رمضان …فرصة للتفكر والتأمل في الآيات الإلهية
إن من أولى الفضائل في شهر رمضان الكريم هي التفكر والتأمل في آيات الله، ومقدار ما فيها من الثواب كما جاء في بعض الروايات:
(تفكر ساعة خير من عبادة سنةٍ)
يعني أن الإنسان يستغرق في التفكير لحظة متسائلاً من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين يذهب؟ ملتفتاً إلى أنه في محضر الله ومحضر النبي والأئمة الطاهرين (ع) ومحضر صاحب الزمان (ع) فإن الاستغراق في التفكير مع النفس ولو ساعة واحدة حول الدنيا والآخرة والتفكير في أمر النفس وحال الإنسان يعادل ثواب عبادة سنة كاملة.
يعني ثواب قيام شخص في المسجد ليله ونهاره وصيامه سنة بتمامها يعادل تفكر ساعة في شهر رمضان المبارك أو غير شهر رمضان.
قال الإمام الخميني ـ قدس ـ في كتابه الأربعين:
(تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة، من عبادة سبعين سنة) ومن المعلوم أنّ ذكر السنة والستين سنة وغيرها من باب المثال وذلك يعني مقدار الثواب المقابل لساعة التفكر لا يعلمه أحد غير الله.
مضافاً إلى أن السعادة مرهونة بالتفكر والالتفات، فإذا كان بوسع هذا الإنسان إن يستغل الفضاء فإن القرآن أشار على إمكان إستثمار جميع السماوات وإنما يكون ذلك بالفكر والالتفات. (ألم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض)
يعني أيها الإنسان ليس بوسعك فقط استغلال السموات، بل تستطيع استغلال جميع العالم الموجود.
وفي مورد آخر يشير القرآن الكريم إلى أن بوسع الإنسان أن يقيم علاقة مع الملائكة.
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
الذين يقولون ربنا الله ويستقيمون على هذا القول يعني انهم يتفكرون يعني أنهم منتبهون، ولهذا تنزل عليهم الملائكة تكلمهم بأن لا يحزنوا ولا يغتموا، نحن نعينكم على معاناتكم ونخفف عنكم كربة الموت، ونحن أولياؤكم في الدنيا والآخرة.
الذي يستطيع التصرف بالفضاء وعالم المخلوقات وحده الإنسان المتكامل الذي فكر وتأمل وانتبه وعلى أساس ذلك سلك وتحرك.
إضافة إلى ذلك فإن القرآن يطلب منا أن نفكر وننتبه، بل يشدد على ذلك:
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلا)
ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه، إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه. فرض الله عز وجل الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه، والحج فمن حج فهو حده إلا الذكر فإن الله عز وجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حداً ينتهي إليه، ثم تلا هذه الآية
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلا).
مطلب آخر ينبغي الالتفات إليه، وهو أن الهدف لجميع العبادات كما يريده القرآن هو الوصول إلى مرتبة الذكر، يعني الوصول إلى مقام الفكر ومقام التأمل.
إذا كانت الصلاةُ مخاطبةَ اللهَ فلأجل الوصول إلى مرتبة الفكر والذكر فصيام شهر رمضان المبارك لهذا الهدف أيضاً.
والعبادة البدنية والمالية، عبادة القلب، أجمعها لغرض الوصول إلى مرتبة الفكر، ولأجل الوصول إلى مرتبة الذكر.
في سورة طه يقول: (انني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)
اني أنا الله لا إله إلا أنا، تعني أيها الإنسان حطم الأصنام، أيها الإنسان لا تتبع الهوى، لا تتبع الشيطان، أيها الإنسان لا تكن مذنباً في الحياة، صل وصم، اعط الخمس والزكاة اذهب إلى الحج والجهاد، أؤمر بالمعروف وانه عن المنكر، كن متولياً ومتبرياً، لماذا كل هذا؟ (…وأقم الصلاة لذكري)، لكي تصل إلى مرتبة الذكر مرتبة الفكر مرتبة التأمل.
وعلى هذا أنّ الفضيلة المهمة للإنسان والتي تتوقف عليها باقي الفضائل، والتي لأجلها وجبت العبادات هي الفكر والتأمل جعلنا الله وأياكم من السالكين بدربه.
اني عضو ة جديدة في المنتدى
تقبلي مروري
بـــــــــــ ورد ــــــــــاقة ….. لأحــــــــــ رد ــــــــــلى