احتلت البدانة جانباً لا بأس به من اهتمامات علماء الطب، نظراً لكثرة عدد المصابين بها حول العالم، كما أنها ارتبطت بالعديد من الأمراض منها السكري وضغط الدم وأمراض القلب والمفاصل وغيرها .
وعلي الجانب الشخص يبتعد الكثيرون عن الأطعمة الدسمة والأكلات الشهية لتحقيق معادلة الرشاقة الصعبة التي يحلمون بها، بينما يكتفي البعض بتناول القليل من تلك الأطعمة خوفا من تحطيم النظام الغذائي المعين الذي يسيرون عليه.
ولتحقيق المعادلة الصعبة دون الحرمان من المأكولات اللذيذة، يعكف فريق علمى دولى على تطوير أطعمةً صحية طيبة المذاق، وفي نفس الوقت تحد من موجة السمنة المنتشرة فى العالم.
وذكرت صحيفة "الدايلى تلغراف" أن العلماء اكتشفوا مواد كيميائية فى الدماغ تقنعه بأن طعم مأكولات مصنوعة من قنبيط الـ"بروكلي" مثلاً طيبة المذاق وذلك بتعطيل حاسة الطعم بالمرارة.
وأوضح أعضاء فى الفريق العلمى الدولى أن الاطعمة التى يحاول إنتاجها العلماء تحتوى على مواد كيميائية "تقنع" الدماغ بأن ما يتناوله المرء إما أطعمة أكثر حلاوة من غيرها، أو أنها أكثر ملوحة أكثر مما هى فى الواقع.
ويركز العلماء فى أبحاثهم على مركبات اسمها "flavour modulators" تنشط ممرات معينة تقود إلى الدماغ وتجعل المرء يعتقد أن ما يأكله حلو المذاق.
وأشار الباحثون إلى أن الناس بطبعهم يميلون إلى المأكولات الدسمة لأنهم حرموا منها لملايين السنين، وأنه قد حان الوقت لصنع مأكولات تشبع نهم الناس فى تناول الاطعمة التى يشتهونها ولكن من دون أن تجعلهم بدناء.
واكتشف علماء إيطاليون من قبل بروتيناً في الدماغ يمكن أن يجعل الجسم أكثر قدرة علي حرق السعرات الحرارية .
وقد جاءت هذه النتائج بعد أن عثر العلماء علي جزيئة في أدمغة الجرذان تدعي "شجرِ ـ 21" حيث قاموا بعزلها، وهذه تتألف عادة من حمضيين أسيديين أو أكثر تعرف بالجزيئات الكبري بوليببتايدز أو البروتينات.
وقال العلماء إنه عند تقديم البروتين في أدمغة قوارض أخري مثل الفئران فإن ذلك يزيد معدل الايض عندها ويمنعها من أن تصبح سمينة حتي لو قدمت إليها وجبات غنية بالدهون.
وقال كل من الباحث السندرو بارتولوميوشي وأنا موليز بعد إجرائهما تجربة علي مجموعتين من الفئران "كان التأثير عليها غير متوقع لأن البروتين منع حدوث المرحلة الأولي من البدانة التي تسببها الحمية الغنية بالدهون"، وأضاف بارتولوميوشي "إنه يمكن الاستعانة مستقبلا ب "ـ شجرِ ـ21" لصنع أدوية جديدة تمنع زيادة الوزن عبر حرق السعرات الحرارية الزائدة .
في خطوة هامة قد تفيد العلماء كثيراً في حربهم المستمر ضد السمنة، نجح علماء إيطاليون في ابتكار حبوب جديدة تمنع متبعي الحميات الغذائية من الشعور بالجوع لعدة ساعات عن طريق ملء فراغ المعدة، وهم يقارنون مفعولها بما يشعر به من تناول صحناً كبيراً من معجنات "السباجيتي".
ويتحول القرص الجديد بمجرد نزولة في البطن إلى كرة هلامية عندما يُضاف إليه الماء، وقد توصل الفريق العلمي إليها بينما كان يبحث عن طرق جديدة لصنع حفاظات أطفال أكثر امتصاصا للبلل.
وأوضح العلماء أن الحبوب الجديدة قد تصبح سلاحا فعالا في محاربة السمنة، حيث تم حتى الآن تجريبها على 20 شخصا، لكن الخبراء قالوا إنه من الضروري تجريبها على عدد أكبر من الناس.
ويكون القرص على شكل غبار يابس ثم ينتفخ ليتحول إلى كرة هلامية عند تناوله مع كوب من الماء، وتتكون الكرة من السيلولوز مما يجعلها قابلة للهضم والمرور عبر الجهاز العضمي دون مشاكل.
ويجري الآن تجريب القرص -والذي لم تتم تسميته بعد- على 90 شخصا آخرين يعانون من السمنة حتى تتسنى معرفة تأثيرها كاملا.
من جانبه، يقول أحد أعضاء فريق البحث إنه ينبغي تناول القرص قبل الوجبات بنصف ساعة إلى ساعة تقريبا، وهي تمر عبر الجهاز الهضمي خلال 5 ساعات أو ستة، مضيفاً أن نتائج الابحاث ستظهر في اكتوبر المقبل وأنه يأمل في أن يتم تسويق القرص مع حلول مايو 2024.
وكشفت دراسة طبية عن وجود هرمون طبيعي يدعي "PYY"، تفرزه القناة الهضمية أثناء عملية الأكل، وبالتالي يعطي إشارات إلى الجزء الذي يتحكم بالشهية في المخ، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع.
وأشار الباحثون إلى أنه يمكن إعطاء جرعة زائدة من الهرمونات الطبيعية، التي تحد من شهية الذين يعانون من البدانة بحوالي الثلث مما قد يُعد فتحاً علمياً في مكافحة السمنة.
وأوضح باحثون من جامعة "إمبريال كوليدج"، أن الدراسات قد بينت فعالية الهرمون في الحد من شهية أشخاص معتدلي الوزن، وذلك من خلال إرسال إشارات إلى المخ تحثه إلى التوقف عن الأكل والإحساس بالشبع.
وأضاف الباحثون أن إعطاء جرعة من هرمون "PYY3-36"، قد حد بنسبة 30 في المائة من شهية المشاركين في البحث من جميع فئات الأوزان.
يذكر أن 60 في المائة من أفراد الشعب الأمريكي يعاني من زيادة الوزن، حيث تساهم الأمراض الناجمة عن السمنة في وفاة 300 ألف أمريكي سنوياً وفقاً لتقديرات حكومية.