السموات ، فإلى الجنّات ، إلى الجنّات .

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.