كشفت دراسة أمريكية ان مرض التوحد يصيب الجنين قبل ان يولد. كما أكد العلماء نظرية
تقول ان عدد خلايا الدماغ لدى الأطفال المصابين بهذا المرض أكثر منها لدى غير المصابين به.
ويشير العلماء الأمريكيون في دراستهم التي شملت 13 طفلاً مصاباً بالتوحد الى ان عدد
الخلايا في أدمغتهم يزيد عما لدى أقرانهم الأصحاء بنسبة 67%، علاوة على انها أثقل
بنسبة تزيد عن 17%.
وركز العلماء في بحثهم على قشرة الدماغ الأمامية اذ انها هي المسؤولة تطور الأحاسيس
واللغة والتواصل الاجتماعي لدى الانسان، واعتبروا ان وجود عدد كبير من الخلايا العصبية
في هذا المحيط على وجه الخصوص يؤدي الى سيطرة المؤشرات الأساسية للتوحد، مما قد
يكون مفسراً لجذور المرض.
وحول هذا الشأن يقول الباحث المشرف على الدراسة إيريك كورشيسني انه "عند الإصابة
بالتوحد يحدث خلل في آليات السيطرة على عدد الخلايا العصبية، ابتداءً من حياة الجنين في
رحم أمه، ومن المحتمل ان تستمر الى ما بعد الولادة".
وأضاف ان عدد الخلايا العصبية الكبير في الدماغ يسفر عن تقصيره في "الترابط بشكل
صحيح"، في حين ان كثافة هذه الخلايا في قشرة الدماغ الأمامية تفسر عجز الأطفال في
التواصل جيداً مع العالم المحيط بهم، كما تجيب على سؤال حول عدم إمكانية تعلمهم الكلام أبداً.
الجدير بالذكر ان عدد الخلايا الدماغية يتضاعف من مئات الآلاف الى ما يزيد عن 20 مليار،
في فترة الحمل ما بين الأسبوع العاشر والعشرين.