ما هي ؟! وما قصتها ؟!
دعونا نعود بالقصة إلى الخلف قليلاً وهي القصة التي سنعيشها جميعاً نحن وآباؤنا الأولون
إنها القصة التي أوردها الله سبحانه وتعالى لنا في الكتب السماوية والتي هي من علم الغيب
الذي لا يعلمه إلا الله جل في علاه
إنه يوم البعث والحساب ، يوم تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها
يوم ترى الناس سكارى وما هم بسكارى .. ولكن عذاب الله شديد
يوم نقوم من الأجداث سراعاً ونبعث لنوفى أجر ما عملنا
إنه اليوم الطويل الشاق .. الذي في نهايته تجزى كل نفسٍ ما عملت
عندها تأتي الملائكة تجرّ جهنم جرّاً .. كل مجموعة بزمام
وهي تشتعل وتلتهب وتنادي : ( هل من مزيد ؟!! )
قال تعالى : ( يوم نقول لجهنم هل امتلأتِ وتقول هل من مزيد )
عندها يقول الكافر والظالم والفاجر ( ياليتني كنت ترابا )
فيُلقون فيها جزاءً بما عملوا .. ويا له من عقاب
فصل في العذاب
يُلقى المجرمون في النار ، ويعذّبون عذاباً شديداً
ويكون شرابهم من الحميم وهو ماء حار كالمهل يشوي الوجوه ، ويكون طعامهم ( ثمار
الشجرة الملعونة )
وصف الشجرة الملعونة
ذكرها الله سبحانه وتعالى باسم ( الشجرة الملعونة ) في موضعٍ واحد في القرآن
وذكرها باسمها الحقيقي في عدة مواضع وهي ( شجرة الزقوم )
قال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ
الْحَمِيمِ(46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ
(48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) ) سورة الدخان
هذه الشجرة تنبت في قعر جهنم والعياذ بالله ، وشكل ثمارها كرؤوس الشياطين
إذا أكلوا منها ذابت أحشاءهم
وقال تعالى : (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ(62)إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ(63)إِنَّهَا شَجَرَةٌ
تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64)طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ(65)فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا
الْبُطُونَ(66)ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ(67)ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ(68) ) سورة
الصافات
وقال تعالى : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ(51)لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ(52)فَمَالِئُونَ
مِنْهَا الْبُطُونَ(53)فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ(54)فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ(55)هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ
الدِّينِ(56) ) سورة الواقعة
وهي فتنة في الدنيا لأن المشركين والكفار قالوا كيف تنبت شجرة في النار ولا تلتهمها هذه
النار فزادوا في طغيانهم ..
ولكنهم لم يسألوا أنفسهم .. أن من خلق السماوات بلا عمد وخالق هذه الأكوان بكواكبها
ونجومها ومجراتها من عدم أليس بقادرٍ على خلق شجرة لا تأكلها النار ؟!!
بلى ورب العزة .. وتعالى الله عما يصفون
أخيراً .. اختم هذا البحث المختصر بهذا الحديث :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل
الدنيا معايشهم ، فكيف بمن يكون طعامه ؟ ) رواه الترمذي
نسأل الله السلامة والعافية وألا يرينا هذه الشجرة الملعونة وألا يذيقنا طلعها وثمارها
ونسأل الله بمنه وكرمه وإحسانه أن يغفر لنا خطايانا ويتقبل منا أعمالنا وأن يسكننا فسيح
جناته
إنه هو القادر على كل شيء
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين