وحول رؤية وتفسير علماء الطب والدين لتلك الحقيقة يشير د. عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة والميكروبيولوجي في بداية حديثة للآية الكريمة التي تقول "أن الله يدافع عن الذين آمنوا …" مما يؤكد أن دفاع الخالق عز وجل بالتزام الإنسان بمنهج وسلوك إيماني.. وتتوالى الآيات القرآنية التي تؤكد ما أثبته العلم بعد قرون طويلة فكل ما يخرج عن المنهج الإيماني بالسلب علي الجهاز المناعي.. فعلى سبيل المثال الخمر والمخدرات والنيكوتين والانفعال لحاد وعدم الرضا بما قسمه الله يؤثر بالسلب على الجهاز المناعي فنجد أن هذه أمور حرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في العديد من الآيات.
ولتفسير كيفية حدوث التأثيرات السلبية والإيجابية على جهاز المناعة بشكل عام قبل التعرض لتأكيد تأثير القرآن يؤكد د. عبد الهادي وجود علاقة وثيقة تربط الجهاز العصبي والجهاز المناعي من خلال هرمونات الجسم المختلفة، فمثلا منذ قديم الأزل راجت مقولات كثيرة بان هناك بعض الأمراض التي تنتج عن كثرة الفكر ولم يكن لها تفسير واضح ولكن تأتي الأبحاث العلمية لتثبيت الارتباط الوثيق بين الجهاز العصبي المركزي وجهاز المناعة ولتفسير هذه الظاهرة، فهمناك مواد مناعة يفرزها الجهاز العصبي المركزي مثل "لايندروفينات" التي تجعل الإنسان في حالة مزاجية مطمئنة وقد لوحظ أن هذه المواد يفرزها الجهاز المناعي بكمية أكبر من تلك التي يفرزها المخ… أيضا لوحظ أن هناك موصلات يفرزها الجهاز المناعي والتي يحتاجها الإنسان ليتصرف بطريقة مطمئنة والعكس صحيح بمعنى أن الجهاز العصبي المركزي لديه مواد مناعية مهمة للدفاع عن الجهاز المناعي. وبذلك يتأكد وجود علاقة وثيقة بين الجهازين فكل ما يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي المركزي يؤثر بالسلب على الجهاز المناعي وكل ما يؤثر بالإيجاب على الجهاز العصبي يؤثر بالإيجاب على الجهاز المناعي.
ومن الأمثلة على ذلك- كما يقول د. مصباح- أن الرضا بما قسمه الله والاستقرار النفسي من أهم العوامل التي تؤدي لرفع كفاءة الجهاز المناعي حيث تؤدي لإفراز " الانترليوكتين" و" الانترفيرون" وغيرها من المواد المناعية المهمة اللازمة للتصدي للخلايا السرطانية والتي تقاوم نموها وبالتالي نجد أن نسبة حدوث الأمراض لدى الإنسان المكتئب أعلى من نسبة حدوثها لدى الإنسان الهادي المطمئن.
وبالتطبيق على القرآن الكريم يوضح د. عبد الهادي مصباح أن القرآن الكريم والإيمان والرضا يجعل الإنسان في حالة من السكينة النفسية مما يؤثر بالإيجاب على الجهاز المناعة من خلال إفراز المواد المطمئنة لان الجسم البشري به أفيونات وايندروفينات ومهدئات ومطمئنات، وعندما تسكن النفس تزداد درجة إفراز هذه المواد وتقل هرمونات الانفعالات مثل الكورتزول والأدرينالين وغيرها من الهرمونات الهدامة التي تسبب هدم خلايا الجسم المختلفة أما الهرمونات التي تفرز مع الاطمئنان النفسي فمعظمها هرمونات بناءة مثل هرمون النمو و" الملاتونين" وغيرها من الهرمونات التي تسكن النفس البشرية.
والدليل على ذلك انه عندما أجرت جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بفلوريدا دراسات لمعرفة تأثير القرآن على الإنسان قامت بإجرائها على مجموعات غير مسلمة ولا تفهم العربية بالإضافة للمجموعات المسلمة، وبدأ العلماء في دراسة تأثير سماع تلاوة القرآن على الجهاز العصبي المركزي من خلال درجة حرارة الجلد وإفراز العرق ومن خلال قياس بعض الهرمونات الخاصة بالانفعالات ومن خلال درجة استرخاء العضلات عن طريقة أجهزة متصلة بالكمبيوتر .
وتبين الدراسة أن للقرآن الكريم تأثير مهدئاً ومطمئناَ على المجموعات الثلاث بغض النظر على من لا يفهم معناه.. لأنه في الأصل كلام الله والإنسان خلق على الفطرة وفطرة بني آدم مخلوقة على الإيمان وبالتالي عندما تسمع كلام الله تستريح وتهدأ. وبعد ذلك تم قياس التلاوة على الجهاز المناعي فوجدوا إن هناك مواد مناعية يزيد إفرازها مع التلاوة لتكسب الجهاز قوة وتجعل الإحساس بالألم أقل.. وعل هذه الاكتشافات تذكرنا بموقف احد الصحابة وهو عروة بن ال**ير عندما تحتم بتر ساقه فأشاروا عليه بشرب الخمر فقال: لا أستعين بحرام الله على حلاله فإذا دخلت في الصلاة فافعلوا ما تريدون..وقد كان معروفا عنه الخشوع الشديد أثناء الصلاة ويفسر د. عبد الهادي هذا الموقف بأن الجسم في هذه الحالات- الخشوع الشديد والسكينة الإيمانية- يفرز الافيونات والمورفين الذي يسكن الألم فقد كان عروة بن ال**ير في حالة تقوى بحيث بتروا له ساقه دون أن يشعر، لأن هذا تخدير طبيعي يفرزه الجسم الذي لديه قدرات خفيه تعمل عندما تعلو درجات الروحانية لديه فيستطيع الجسم أن يكتسب قدرات خارقة. برغم ذكائه لا يستخدم سوى 7إلى 10 % من إمكانيات عقله ومخه أما الإمكانات الأخرى فترتبط بتنمية الإيمان لديه والذي يتم من خلال الالتزام بالسلوكيات الإيمانية.
ويروي د.عادل صادق أستاذ الطب النفسي بقصر العيني أن القرآن هو معجزة الله الكبرى وعندما يقرأه الإنسان تتكون لديه قناعة لأنه ليس من صنع بشر وإنما من صنع الله والقرآن- في حد ذاته- دليل على وجود الله.. والله هو القدوة المطلقة التي تمنح الإنسان الاتزان والتوازن والثبات وتعطي لحياته معنى وقيمة وهذه كلها مشاعر إيجابية، ومعروف علميا أن المشاعر الإيجابية تمنح الجسم حالة من التوازن البيولوجي وتصبح فسيولوجيا الجسد في أفضل حالات الأداء الوظيفي وهذا يعني زيادة قوة الجهاز المناعي.
وبالنسبة لرأي الدين في تفسير تلك الحقيقة يقول د. عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر أن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه" وبالحق أنزلناه وبالحق نزل" وفي آية أخرى" وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" وثالثه" ونزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" فكل ما جاء به القرآن حق وتنزيل من لدن حكيم خبير..ورغم الاكتشافات العلمية المتوالية والتقدم المذهل نجد-دوما- أن معظم الحقائق العلمية الحديثة أكدها قرىننا العظيم منذ آلاف السنين فقد جعله الله منهاجا للسلوك القويم ورحمة وشفاء لما في الصدور.
وفضائل القرآن الكريم أكثر من أن تعد وتحصى ويدعم ذلك آيات كثيرة وعديدة من الأحاديث عن سيد الخلق أجمعين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " من استمع إلى أية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة" . وعن عبد الله بن سعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال" إن هذا القرآن مأدبة لله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثر الرد، أتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول لكم ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
وهكذا تتجلى عظمة الخالق في معجزته الكبرى القران الكريم، فبالإضافة للحسنات التي يؤجر بها المسلم فالقرآن هو العصمة والنور الشافي والدواء لكل داء.
وعن أب هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله وعليه وسلم قال: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده". ولعل هذا هو المنطق الذي ارتكزت عليه جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالولايات المتحدة الأمريكية عند إجراء هذه الدراسة. حيث تؤدي السكينة لبث القوة في جميع أجهزة الجسم وعلى رأسها- بالطبع- جهاز المناعة.
ويؤكد د. حامد زهران أستاذ التربية والصحة النفسية: أهمية التنشئة الدينية منذ الصغر فبالإضافة لتأثير القرآن العظيم على نفس الإنسان، فإنه ينبغي لكل إنسان أن يلجأ إلى الله في كل الأحوال لأن الإنسان المؤمن عندما تواجهه اضطرابات في حياته يواجهها بقوة لوجود اساس ديني لديه وإطار مرجعي إيماني يقوي شخصيته وبالتالي يعطيه اطمئنانا نفسيا فيصبح نموذجيا
مما راق لي
مفيد ماقدمته لنا
يعطيكي العافيه
مشكوره يالغلآ
يعطيكي العافيه
مشكوره يالغلآ
سبحان من له العظمة والكبرياء ..
سبحان الرب الرحيم ارحم بعبادهــ..
يعلم ماتخفي الأنفس وماتعلن …
اللهم أرزق جالبة هذه السطور ….
الجنان والقصور واكرمها …
برؤية وجهك الكريم انكِ رب ذلك ….
ومشاركتك حلوه ولاتحرمناimage017 .gif
منه وجزاكي الله الجنه
فلا أملك الا الدعاء لكم بلخير والصلاح والتوفيق
أحبكم في الله