تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الهارب من جهنم

الهارب من جهنم 2024.

حكاية الهارب من جهنم

كان ثعلبة بن عبد الرحمن يحفُّ بالرسول صلى الله عليه وسلم ويخدمه ثم إنه مرّ بباب رجل من الأنصار فاطّلع فيه فرأى امرأة الأنصاري تغتسل ، فكرر النظر فخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فخرج هارباً من المدينة استحياءً من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أتى جبال مكة والمدينة فولجها فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً فنزل جبريل عليه السلام فقال : إن ربك يقرئك السلام ويخبرك أن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يعوذ بي من ناري ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي رضي الله عنهما وقال لهما انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن فخرجا أنقاب المدينة فلقيهما راع من رعاة المدينة يقال له ذفافة فقال عمر : يا ذفافة هل لك علم بشاب بين هذه الجبال ؟ فقال ذفافة لعلك تريد الهارب من جهنم فقال له عمر ما أعلمك بأنه هارب من جهنم ؟ قال : إذا كان نصف الليل خرج علينا من هذا الشعب واضعاً يده فوق رأسه يبكي وينادي : يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولا تجرؤني لفصل القضاء فقال عمر : إياه نريد ، فأنطلق بهما ذفافة حتى إذا كان بعض الليل خرج عليهما وهو ينادي : يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد فعدا عليه عمر فأخذه فلما سمع حسَّه قال الأمان حتى الخلاص من النار ؟ قال له : أنا عمر بن الخطاب ، فقال له ثعلبه : أعَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي ؟ قال : لا علم لي ، إلاّ أنه ذكرك بالأمس لنا وأرسلني إليك ، فقال ثعلبة : ياعمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي أو بلال يقول قد قامت الصلاة قال عمر أفعل ، فلما أتى عمر وسلمان رضي الله عنهما المدينة ودخلا به المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فلما سمع قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم خرَّ مغشياَ عليه ، فدخل عمر وسلمان في الصلاة وهو صريع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ياعمر ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن ؟ قال هو ذا يارسول الله ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرَّكه ونبَّهه ثم قال : ما الذي غيّبك عني ؟ قال ذنبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أُعلمك آية تمحو الذنوب والخطايا ؟ قال بلى يا رسول الله قال : قل [( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )] قال ثعلبة : إن ذنبي أعظم من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ بل كلام الله أعظم ] وأمره بالإنصراف ، فانصرف ومرض ثلاثة أيام وأتى سلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : إن ثعلبة مريض فقال الرسول صلى الله عليه وسلم [ قوموا بنا إليه ] فدخل عليه الصلاة والسلام وأخذ برأسه فوضعه في حِجْره فأزال رأسه عن حِجْرِ الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم [ لِمَ أزلت رأسك عن حِجْري ؟] قال ثعلبه : لأنه ملآن من الذنوب ( أي رأس ثعلبه ) قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ما تجد ]؟ قال أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي فقال عليه الصلاة والسلام [ فما تشتهي ]؟ قال مغفرة ربي فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فصاح صيحة ومات فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسله وكفنه وصلى عليه ثم احتمله إلى قبره فأقبل يمشي على أنامله ، قالوا يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لم أستطع أن أضع رجلي على الأرض من كثرة من شيعه من الملائكة ]

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.