تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صورة الإسلام في الكتب المدرسية في النمس

صورة الإسلام في الكتب المدرسية في النمس 2024.

  • بواسطة
تناولت الدراسة ثلاثة عشر كتابات في مادتي "التاريخ" و "علم الاجتماع" طبعة 2000-2003، وتستخدم هذه الكتب في المدارس النمساوية فيما يساوي المدارس الابتدائية من الفرقة الثانية حتى السادسة، وهذه الكتب مجازة من وزارة التعليم في النمسا.
تقدم الكتب مجال البحث الحضارة العربية الإسلامية في صورتها الجيدة والمشرقة، ومع ذلك يوجد عرض لبعض المفاهيم الإسلامية بصورة سلبية نتيجة لتقديمها خارج سياقها التاريخي أو التاريخي أو الجغرافي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الدين أو الحربي أو السياسي، وكذلك تقديمها بدون شرح ولو مختصرا؛ ومن هذه المفاهيم "الإسلام" و "صورة الرسول محمد " و "انتشار الإسلام".
تعرض بعض هذه الكتب "الإسلام" دون وصفه "بالدين السماوي"، وتقدم الإسلام باعتباره مجموعة من التعاليم المسيحية واليهودية تعرف عليها محمد أثناء رحلته التجارية ، على أن القرآن ينص في عديد من الآيات على أن الإسلام مكمل لليهودية والمسيحية ومتمم لهما.
ودون وصف الرسول محمد "بالنبوة" تركز هذه الكتب على نشأة محمد الفقيرة وقيامه برعي الغنم بصورة توحي إلى أنه من طبقة اجتماعية ليست من الأعيان، ولا تصفه بصفة الأمين، ثم تذكر نزول الوحي عليه على أنه رؤيا وهذه الصفات لا تليق بالرسول محمد، وتثير مشاعر المسلمين.
وغالبا ما يرتبط تناول موضوع الدين الإسلامي بوجود صور ورسوم تجعل القارئ يربط هذا الدين والتخلف، وتقديم البداوة في سياقها يجعلها جزءا من الثقافة العربية الإسلامية، وليست مظهرا من مظاهر التخلف.
تركز هذه الكتب على انتشار الإسلام عن طريق الحروب المقدسة. والإسلام لا يعرف الحرب مقدسة؛ فهو مصطلح استخدمه الصليبيون، كما تذكر الكتب أن المسلمين كانوا يخيرون أهل البلاد المفتوحة بين اعتناق الإسلام أو الجزية أو الحرب، وتم الاستشهاد بآيات من القرآن تحث المسلمين على الحروب، وقدمت ترجمة الآيات القرآنية دون الإشارة إلى مصدر الترجمة.
ويلاحظ عدم تقديم الآيات في سياقها التاريخي أو الجغرافي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الديني أو الحربي أو السياسي، وكذلك تقديمها بدون شرح ولو مختصر، فالآيات القرآنية التي تأمر بالقتال تتعلق بمواقف دفاعية، وأما الآيات التي تمثل مبادئ إسلامية فهي تنهى عن الاعتداء: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المتعدين" [البقرة: آية 190].
وخطورة عرض الكتب للآيات تكمن في الربط بين الإسلام والحروب، ولا شك أن تقديم النصوص في سياقاتها كفيل بتوضيح المعنى المقصود للنص أو الآية، والمدرسية النمساوية التي تعد إحدى أفضل المدارس في العالم كفيلة بتقديم شروح مختصرة للمحافظة على معنى النص، وهذا العمل يؤدي إلى إثراء الثقافتين، وإلى تعاون أوربا مع العالم الإسلامي والعيش معا في سلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.