أخرج البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم سقول : " ما أ َذِن لشئ ما أذِن َلنبى حَسَن الصوت بالقرآن يجهر به " ومعنى أذن : استمع . البخارى " 7105 "ومسلم "792 ".
وفى مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يُصَلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة ، فقال " إن المُصَلى يُناجى ربَّه عزوجل ، فلينظر ما يُناجيه . ولايجهر بعضكم على بعض بالقرآن " السلسلة الصحيحة " 1603 " . وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد ، فسمعهم يجهرون بالقراءة ؛ فكشف السِّتر وقال : " ألا إن كلكم مُناج رَبَّه ، فلا يؤذين بعضكم بعضا ، ولا يرفع بعضكم على بعض فى القراءة " أو قال : " فى الصلاة ".وعن عبد الله بن المبارك قال : " سألت سُفيان الثورى َّ قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة ، أى شئ ينوى بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوى أنه يُناجى ربه " .
وعن مسافر قال : سمعت يزيد بن أبى مالك يقول : أن أفواهكم طـُرق من طرق الله تعالى فنظفوها ماستطعتم . قال : فما أكلت البصل مُنذ قرأت القرآن .
وقال قتادة : " ما أكلت الكُرَّات منذ قرأت القرآن " .
فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم وينوى هذه النية العظيمة ؛ لكى يشعر بلذة القراءة ، حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ، ويمدحه ويُثنى عليه ويُباهى به ملائكته المُقرَّبين .
وعن حُذيفة رضى الله عنه قال : " صليت مع النبى صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة . ثم مضى ، فقلت يُصلى بها ركعة . فمضى ، فقلت : يركع بها . ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرا مُتـَرَسِّلا
، إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مرَّ بتعَوُّذ تعوَّّ " مسلم " 272 " . هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حيَّة يعى فيها العبد ما يقرأ ، ولماذا يقرأ ، ومن يُخاطب بقراءته ، وماذا يحتاج منه ، وما يجب عليه نحوه من التعظيم والتقديس .
فعلى القارئ لآيات القرآن أن يستشعر أنه يُخاطب ربه ، فإذا مر بآية تسبيح سبَّح ، وإذا مر بآية فيها وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بصفة من صفات النجاح والسعادة سأل الله تعالى أن يرزقه إياها ، وإذا مر بصفة من صفات الشقاء والفشل والضيق استعاذ بالله من شرِّها .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن مناجاته بالقرآن .