تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المحكم والمتشابه فى القرآن

المحكم والمتشابه فى القرآن 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
وصفت آيات القرآن فى سورة هود بأنها كلها مُحْكمات ، قال تعالى : " كتاب أُحكمت آياته " ، ووصفت آيات القرآن فى سورة الزمر بأنها كلها متشابهات قال تعالى : "الله نزل أحسن الحدبث كتابا متشابها ً "ووصف آيات القرآن فى سورة آل عمران بأن منها محكمات – هن أم الكتاب – ومنها متشابهات . فما هو الإحكام – بمعناه العام والخاص – ؟ وما هو المُتشابه – يمعناه العام والخاص ؟ الإحكام – الذى هو وصف عام للقرآن مُراد به : الإتقان والتدعيم ، وعدم تطرق الخلل إلى ألفاظه وأساليبه ومعانيه ، فألفاظه مُحكمة لاخلل فيها ، وأساليبه مُحْكمة لاركاكة فيها ولاتعقيد ، أى حقيقة ثالتة " لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " والتشابه – الذى هو وصف عام للقرآت – المراد يه : التماثل فليست آية تختلف و آية فى فصاحة ألفاظها ، وبلاغة أسلوبها ، وصحة معناها ، بل هى كلها متشابهات فى ذلك .
أما المُراد من الإحكام – هو وصف خاص ببعض آيات القرآن . فهو : إحكام عبارة الآية فى دلالتها على المعنى المُراد منها ، فالأيات المحكمات – اللاتى هن أم الكتاب –ألى أصله ومُعظمه – هى : الآيات الصريحة التى لاتحتاج فى فهم المراد منها إلى غيرها .. وأكثر آيات العقائد والأحكام والأخلاق والقصص : مُحكمات . والمراد من التشابه – الذى هو وصف خاص ييعض آيات القرآن – هو الإشتباه والإلتباس فى فهم المراد من العبارات ، إما لأنهاتحتمل أن يُفهم منها أكثر من معنى ، مثل الحروف الهجائية المُقطعة فى أوائل بعض الصور : "ألم " و " ص" و " ق" وغيرها فهى مشتبهات ، أى فى فهم المراد منها إشتباه أو إلتباس .. أو لأن ما يُفهم من ً ظاهرها يوهم تشبيه الله بخلقِهِ فى أن له : وجها ً أو يدا ً أو غير ذلك مثل " كل شئ هالك إلا وجهه " ومثل : "يد الله فوق أيديهم " ولذا قال مجاهد رضى الله عنه : المتشابه : مااشتبهت معانيه .
فالمحكم : هو الصريح الُمفسر ، الذى لاإشتباه فى فهم المراد منه : والمتشابه : خلافه ، قال تعالى : " هو الذى أنزل عليه الكتاب ، منه آيات مُحْكمات – هن أم الكتاب – وأخر مُتشابهات ، فأما الذين فى قلوبهم زيْغ ، فيتبعون ما تشابه منه الفتنة وابتغاء تأويله " ، وهذا بيان للحكمة البالعة التى لأجلها أنزل الله الكتاب منه آيات مُحكمات وأخر متشابهات، وهذه الحكمة هى أن الآيات المتشابهات فيها إختبار وامتحان لإيمان المؤمن ، وتمييز الزائغين المضطربين من الراسخين الثابتين ، ، ولهذا بين الله سُبْحانه وتعالى أن الناس إفترقوا بإزاء المتشابهات فريقين فريق الذين فى قلوبهم زيغ ، وفريق الراسين فى العلم : " فأما الذين فى قلوبهم زيغ " أى فى عقولهم إنحراف عن الحق فينصرفون عن الآيات المحكمات ، لأنها صريحة فى صدمهم وفى كشف زيغهم ، ويتبعون ما تشابه من الآيات ، لأن فيها حسب زعمهم سندا لزيغهم ، فهم يُطيلون البحث فيها : لارغبة فى الوُصول إلى المراد منها ، ولكن يبتغون بذلك أمرين . الأول : أن يتخذوها وسيلة لفتنة من آمن بإلقاء الريب والشكوك فيما آمن به . والثانى : يُؤولوهاالتأويل الذى يتفق وأهواءهم
ثم قال تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله ".. وفى هذه الآية ارشاد إلى إيجاب رد المتشابه إلى المحكم ، لأنه إذا كان المتشابه لايعلم تأويل إلا الله ، والمحكم هو من الله ، فيجب الرجوع إلى المُحكم ليلتمس منه النور الذى يكشف ما أراده الله من المتشابه ، فالقرآن يُفسِّر بعضه بعضا ً، ومجموعة آياته تبين الروح الذى يفهم به ما فيه اشتباه .. والمجسمة – الذين اتبعوا ظاهر آيات الوجه واليد – لوردوها إلى المحكم ،وهو قوله تعالى " ليس كمثله شئ " ما زاغوا ، ولصَرفوا اللفظ عن معناه الظاهر – لأنه مستحيل إرادته – إلى معنى آخر غيرمستحيل على الله ، مما يدل عليه اللفظ بطريق المجاز أو الكتابه ، ف " كل شئ هالك إلا وجهه " أى إلا هو ، و" يد الله فوق أيديهم " أى قدرته فوق قدرتهم " وأصنع الفلك بأعيننا " أى برعايتنا .. وهكذا ..
الفريق الأول – كما رأينا – هم ضعفاء العقيدة ، وقدعبرالله عنهم بأنهم الذين قى قلوبهم زيغ ، أما الفريق الثانى فهم أقوياء العقيدة والإيمان وقد عبر الله
عنهم بالراسخين فى العلم قال تعالى :" والراسخون فى العلم يقولون آمنا به " لأن رُسوخ العلم بالحقيقة وثباته على دعائم راسخة : أساس إستقرار الإيمان وقوة العقيدة ، فمن علم بأن القرآن منزل من عندالله بالحق ، وقام علمه بهذا على أساس ثابت ، كان قوى الإيمان ، مستقر العقيدة ، لايُزلزل عقيدته فى آية اشتباهها والتباسها ، " والراسخون فى العلم يقولون آمنا به " أى آمنا بالمتشابه كما آمنا بالمحكم . لماذا ؟ " كل من عند ربنا ، وما يذكر إلا أولو الألباب " .
ثم بين الله أن هؤلاء مع رُسوخهم فى العلم لايغترون بقوة إيمانهم ، ولهذا فهم دائموا التوجه إلى الله أن يحفظ عليهم نعمة الإيمان برحمة من عنده فيقولون :" ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب "
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم
جزاك الله خير
خيو"السحاب"

بارك الله فيك ونفع بك الامة

تحياتي لك

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.