بسم الله الرحمن الرحيم إن اللون الأبيض على جماله وحلاوته وشفافيته لهو أبغض الألوان في عيني إذا رأيته على السرير .
حتى يصبح أسْوَدَ في عيني من السواد وأشد قتاما من ظلام الليل . أكره كل ما يذكرني به أو يدعوني إليه، أتحاشى أن أُدعى إليه محمولا أو زائرا ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، لأنه على لُطفِه مدفنة للأحياء وأَذانٌ للقبور . وكم هو شديد على القلب وأليم على العين أن ترى قريبك أو حبيبك أو من لا تحب رؤيته عليه وقد استلقى على ظهره مسلما روحه إلى ربه بين مشارط الأطباء ومقصات الممرضين . زوَّرت في نفسي أني زائره لا محالة طوعا أو كرها على مشيئة مني أو إباء ، ولكن متى تكون تلك الساعة العصيبة وذلك الموقف العصيب . وما كاد يذهب صباح ذلك اليوم ويدخل المساء في أوائله إذ بي أشاهد بكاء هذا الطالب وهو عاض على نواجذه من شدة الألم يتسارع الدمع انحدارا من عينه الضعيفة ليكفكف بيده الصغيرة السيل مندفع . شِحت بوجهي عنه لانشغالي بأمر مُلِمٍ ظانا أن المسألة سن يؤلم أو طاحونة مُسوِّسة تذهب بعد ساعة أو ساعتين . وما كادت عقارب الساعة تطوف حول نفسها حتى علمت سبب ألمه وإذا به قد سقط على فكه ولا يستطيع إطباقه فترائى ذلك المشهد أمامي : فاستعذت بالله وقلت إنها بعيدة، وماهو إلا دلع الطفولة ! جاء السرير الأبيض مهرولا ليقف أمامي قائلا : فقلت له : وإن كان صغيرا وحافظا للكتاب . يالله ما ذا لو حدث له مثل ذلك لا قدر الله، فإنا نؤمل به خيرا ونظن به الظن الحسن، ونرجو أن يكون للدين منارا وللحق صوتا . وما حال أمه وهو بكر أولادها وكبيرهم وله في قلبها أكبر الحظ والنصيب . لم يحلو لي زيارته حينها لأني لا أريد رؤيته على ذلك السرير، بل لم أرد سماع خبره، لأني لا أحب أن يكون إلا بخير . ترجلنا من السيارة وسارعنا الخطى وأنا مرتجف القلب مكسور الخاطر مَوْجُوع الفؤاد لأني سأرى عَجبا عُجابا وحالا يرثى لها، وداع إلى البكاء ! سارعت بين الغرف حتى وصلت إلى أخي فرأيت ما يحزنني ويفرحني ، حزنت على مُصابه، وفرحت على تجمع أحبابه من حوله، فزملاء التحفيظ حوله يسامرونه وشيخهم قائم على رأسه يواسيه ويسليه وكأنه يعلمه دروسا في الحياة لم تُخط في كتاب ولم تسطر في جواب بل هي مما يتوارثه الأفاضل عن الأفاضل . غبطته على محبة الناس له وإجلال شيوخه له، ولا زلت أرى الأسف بين عيني شيخه الآخر حين أخبر بمصابه وأنه لن يأتي إلى حين، فقد علِم أنه سيفقد عزيزا على الحلقة ومبرزا بين التلاميذ . ولما صار والد الطالب عند رأسه كلمه إلا أنه لا يستطيع جوابه من الألم . ولم يكن قصدي إخباركم بنبأ يخص هذا الطالب ولكن أردت أن نعتبر ونتعظ ونشعر بغيرنا .. وإني لأعجب من الذي يسعى إلى حتفه بأنفه ويقتل نفسه بيده من المدخنين أو المتعاطين للمخدرات أو الذين يركبون الخطر ركوبا أثناء قيادتهم للسيارات وغيرهم كثير ، فوالله إن الدنيا كلها لا تساوي ساعة حزن وهم . ثانيا: علينا أن نشكر الله ونحمده على العافية ، فإنها نعمة تستوجب الشكر والحمد ( وقليل من عبادي الشكور ) . ثالثا : إن إخواننا المصابين لهم علينا حق بالدعاء والزيارة وبث الأمل في صدورهم حتى يهنئوا بما بقي من العيش فلا تنسوهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم خمس .. ومنها وإذا مرض فعُده " . منقوووول ……… |
يعطيك العافيه على كل إللي تقدميه من أجلنا …~_..
ربي يحميك ويخليك لأهلك
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
دمتم بخيروعافيه
شكرا لتواجدك بارك الله فيك