يوسف القرضاوي
في عهد الخلافة الاسلامية, ماذا كان موقف الخليفة المسلم أو من ينوب عنه في الدخان، وهل هناك عقوبة تعزيرية على المدخن أم لا.
أخي السائل سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد
نص الفتوى
يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي "الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آلة وصحبة ومن نهج نهجه (وبعد)
ظهر هذا النبات المعروف الذي يطلق عليه اسم " الدخان " أو (التبغ) أو (التمباك) أو (التتن)، في آخر القرن العاشر الهجري، وبدأ استعماله يشيع بين الناس، مما أوجب على علماء ذلك العصر أن يتكلموا في بيان حكمه الشرعي.
ونظرًا لحداثته وعدم وجود حكم سابق فيه للفقهاء المجتهدين، ولا من بعدهم من أهل التخريج والترجيح في المذاهب، وعدم تصورهم لحقيقته ونتائجه تصورًا كاملا، مبنيًا على دراسة علمية صحيحة، اختلفوا فيه اختلافًا بينًا.
فمنهم من ذهب إلى حرمته.
ومنهم من أفتى بكراهته.
ومنهم من قال بإباحته.
ومنهم من لم يطلق حكمًا بل ذهب إلى التفصيل.
ومنهم من توقف فيه وسكت عن البحث عنه. (انظر: مطالب أولى النهي شرح غاية المنتهى في فقه الحنابلة ج 6 ص 218).
وكل أهل مذهب من المذاهب الأربعة فيهم من حرمه، وفيهم من كرهه، وفيهم من أباحه.
ولهذا لا نستطيع أن ننسب إلى مذهب القول بإباحة أو تحريم أو كراهة" أ. هـ
وإذا كان التبغ لم يظهر إلا في القرن العاشر الهجري فهو لم يدرك من عصور الخلافة إلا عصر الخلافة العثمانية في الوقت الذي لم تكن شرائع الإسلام كلها مطبقة على الوجه الأكمل، ونظرا لاختلاف العلماء حينئذ في حكمه لم يكن بمقدور أحد الإنكار على المدخنين ولا تعزيرهم ولكن بعد اتفاق علماء الطب على ضرره وقول الجمهور من العلماء بحرمته فيمكن تعزير شارب الدخان إذا جاهر به ووصل علمه إلى السلطان أو نائبه بلا تجسس ولا تحسس.
