تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سلامة القرآن من الاختلاف والتناقض ،

سلامة القرآن من الاختلاف والتناقض ، 2024.

سلامة القرآن من الاختلاف والتناقض

خليجية

سلامة القرآن من الاختلاف والتناقض ،

خليجية

ذلك أن القرآن لم ينزل – كما هو معلوم – جملة واحدة ، وإنما نزل منجما حسب الحوادث والوقائع ومراعاة لظروف الجماعة الناشئة التي خاطبها أول مرة ، بل الناس جميعا ، إلى قيام الساعة من التدرج والمرحلية لزحزحة , وإزاحة الجاهلية من طريق الناس .

ومعروف لدى الكتاب والباحثين أن من ينشئ بحثا أو يكتب مقالا ، أو يصنف مؤلفا لاسيما على فترات متباعدة يتباين في بحثه الأسلوب ويقع فيه التكرار ، و في التكرار – ربما التناقض والاختلاف -، وليس القرآن كذلك ، لا من حيث اللفظ ولا من حيث الأسلوب ولا من حيث الموضوع والمعني .

وقد حاول نفر من الحاقدين والجاحدين قديما وحديثا : الطعن في هذا القرآن من هذا الباب من أمثال : ابن النغريلة اليهودي قديما – وكان معاصرا للعلامة بان حزم الأندلسي – وجولد زيهر المستشرق المعروف في العصر الحاضر،

وعلى سبيل المثال لا الحصر قالوا : إن من مظاهر الاختلاف والتناقض في القرآن وضعه للعجل الذي قدمه إبراهيم لضيوفه أنه ( سمين ) أي : كثير اللحم والشحم (1) والثانية : ( حنيذ ) وهو المشوي الذي سال دهنه (2) ، فزال الإشكال وغير هذا كثير .

وقد باء كل ذلك بالفشل ، ورد الله سهام هؤلاء إلى نحورهم . وصدق الله الذي يقول : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً} [ النساء : 82 ] …

يقول العلامة الألوسى رحمه الله ( وأصل التدبر : التأمل في أدبار الأمور وعواقبها ، ثم استعمل في كل تأمل سواء كان نظرا في حقيقة الشيء وأجزائه، أو سوابقه وأسبابه ، أو لواحقه وأعقابه ، والفاء للعطف على مقدر ، أي : أيشكون في أن ما ذكر شهادة الله تعالى ،
أفلا يتدبرون القرآن الذي جاء به هذا النبي – صلى الله عليه وسلم – المشهود له – ليعلموا كونه من عند الله فيكون حجة رأي حجة ، وأي المقصود)(1)

وهكذا كانت سلامة القرآن من الاختلاف والتناقض عاملا مهما من عوامل العناية به وصيانته .

خليجية

ربي لايحرمنا من هذا القلم الذهبي
يعطيك الف عافيه على الموضوع الرووعه
دمت ودام قلمك
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.