إذا ضاقت فاطرق أحد هذه الأبواب
.
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين ؛ سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعــد :
أختي الحبيبه : يامن أغلقت في وجهه الأبواب , وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، فساءت أحواله وخابت في الدنيا آماله ، ويسحق الهم قلبه , ويحطم الكرب نفسه , ويقطع الضيق فؤاده.
أختي الكريمه: إذا كانت قد أغلقت حقاً في وجهك الأبواب , وتقطعت بك الأسباب ، فاطرقي أحد هــذه الأبواب الثلاثة ، وإذا سدت في وجهك الطرق فاسلكي هذا الطريق فلربما الفرج أقرب إليك من ظلك.
وإليكي هذه المفاتيح.. مفاتيح الفرج ، أنتقيتها لكي باختصـار مـن مشكاة الوحي ذلك الوحي الذي نزل من فوق سبع سموات ليخرجكي من ضيق الدنيا إلى سعة الحياة.
أولاً : الدعاء ؛فإذا اشتد كربك وتعاظم همك فاقرعي باب الدعاء , فإنه جلاء الهموم ومفتاح الفرج.
يقول الحق تبارك وتعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) [ البقرة: 186] .
ثانياً : الصلاة ؛ كلما اشتد عليكي الهم افزعي إلى الصلاة , أحسني وضوءها وطهورها , وأقبلي على الله بخشوع ودموع , متدبره آياتها.
فإذا مكنتي جبينك للسجود فهناك بث شكواك , فأقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد.
أما يقول العزيز سبحانه وتعالى : (( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )) [ البقرة: 45] .
ثالثاً : التوبة والاستغفار ؛ فإن عامة الكروب التي تصيب المسلم إنما سببها الذنوب ، كما قال الغفور جل وعلا: (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )) [ الشورى: 30] .
فبادري يا أختي رعاك الله بتوبة نصوح من ذنوب تعلميها , وأخرى لا تعلميها , واحمدي الله أن ابتلاك تكفيراً لسيئاتك.
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن , والعجز والكسل , والبخل والجبن , وضلع الدين وغلبة الرجال.
اللهم فارج الهم وكاشف الغم , مجيب دعوة المضطرين , رحمن الدنيا والآخرة , اللهـم ارحمنا رحمـة تغنينا بها عن رحمة من سواك.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
