( ت586هـ )
شاعرة أديبة من أهل غرناطة ، مشهورة بالحسب والنسب والأدب والجمال والمال. جيدةُ البديهة رقيقةُ الشعر أستاذةٌ. وُلّيت تعليم النساء في دار المنصور أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي، وسألها يوما أن تنشده فقالت ارتجالا:
يا سيد الناس يا من يُؤمّل الناس رِفدهُ
أُمنن عليَّ بِطرسٍ يكون للدهر عُدَّه
تخـطُّ يمناك فيه الحمد لله وحده
أشارت بذلك إلى العلامة السلطانية، فإنّ السلطان كان يكتب بيده في رأس المنشور بخطٍّ غليظ " الحمد لله وحده " فمنَّ عليها وكتب لها بيده ما طلبت ، وتولع بها ، وتغير بسببها على أبي جعفر أحمد بن عبد الملك العنسي ، وكان عاشقا لها متصلا بها يتبادلان رسائل الغرام ، ومما كتبته حفصة إلى أبي جعفر قولها :
رأست فما زال العداة بظلمهم وحقدهم النامي يقولون لم رأَس ؟
وهل منكر أن ساد أهل زمانه جَموحٌ إلى العلياء نقي من الدنس؟
وكتبت إلى بعض أصحابها :
أزوركَ أم تزور فإن قلبي إلى ما تشتهي أبدا يميل
فثغري موردٌ عذبٌ زلال وفرعُ ذؤابتي ظلٌّ ظليل
فعجل بالجواب فما جميل إباؤك عن بثينة يا جميل
ماتت حفصة في مراكش سنة 586 هجرية.
دمــتي بروعتكـ ــ