تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تضحــ امرأة ـــــــيات

تضحــ امرأة ـــــــيات 2024.

استسلمت لحزنها..أرق مايكون استسلام،أصبح صديقها وحبيسها وأنيس وحدتها،

أضحى الابتسام غريب عن دنياها،والخوف من المجهول يؤرقها..

فقدت زوجها فنذرت حياتها لأطفالها،كان الزوج السند والظل والأمان،فلمافقدته انهار الجدار وأحست أنهاأصبحت مكشوفة وعرينهاعرضة للسهام..

ودخلت في القوقعة وأغلقت عليها بإحكام..

كانت تنظر إلى طفليها فتخف روحها وتحس نفسها كأنهاملاك ترفرف بأجنحتها مع أحلامهما وشقاوتهما،فيتملكهاشعوربالرضى وبالسعادة برغم الحزن..

ونماالطفلان،ونمامعهما حزنها وحبها…

حجبت نفسها عن متعة الحياة دفنت شبابها وجمالهالأجل أن يعيشاهما..

كانت تراهمافتأنس إليهماوأدخلتهما معها في القوقعة وأطبقت عليهما وعليها بإحكام

حسبت أنهاستكون أكثر اطمئنانا من غدر الزمان..

وكبر الصبي وكبرت الفتاة وكان ذاك المساء….
اتصلت بهاصديقتها تدعوها لسهرة علها تخرجهامن عزلتها..

شكرتها الام لكنهافضلت البقاء مع الاولاد…

فرغ الفتى من طعامه واستأذن أمه في الخروج،

قالت له الأم بصوت فيه تضرع:ابق معي ياطارق..
قال لها:سألعب مع عمر ابن الجيران لن أتخر في العودة.الى اللقاء

وفرغت إيمان من تصفيف شعرها واستأذنت أمها في الذهاب لصديقتها..

زاغت عينا الام وبللتهما بدمع مكتوم..وأنت أيضا ستخرجين؟
سأجلس مع مريم في منزلها..والداها غير موجودين بالبيت..

وسكت الأم بينما خرجت إيمان في عمر الزهور كلها نشاط وحيوية…

أحست الأم بألم في صدرها..لقد خرج الاطفال من القوقعة..ولم يعد هناك سوى حياتهاالتي ستقوقع عليها..

نذرت شبابها لهمااعتقدت أنهما سؤنساها إلى الأبد..

احست بقشعيرة تسري في أوصالها،ضمت ملابسها إلا صدرها وانكمشت عل بعضها

وغاصت عيناها في الظلام…في الاشيء..

فكرت هل أخرج أنا أيضا من القوقعة…

ابتسمت وتبعتها تنهيدة طويلة…

فلقد كانت تدرك الجواب جيدا…
.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.