على هامش مؤتمر النادى المصرى لجراحات تصحيح الإبصار:
القرن تحت التجربة والعمليات التى تجرى حاليا تفشل
قرنية صناعية
كتبت أمل علام
يلجأ بعض الأطباء إلى زراعة القرنية الصناعية، فهل القرنية الصناعية تحقق نجاحا ملحوظا، أم أنها تفشل، وما هى نسبة النجاح المتوقعة، وهل هناك شروط يجب أن تتبع لاختيار المريض الذى يقوم بزراعة القرنية الصناعية؟
يقول البروفوسير خورخى آليو رئيس قسم العيون بجامعة هيرنادز بـ "كانتى" بأسبانيا إن القرنية الصناعية مازالت تحت التجربة، لأنها تعتبر فى الوقت الحالى فاشلة، لأن الجسم يرفضها، لكننا نقوم الآن بإجراء أبحاث لاستخدام أنسجة من جسم المريض نفسه، لأن القرنية الصناعية مثال للفشل، وعندما يتم زراعتها تفشل فشلا زريعا، لذلك لا تستخدم بصورة كبيرة، سواء فى أسبانيا أو فى الدول الأخرى مثل أمريكا وأوروبا.
ويشير الدكتور منير خليفة أستاذ ورئيس قسم العيون بجامعة طنطا ورئيس النادى المصرى لجراحات تصحيح الإبصار، ورئيس المؤتمر، إلى أن القرنية الصناعية لها شروط معينة، حيث يتم زراعتها فى حالات لا تصلح لها زراعة القرنية البشرية، مثل حالات إصابات القرنية نتيجة لأمراض المناعة وإصابات القرنية نتيجة الإصابة بالمواد الكيميائية، ووجود أوعية دموية كثيفة داخل القرنية فى هذه الحالات لا تصلح زراعة القرنية البشرية، ونلجأ للقرنية الصناعية لأن نجاح القرنية الصناعية لها شروط، وهى أن تكون الخلايا الجزعية للقرنية بحالة جيدة، وأن تكون طبقة الدموع فوق سطح القرنية معقولة، وأن يكون ضغط العين طبيعيا، وأن يكون هناك جزء من القرنية الأصلية للمريض يستطيع الجراح تثبيت القرنية الصناعية به.
وعلى المستوى العالمى لا ينضم أى جراح لعمليات القرنية الصناعية، ولا يستطيع الحصول على القرنية الصناعية إلا بشروط معينة، والحصول على دورات تدريبية كافية لمثل هذه الأنواع من الجراحات قبل أن تبدأ الشركة المنتجة لإعطاء القرنيات الصناعية لهذا الجراح، ويتبع هذه السياسة عالميا قرنيات "بوسطن الصناعية"، حيث إن هناك شروطا صارمة يجب أن تتوافر فى الجراح التى تمده هذه الشركات بالقرنيات الصناعية، وذلك للحفاظ على مستوى النتيجة، ونسب النجاح وتقليل المضاعفات فى مثل هذا النوع من العمليات.
والشركة هى التى تقوم بعمل هذه الدورات بعد توصية اثنين من الجراحين الأعضاء بها، ويبدأون ببيع هذه القرنيات الصناعية.
ويؤكد الدكتور منير أن القرنيات الصناعية عمليات نلجأ لها فى الحالات الحرجة جدا، ونسبة نجاح العملية بها لا تتعدى 50%، ويحتاج المريض لنظام معين فى العلاج والفحص الدورى بصفة دائمة، حيث يأخذ أدوية لتقليل المناعة حتى لا يتم لفظ القرنية الصناعية، وهى فى مصر تستخدم على أضيق نطاق ومكلفة جدا على المدى البعيد.
وعلى العكس من هذا نجد أن زراعة القرنية البشرية تعطى نتيجة عالية جدا فى نسبة النجاح، خاصة بعد تطوير الطرق الجراحية باستخدام الفمتو ليزر، وتوافر أنواع الأدوية التى يمكن إعطاؤها للمريض بصورة آمنة لتقليل رد فعل الجسم ولفظ القرنية المزروعة.
وتعتبر المشكلة الرئيسية فى هذه العمليات هو الحصول على القرنية البشرية من بنوك العيون العالمية، بتكلفتها الباهظة، حيث لا يتوافر بنوك عيون حاليا داخل مصر بالصورة التى تكفى احتياج المرضى لمثل هذه العمليات.
__________________