ركضت بين الحارات هرباً من رجال أمي, التي تظن أني قتلت زوجها وسرقت المال وهربت, ووصلت إلى بيت كان بابه مفتوح, وتقف على الباب فتاة طيبة, فرجوتها أن تساعدني وتخبأني عندها ريثما يرحلون, لكني قضت الليلة عندها, وصباحاً خرجنا معاً, وأوصلتها بسيارتي جامعتها, وبينما تركتها وابتعدت حتى أخذوها رجال أمي, فقد وجدوا أنها أفضل طريقة لأعود وحدي البيت, وفي المساء عدت بعدما تحدثت مع أمي, وأخبرتها أني سأعود إن تركت الفتاة, ووعدتني بذلك, وعندما دخلت البيت كان أحد رجال أمي يمسك بالفتاة, وعندما أصبحت في الداخل, قام بطعن الفتاة, مما أثار جنوني, فأخذت سلاح أحد الرجال الواقف أمامي, وأطلقت النار بشكل عشوائي, حتى أصيب الجميع ومات, وللأسف أصيبت أمي بالخطأ, ولم تفتها رصاصة في كتفها, لكن إصابتها كانت بسيطة والحمد لله, ثم أخذت الفتاة إلى أقرب مشفى, ثم اتصلت بأهلها وعندما اطمأنت أنها بخير تركتها وعدت بيت أمي, حيث كانت الشرطة تحتل المكان, وقفت خلف البيت بسيارتي ريثما تأتي أمي ونذهب بعيداً, وطول الطريق كانت تعاتبني, بينما كان من المفروض أن تعتذر مني, لأنها شكت بي بينما كانت عمتي هي التي قتلت زوجها وهربت بالمال, وكانت أمي غاضبة جداً, وقد أرادت الانتقام من عمتي واستعادت مالها, وكيف أستطيع أن أمنعها للأسف لا أستطيع القيام بذلك, عندما وصلنا بيت عمتي في إحدى الضواحي البعيدة, طلبت مني البقاء في السيارة مهما حدث, ثم دخلت البيت وقتلت زوج عمتي, بينما عمتي هربت إلى خلف البيت, لحقت بها أمي ووصلت عندها, لكن عمتي أقسمت لها أن المال ليس معها, لقد أخذه أحد رجال أمي بعدما قام بخداعها, ورغم أنها صدقتها قتلتها, وسمعت صراخ عمتي من ألف ميل, ولم أقدر أن أفعل شيئاً, عادت أمي السيارة وهي تشعل غضباً ويا لدمها البارد, ثم مضيت إلى بيت الرجل كان بيته بعيداً جداً, وقد استغرقنا يوم كامل حتى وصلنا, كان البيت في منطقة عميقة ومنعزلة ومخيفة, وكالعادة بقيت في السيارة وصعدت أمي عنده, كان مع صديق له وكان أدهى من أمي, واستطاع أن يأخذ منها السلاح, وعندما لم أسمع صوت إطلاق نار, أيقنت أن أمي في خطر, صعدت إلى البيت وأنقذتها, أنها أمي مهما كانت, ثم قتلت الرجل وصديقه وأخذت المال ورحلنا, وفي الطريق كانت أمي سعيدة جداً, وانقلب الحزن والغضب إلى فرح كبير, وبسبب حزني أنا وقيادتي المسرعة, انقلبت السيارة بنا, كان الحادث خطير جداً, أنا مت مباشرة أما أمي كانت تحتضر, وقد اقتربت من جثتي وعانقتها, وهي تصرخ طالبة النجدة, لكن ما من أحد سيسمعها في هذا المكان النائي البعيد, ضمتني بين ذراعيها وهي تبكي كالمجانين, قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة, لقد كانت تقول لي طول الطريق, كان يجب أن تقتليني منذ البداية, لكنها أمي وهل تقتل الفتاة أمها ولو كانت قاتلة, وهنا تستيقظ تلك الفتاة من حلمها الغريب هذا خائفة, وتقول لأختها يا له من حلم مزعج, وشيء ما قد دلها على بيتي, وقد وصلت إلي لتحذرني, لقد كنت أنا وأمي نجهز متاعنا للسفر بسيارتي, ولا أعرف كيف دخلت رغم الحارس الذي على الباب, وقالت لي أرجوك لا تسافري, ستتعرضين لحادث لا تسافري هذا اليوم, أجلي السفر وقلت لها كيف دخلت هنا, وندهت على الحارس عندما بدأت تضايقني, ثم قالت لي أشياء عني جعلتني أصدقتها وأستمع إليها, وصرفت الحارس وسألتها كيف تعرفني, قالت أنا لا أعرفك, بل رأيتك في حلمي فقلت لها أرجوك كفاك إزعاج, وهنا نزلت أمي وقالت لي من هذه أهي صديقتك, أتعرفينها هل تضايقك, إن أمي تسأل كثيراً بطبيعتها المرحة, قلت لا لنذهب من هنا, وتجاهلت الأمر كي لا تشعر أمي بشيء, ثم عرضت عليها أن أوصلها حيثما تريد, فأرادت أن أوصلها كليتها, وعندما وصلنا نزلت وهي تحذرني, فقلت لها إن شاء الله, ثم تابعنا سيرنا بينما هي خطفها شابين غريبين وكانت تصرخ, ولم أنتبه لها فقد كنت مشغولة بالنظر إلى أمي التي كان لديها مئة سؤال, ولم يساعدها أحد حتى, وعندما بعدنا عن المكان سألتني أمي عنها وماذا كانت تريد, فقلت لها لا شيء إنه موضوع عادي وغير مهم, ثم نسينا الموضوع وبدأنا بالغناء فرحتين بسفرنا هذا, وبعد عدة أمتار رأيت سيارة محطمة على طرف الطريق فقلت لأمي انظري للسيارة, إنها نفسها التي حدثتني عنها الفتاة, وتلك الأم مع ابنتها, فقالت أمي غاضبة لما تزعجيني, فقد كانت لا ترى أية سيارة, قلت إنها هناك انظري جيداً إنها هناك, وبدأت أتشاجر مع أمي التي لا ترى شيئاً, وكنت أصرخ بها حتى فقدت السيطرة على السيارة, فانقلبت بنا وتحطمت بشدة, لقد كنت أحاول أن أقول لها, إن الفتاة قالت أننا نحن الحادث, ولم تستمع إلي ولم تصدقني, حتى أصابنا ما كتب الله لنا, وهل سيصيبنا إلا ما كتب الله لنا … :SmileyBunny:
عدالة الحياة ( حادث وهمي )