معنى المزاح
هو الدعابة، والمزح نقيض الجد.
ذم المزاح
الأصل في المسلم أن يكون جاداً، إذ لم يخلق في هذه الدنيا للعبث واللعب، والمزاح قد يخرج المرء عن الواجب الذي خلق له، ومن هنا ذم المزاح، إنما ذم لما يؤدي إليه من كذب أو ترويع أو استهزاء أو غفلة عن الله وذكره.
قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدة فتخلفه)) [ضعيف أخرجه الترمذي 1995].
والمقصود بالنهي كما قال العلماء الإفراط والمداومة.
1- الإفراط في المزاح يؤدي إلى كثرة الضحك التي تميت القلب.
وفي الحديث عند الترمذي وغيره وفيه فقال: ((ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) [رواه الترمذي ح2305، وابن ماجه ح4193، وأحمد ح7748].
نظر وهيب بن الورد إلى قوم يضحكون في عيد فطر فقال: إن كان هؤلاء قد غفر لهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان لم يغفر لهم فما هذا فعل الخائفين.
2- المزاح يؤدي إلى الغفلة، والمسلم يحتاج إلى قلب حي لا تتسرب الغفلة إليه فيجس صراعه مع الشيطان فقد أقسم الشيطان على غوايتنا {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص:83-84].
والغفلة هي صفة الكافرين {فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون} [الطور:11-12]. {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} [الزخرف:83]. {ثم ذرهم في خوض يلعبون} [الأنعام:91]. وفي يوم القيامة يقال لهم {ما سلككم في سقر} [المدثر:42]. فكان من جوابهم {وكنا نخوض مع الخائضين} [المدثر:45].
وهذه الغفلة حذر منها السلف أشد الحذر، فكان أبو يعلى يقول: ((أتضحك ولعل أكفانك قد خرجت من عند القصار)).
وقال محمد بن واسع: "إذا رأيت رجلاً في الجنة ويبكي ألست تعجب من بكانه؟ قيل: بلى. قال: فالذي يضحك في الدنيا ولا يدري إلى ماذا يصير هو أعجب منه".
3- وقد يؤدي المزاح حال كثرته إلى قلة الهيبة أو اجتراء السفهاء على المازح، قال عمر رضي الله عنه: "من مزح استخف به".
وقال محمد بن المنكدر: قالت لي أمي: يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عندهم.
وعن سعيد بن العاص أنه قال: "لا تمازح الشريف فيحقد عليك، ولا الدنيء فيجترئ عليك". وقال الحسين بن عبد الرحمن: كان يقال: المزاح مسلبة للبهاء، مقطعة للصداقة.
4- وقد يسبب المزاح شيئاً من الضغينة فيكون مذموماً، قال عمر بن عبد العزيز: "اتقوا الله وإياكم المزاح فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح، فحدثوا بالقرآن وتجالسوا به، فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال".
قال خالد بن صفوان: كان يقال: لكل شيء بذر، وبذر العداوة المزاح.
وقال الحسين بن عبد الرحمن: كان يقال: المزاح مسلبة للبهاء، مقطعة للصداقة.
1-الترويع:
وفيه أن أصحاب رسول الله كانوا يسيرون مع رسول الله في مسير فنام رجل منه فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال: ما يضحككم فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)) [رواه أحمد في مسنده ح21986 ونحوه أبو داود ح5004].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه جاداً ولا لاعباً، وإذا وجد أحدكم عصا صاحبه فليردها عليه)) [رواه أحمد في مسنده ح17261 و أبو داود2194].
2-الكذب في المزاح:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له)) [رواه الترمذي ح 2315 وأبو داود ح 4990، الدارمي ح2702].
((إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم فإنه يقع فيها أبعد ما بين السماء والأرض)) [رواه أحمد ح10903].
عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا قال: )(إني لا أقوال إلا حقاً)) [رواه الترمذي ح1990 وأحمد ح8366].
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) [رواه أبو داود ح4800].
3- المزاح الذي قد يؤدي إلى الإضرار بالممزوح معه.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: ((لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار))، وفي مسلم: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) [البخاري ح7072، ومسلم ح2617].
4- المزاح الذي تنتهك فيه حدود الله.
فقد يمتد المزاح إلى باب كبير من أبواب الكبائر كالاستهزاء ببعض القرآن أو النبي أو الأحكام الفقهية أو العلماء، كما وقع من بعض المنافقين يوم تبوك حين استهزءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فنزل: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [التوبة:64-65].
وقد حذر الله من مجالسة هؤلاء الذين يمزحون في هذا الباب من الكبائر {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام:86].
وقال: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معه حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً} [النساء:140].
جاءت صور كثيرة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمازح أصحابه ويمازحونه، وهذا يفيد إباحة المزاح إذا خلى عن الحرام كالكذب والترويع.
عن جابر كان رسول الله إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت: نذير قومٍ أتاهم العذاب، فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أخلق الناس وجهاً وأكثرهم ضحكاً (تبسماً) وأحسنهم بشراً. [قال الهيثمي: رواه البزار، وإسناده حسن].
عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا قال: ((إني لا أقوال إلا حقاً)) [رواه الترمذي ح1990 وأحمد ح8366].
ومزاح النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن للعبث أو لمجرد الترويح، بل كان جزءً من تربيته لأصحابه:
1-المزاح للتحبب
قدم صهيب على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر وخبز قال: أدن فكل، فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بعينك رمداً))، فقال: يا رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أنس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا حاملوك على ولد ناقة، قال: وما أصنع بولد الناقة، فقال صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق)) [رواه أبو داود ح 4998، والترمذي ح 1991].
عن أنس قال: ربما قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا ذا الأذنين)) [رواه الترمذي ح 3828 وأبو داود ح 5002].
يقول عوف بن مالك الأشجعي أتيت رسول الله في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم، فسلمت فرد وقال: ((أدخل فقلت: أكلي يا رسول الله؟ قال: كلك، فدخلت)).
قال عثمان بن أبي العاتكة: إنما قال: (أدخل كلي) من صغر القبة. [رواه أبو داود ح5000 وأحمد ح 22846].
قال كعب بن مرة سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: ((ارموا، من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة)) قال ابن النمام: يا رسول الله وما الدرجة؟ قال: ((أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام)) [رواه النسائي ح3144، وأحمد ح17369].
وعن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن زاهر باديتنا ونحن حاضروه)).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال الرجل: أرسلني. من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله: إذاً والله تجدني كاسداً فقال: صلى الله عليه وسلم، لكن عند الله لست بكاسد أو قال: لكن عند الله أنت غالٍ)) [رواه أحمد ح12187].
وبينما أسيد رضي الله عنه يحدث القوم وكان فيه مزاح، بينما يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال: أصبرني، فقال: ((اصطبر))، قال: إن عليك قميصاً وليس علي قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه، وجعل يقبل كشحه قال: إنما أردت هذا يا رسول الله. [رواه أبو داود ح5224].
2- المزاح للمواساة.
وعن أنس: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: ((يا أبا عمير ما فعل النغير)) [رواه البخاري ح6129].
وفي رواية لأحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم سليم ولها ابن من أبي طلحة يكنى: أبا عمير، وكان يمازحه فدخل عليه فرآه حزيناً فقال: ((مالي أرى أبا عمير حزيناً ؟ فقالوا: مات نغره الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: أبا عمير ما فعل النغير)) [رواه أحمد ح12489].
3- المزاح من أجل التربية.
وفيه أن خوات بن جبير الأنصاري كان جالساً إلى نسوة من بني كعب بطريق مكة فطلع عليه رسول الله فقال: ((يا أبا عبد الله مالك مع النسوة؟)) فقال: يفتلن ضفيراً لجمل لي شرود، فمضى رسول الله لحاجته ثم عاد فقال: ((يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟)) قال خوات: فاستحيت وسكت، فكنت بعد ذلك أتفرر منه حتى قدمت المدينة فرآني في المسجد يوماً أصلي فجلس إلي فطولت فقال: ((لا تطول فإني أنتظرك))، فلما سلمت، قال: ((يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟)) فسكت واستحيت فقام، وكنت بعد ذلك أتفرر منه حتى لحقني يوماً وهو على **** وقد جعله رجليه في شق واحد.
فقال: ((يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟)) فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد منذ أسلمت فقال: ((الله أكبر، الله أكبر، اللهم اهد أبا عبد الله)). قال: فحسن إسلامه وهداه الله. [قال:الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد، وهو ثقة].
والصحابة رضي الله عنهم كانوا أكثر الناس جداً وأقلهم غفلة، ومع ذلك كانوا يتمازحون.
روى البخاري في الأدب المفرد "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ [1] فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال" [الأدب المفرد 266 وهو صحيح].
"وقيل لابن سيرين هل كانوا يتمازحون؟: قال: ما كانوا إلا كالناس".
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "لم يكن أصحاب رسول الله منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء في دينه دارت معاليق عينيه" [رواه ابن أبي شيبة بإسناد حسن، وصححه الألباني].
لما جاء أبو موسى الأشعري من عند عمر مذعوراً عندما استأذن ثلاثاً وانصرف فقال له عمر: والله لتأتيني على هذا ببرهان أو ببينة أو لأفعلن بك، فذهب إلى مجمع للأنصار ليبحث عن شاهد.. "فجعل القوم يمازحونه" [رواه الترمذي ح2690].أي ليخففوا عنه.
وفي مسند أحمد "فجاءنا أبو موسى كأنه مذعور" [رواه أحمد ح10605].
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله كان لا يلتفت إذا مشى، وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشيء، فلا يلتفت حتى يرفعوه لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون، وكانوا قد أمنوا التفاته صلى الله عليه وسلم. [رواه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: إسناده حسن]. أي أن الصحابة كانوا يهابونه صلى الله عليه وسلم فلا يمزحون أمامه.
وهذا عبد الله بن عمر يمازح مولاة له فيقول لها: خلقتي خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام. فتغضب وتصيح وتبكي، ويضحك عبد الله بن عمر.
وممن عرف بالمزاح من الصحابة نعيمان بن عمرو، وكان لا يدخل المدينة طُرفة، أو فاكهة، إلا اشترى منها، وأكل بعضها، وأهدى الباقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جاء صاحبها يطلب ثمنها من نُعيمان أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أعط هذا ثمن متاعه!! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أولم تهده لي؟)) فيقول: نعم، ولكن، والله ليس عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله. فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ويأمر لصاحبه بالثمن.
ومن نوادره: أن أعرابياً دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأناخ ناقته بفنائه، وكانت – ناقة – فتية سمينة، فقال بعض أصحاب نُعيمان: لو عقرتها فأكلناها. فإنا قد قرمنا إلى اللحم. فقام نُعيمان وعقر الناقة.
فخرج الأعرابي من عند النبي صلى الله عليه وسلم ووجد ناقته تُسلخ، ونُعيمان يتولى توزيع لحمها. فصاح: يا محمد، واعقراه: واناقتاه.
فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ((من فعل هذا؟)) فقالوا: النُعيمان. فأتبعه يسأل عنه، حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت ال**ير بن عبد المطلب. واستخفى تحت سرب (دكة تكون خارج الغرفة) فوقه جريد.
فأشار بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكانه: فأمر بإخراجه. وقال له: ((ما حملك على ما صنعت؟)).
قال: الذين دلوك عليّ يا رسول الله، هم الذين قَرِموا إلى اللحم، وأمروني بعقر الناقة.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يمسح التراب عن وجهه، ثم غرم ثمنها للأعرابي.
[انظره في ترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة].
يقول صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)).
قال ابن مسعود: "خالط الناس ودينك لا تكلمنه والدعابة مع الأهل" [رواه البخاري في الأدب / الانبساط].
ومنه ما رواه أحمد أنه خرج من بعض أسفاره ومعه عائشة فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي: ((تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني.
حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا ثم قالي لي: تعالى أسابقك فسابقته، فسبقني فجعل يضحك ويقول: هذه بتلك)).
وروى الشيخان في حديث عائشة قالت: ((والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، ورسول الله يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم بين أذنه وعاتقه ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا الذي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو)) [ رواه مسلم ح892، ونحوه في البخاري ح5236].
ويروي الحاكم من حديث عمرة قالت سألت عائشة كيف كان رسول الله إذا خلا مع نسائه، قالت: كالرجل من رجالكم إلا أنه من رجالكم إلا أنه كان أكرم الناس وألين الناس ضحاكاً وبساماً.
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن أنه كان رسول الله يصفّ عبد الله وعبيد الله وكثيراً بني العباس ثم يقول: ((من سبق إلي فله كذا. قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم)) [رواه أحمد في مسنده ح1739].
وقالت عائشة كان عندي رسول الله وسودة فصنعت حريرة وجئت به فقلت لسودة: كلي. فقالت: لا أحبه فقلت: والله لتأكلين أو لألطخن به وجهك. فقالت: ما أنا بذائقته، فأخذتُ بيدي في الصحفة شيئاً منه فلطخت به وجهها، ورسول الله جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني، فتناولتْ من الصحفة شيئاً، فمسحت بها وجهي، ورسول الله يضحك" [رواه أبو يعلى بإسناد جيد].
وأخرج أبو يعلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسن بن علي، فيرى الصبي لسانه فيهش له.