يظن الكثير من بنات جنسنا أن المكسرات ما هي إلا أحد الأطعمة التي تتميز بمذاقها الرائع, ولم يكون يعتقدون أنها تحتوي علي كثير من الفوائد طالما نأكل منها بشكل معتدل ومنظم, حيث يؤكد خبراء التغذية أنها تساعد علي خفض الكوليسترول في الدم وتنظيف الأمعاء وتطهيرها.
بداية يقول الدكتور عبدالرحمن محمد عطية, رئيس قسم التغذية وعلوم الأطعمة والعميد السابق بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان: هناك عدة أنواع من المكسرات وجميعها تنتمي إلي العائلة النباتية فمثلا اللوز يعتبر من الفواكه ذات النواة الحجرية مثل البرقوق, والفستق يتبع العائلة النباتية ويتشابه مع المانجو أما عين الجمل فهو من العائلة النباتية عائلة الجوزية والبندق من العائلة النباتية عائلة البندق.
كما أن معظم المكسرات تركيبتها واحدة فمعظمها يعمل علي تنظيف الأمعاء وتطهيرها وتحسين قدرة الأداء البدني للرياضيين, وخفض الكوليسترول في الدم, فمثلا البندق يفيد في حالات فقر الدم ولكن الإفراط فيه يؤدي إلي السمنة, كما أن عين الجمل يفضل للمصابين بالسكر تناوله ويبتعد عنه مرضي الكبد والكلي.
أما الفستق فيقوي الدم والأعصاب وينمي الذكاء والعقل ولكن الذين يعانون من عسر الهضم يجب الابتعاد عنه والتقليل من بقية المكسرات عموما, واللوز الحلو يعمل علي زيادة الوزن, لذلك يجب علي من يعانون من السمنة التقليل منه لاحتوائه علي كمية كبيرة من الدهون وبالتالي يزيد الوزن.
فتناول المكسرات بانتظام يساعد علي تقليل خطر الإصابة بحصي المرارة, ويحافظ علي الوزن دون زيادة, ويقلل الإصابة بمرض القلب, لذلك يجب عدم اقتصار المكسرات علي رمضان فقط بل يجب تناولها علي مدار السنة ولكن بالقدر المناسب.
ويضيف: إن جميع المكسرات خاصة اللوز وعين الجمل والفول السوداني والبندق تحتوي علي دهون وحيدة عدم التشبع أي مثلها مثل الزيت وبالتالي تعمل علي تحسين صحة الأوعية الدموية في القلب, كما أنها تحتوي علي نسبة قليلة من الألياف وتكون خالية تقريبا من الكوليسترول فبالتالي مهمة لمرضي القلب, كما أنها غنية بالبروتين والفسفور والكالسيوم والحديد والزنك وبعض الفيتامينات أ, هـ, د المضادة للأكسدة.
ومن الأفضل تناول المكسرات طازجة أو في البلح أكثر من وضعها في القطايف والكنافة حتي لا تتعرض للزيت الذي يعمل علي أكسدة الدهون, وأنصح أصحاب ضغط الدم المرتفع بالإقلال من المكسرات المملحة مثل البندق والفول السوداني.
وبرغم فوائدها التي لا تحصي إلا أنه من العادات الخاطئة أن يتناول الإنسان كميات كبيرة منها خاصة أثناء مشاهدة التليفزيون أو في الرحلات, لذلك يفضل تناول حوالي 30 جراما من المكسرات وهي تساوي ملعقتين كبيرتين أو ربع كوب للأشخاص العاديين أما المصابون بالسمنة فيجب تناول 10 جرامات في اليوم أي نصف الأفراد الطبيعيين تقريبا, وذلك لأن معظم المكسرات غنية بعناصر الماغنسيوم والمنجنيز اللذين يحتويان علي نسبة كبيرة من الدهون صعبة الهضم.
كما أن تناول المكسرات بكمية مناسبة قبل الوجبات الغذائية يقلل من الشهية مما يساعد بالتالي علي خفض الطاقة الغذائية التي يحصل عليها الجسم فبالتالي تعتبر وسيلة للتخلص من الوزن الزائد, ومن الناحية الغذائية تلعب المكسرات دورا مهما في تدعيم نكهة المواد الغذائية تشترك معها الشيكولاتة والعسل والفواكه أو منتجات الآيس كريم, كما أنها تضيف إلي الأطعمة نكهات متعددة.
وعن ارتباط المكسرات بشهر رمضان يقول د. عبدالرحمن: أولا يرجع إلي أن معظم الناس يدخرون مبالغ مالية لإنفاقها في هذا الشهر لأنهم يرون أنه شهر ابتهاج ومن الضروري تناول جميع المأكولات فيه., ثانيا: لأنه مرتبط بالكنافة و القطايف والبلح وقمر الدين التي تحتاج إلي مكسرات ويتم تناولها كل يوم برمضان بعكس الشهور العادية, التي يقل فيها تناول هذه الحلويات, كما أن جميع العائلات في هذا الشهر تفضل تقديم أفضل ما لديها في المناسبات فتقوم بتزيينه بالبندق واللوز بدلا من السوداني, فمعظم الأطباق الحلوة التي يستهلكها الإسان في رمضان تحتاج إلي مكسرات فبالتالي تزيد نسبة الإقبال عليها في هذا الشهر, ويختتم حديثه بضرورة تخزين المكسرات في جو معتدل حتي لا تتلف وتصبح مكوناتها ضارة بجسم الإنسان.
ويري أشرف عبدالعزيز, أستاذ التغذية ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان: أن المكسرات تحتوي علي %50 من وزنها دهونا ولكنها مفيدة للإنسان خاصة مرضي القلب والسكر, وقد تم عمل أبحاث عن المكسرات فوجد أن اللوز وعين الجمل أكثر أنواع المكسرات فائدة لجسم الإسان حيث يقومان بتحسين الكوليسترول والذاكرة.
وعن سر ارتباط المكسرات برمضان يقول د.أشرف: هي عبارة عن عادة غذائية متوارثة لدي الشعب المصري فكانت المكسرات قديما تنحصر في رمضان علي السوداني ولكن مع ارتفاع الحالة الاقتصادية تطور السوداني إلي بندق ولوز وعين جمل, ولكني أفضل تناولها طوال السنة ولكن بنسبة 30 أو 50 جراما في اليوم.