تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الاستماع إلى نصيحة الآخرين

الاستماع إلى نصيحة الآخرين 2024.

الاستماع إلى نصيحة الآخرين
في حديقةٍ غَنّاءَ كان النهرُ يَجري ، النهرُ يَهَب الماءَ للأشجارِ والأزهارِ ، ويُصغي إلى حَفيفِ أوراقها وإلى أحاديثِها .

وذاتَ صباحٍ سَمِعَ النهرُ حوارَ الوردةِ الحمراء مع الوردةِ البيضاء ،
قالت الحمراء : أنا أجمَلُ الأزهار ، انظُري كيف أهتم بجمالِ مَظهري .

فقالت البيضاء : يا صديقتي ، هناك أشياء أخرى ينبغي أن نهتم بها أيضاً .

سألت الحمراء : مثلاً ماذا ؟! فقالت البيضاء : علينا أن نهتم بجذورنا أيضاً .

فقالت الحمراءُ بدَهشة : الجذور ، قالت البيضاء : نعم ، انظُري جيّداً إلى مياهِ النهرِ كيفَ تَجرِفُ مَعها كلَّ يومٍ جُزءاً من التربة .

سألت الحمراء : وماذا يعني هذا ؟!

أجابت البيضاء : معناه أننا سنَنجَرفُ أيضاً وننتهي ، علينا أن نَمُدَ جُذورَنا عميقاً في الأرضِ حتّى يشَتدَّ عُودُنا .

صاحَت الحمراءُ بعصبية : أنتِ حَمقاء يا عزيزتي ، تَترُكينَ أوراقكِ الزاهية ، وتُنفِقينَ وقتَكِ في مَدِّ العُروقِ داخلَ الترابِ والطين ؟!

لم تُصْغِ الحمراءُ إلى كلامِ جارتِها ، وتَمُرُّ الأيّام ومياهُ النهر تجَرِفُ التربةَ كلّ يوم .

وذاتَ يومٍ ، شعَرتِ الحمراء بأنّها تهتز ، وكانت أمواج النهر تهز جذورها الضعيفة ، فصاحت : النجدة ، النجدة ، أنقِذوني .

هَمَسَت البيضاءُ بحزن : يا لَها مِن نهايةٍ تَعيسة ، ليتها سَمِعَت نَصيحتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.