صـرح الله عز وجل في كتابه الكريم عن أفعال يحب صاحبها
فهل أنت من الذين يــحــــبـــــهــم الله عز وجل ؟؟!!!
…………….
1ـ يــحـب الـــــمـتـقـــين ,,
قال تعالى : ( إن الله يحب المتقين )
والتقوى كما قال طلق بن حبيب : العمل بطاعة الله ، على نور من الله
رجاء ثواب الله ، والحذر من معصية الله على نور من الله ، مخافة عقاب الله ..
2ـ يــحـب الــمــطــهريـن ,,
قال تعالى : ( والله يحبُّ المطهرين )التوبة 108
والطهارة طهارة النفس أولا ً من الغش والحسد والكبر
والغرور والعلوِّ في الأرض ، ثم بعد ذلك طهارة البدن
فإن الله تعالى جميل يحب الجمال ..
3ـ يــحـب الـــتـــوابــــين ,,
قال تعالى ( إِن الْلَّه يُحِب الْتَّوَّابِيْن وَيُحِب الْمُتَطَهِّرِيْن )البقرة 222
والتوبة هي الرجوع عما يكرهه الله إلى مايحبه
وهي من أعلى المنازل التي يحتاج إليها المرء في سيره إلى الله
قال تعالى :وَتُوْبُوْا إِلَى الْلَّه جَمِيْعَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْن لَعَلَّكُم تُفْلِحُوْن)النور 31
4ـ يـــحــب الــمقــسـطــين ,,
قال تعالى : (وَأَقْسِطُوَا إِن الْلَّه يُحِب الْمُقْسِطِيْن ) الحجرات 9
والقسط : العدل قال صلى الله عليه وسلم
إن المقسطين عند الله على منابر من نور
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولَّوا . رواه مسلم
5ـ المتبعـيـن للإيـمــان ,,
قال تعالى : (قُل إِن كُنْتُم تُحِبُّوْن الْلَّه فَاتَّبِعُوْنِي يُحْبِبْكُم الْلَّه وَيَغْفِر لَكُم ذُنُوْبَكُم )آل عمران 31
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل ومن يأبى يا رسول الله ؟
قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبــى . رواه البخاري
6ـ يــحـــب الـــمــحــســنين ,,
قال تعالى : (فَاعْف عَنْهُم وَاصْفَح إِن الْلَّه يُحِب الْمُحْسِنِيْن )المائدة 13
والإحسان : لفظه جامعة لكل فعل جميل وقول معروف وموقف نبيل ..
7ـ يــحـــب الـــمـتــــواضــعـــين ,,
قال تعالى ..
فَسَوْف يَأْتِي الْلَّه بِقَوْم يُحِبُّهُم وَيُحِبُّوْنَه أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِيْن أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِيْن)المائدة 54
والتواضع عنوان الرفعة في الدنيا والآخرة، ولذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.) رواه مسلم
8ـ يــحـــب الـــصـــابـــرين ,,
قال تعالى ( وَاللَّه يُحِـب الصَّـابِـرِيْـن )آل عمران 146
وقال صلى الله عليه وسلم :
عجبا ً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ،وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له . رواه مسلم
9ـ يـــحـــب الــمتوكــلـــين على الله ,,
قال تعالى ( إِن الْلَّه يُحِب الـْمُـتَـوَكِّـلِـيْـن) آل عمران 159
لأن من توكَّل على اللّه فإنه ينال من فضائله وثمراته بحسب
تحقيقه له ما لا يخطر له على بال ، ولا يحيط به مقال
فهو أشرح الناس صدراً ، وأطيبهم عيشاً
قال تعالى : وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ..
**
ذكر الشيخ العثيمين-رحمه الله- في شرحه لكتاب رياض الصالحين ، قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ :
[ باب علامات حب الله تعالى للعبد ]،
يعني علامة أن الله تعالى يحب العبد ؛
لأن لكل شيء علامة ، ومحبة الله للعبد لها علامة ؛ منها ..
كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبـع
؛ كان لله أطــوع ، وكان أحــب إلى الله تعالى …
واستشهد المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى:
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31].
يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك : اتبعوني يحببكم الله .
وهذه الآية تسمى عند السلف [ آيــة الامتحــان ]، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر
إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعـواه . انتهى كلامه
,,,,
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )
فعند حب الله لك .. تـغــفـر ذنـوبك في الآخـرة و تـفــوز بالـنـجــاة من عــذاب الله . يروى
انه سئل يعض العلماء أين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه ؟
فـقـال : في قوله تعالى :
" وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّـاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُـمْ بِذُنُوبِكُـمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَر
ٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِـرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَـذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18
وغير ذلك من الفضائل في الدنيا
أنه يجعلك من عباده المخلصين , فيصرف بذلك عنه الـسـوء و الفـحـشــاء ..
قال الله في الحديث القدسي
(( وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه ))
وفي هذا إشارة إلى أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع ؛
نوافل الصلاة ، نوافل الصدقة ، نوافل الصوم ، نوافل الحج ، وغير ذلك من النوافل .
فلا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله ، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصره به ،
ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سأله ليعطينه ، ولئن استعاذه ليعيذنه .
(( كنت سمعه )) يعني : أنني أسدده في سمعه ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله ،
(( وبصره )) أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله
(( ويده التي يبطش بها )) فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله
(( ورجله التي يمشي بها )) فلا يمشي برجله إلا لما يرضي الله عز وجل ، فيكون مسدداً في أقواله وفي أفعاله .
(( ولئن سألني لأعطينه )) هذه من ثمرات النوافل ومحبة الله عز وجل ؛ أنه إذا سأل الله أعطاه ،
(( ولئن استعاذني )) يعني استجار بي مما يخاف من شره (( لأعيذنه ))
فهذه من علامة محبة الله ؛ أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله ، فإذا سدد دل ذلك على أن الله يحبه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ) [الأحزاب: 70 ،71] .
وذكر أيضاً أحاديث أخرى في بيان محبة الله سبحانه وتعالى وأن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل ،
وجبريل أشرف الملائكة ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر .
(( نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء :
إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) فيحبه أهل الأرض .
وإذا أبغض الله أحداً ـ والعياذ بالله ـ نادى جبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل
، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض ، والعياذ بالله ؛
فيبغضه أهل الأرض وهذا أيضاً من علامات محبة الله، أن يوضع للإنسان القبول في الأرض،
بأن يكون مقبولاً لدى الناس ، محبوباً إليهم ، فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد .
نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه .
* فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين (شرح كتاب رياض الصالحين )
اللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك و حب كل عمل يقربنا إليك ..
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه