تزوجت مؤخراً وقد فقدت أنا وزوجي بعض الأشياء من غرفة النوم ، لا ندري كيف ضاعت.. هل يمكن أن تكون سُرقت..؟! لا أدري، ولكن إمكانية أن تكون قد سرُقت احتمال ضعيف جداً ؛ لأن السرقة لا تحدث في بلدنا إلا نادراً. لقد فقدنا هذه الأشياء من غرفة النوم ولم نفقد أي شيء من الغرف الأخرى..!! فنحن ثلاثة نعيش في هذا البيت، أنا وزوجي وأمّه ، لقد قال لي بعض الناس، أنه يحتمل أن تكون هذه سرقة داخلية ، ولكن لا يمكنني أن أتهم أمّ زوجي ، فهل يمكن أن تساعدوني في حل هذا الإشكال على ضوء من الكتاب والسنة ؟ وهل يمكن أن نصلي صلاة الاستخارة في مثل هذا الظرف ؟
الجواب :
الحمد لله
ينبغي إحسان الظن بالمسلم ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) الحجرات/ 12 ، فلا تظني بأم زوجك إلا خيرا ، وهذا الشيء الضائع قد يكون موجودا في الحقيقة ، لكنكم غفلتم عن مكانه ، وهذا كثيرا ما يحدث ، أن يفقد الإنسان الشيء ويظن ضياعه ثم يكتشف وجوده ، ما لم يكن الشيء على صفة تمنع اختفاءه كالأشياء الكبيرة مثلا .
والمشروع في حقكم : هو سؤال الله تعالى أن يرد عليكم ضالتكم ، فإن الدعاء من أنفع الوسائل في تحصيل المطلوب .
وقد سئل ابن عمر رضي الله عنه عن الضالة فقال : " يتوضأ ويصلي ركعتين ، ثم يتشهد ، ثم يقول : اللهم رادّ الضالة ، هادي الضلالة ، تهدي من الضلال ، رد علي ضالتي بعزك وسلطانك ، فإنها من فضلك وعطائك " رواه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 273) وقال : هذا موقوف وهو حسن .
وأما الاستخارة فلا وجه لها هنا .
كما يشرع إخبار والدة الزوج بضياع هذا المتاع ، دون اتهام لها تصريحا أو تلميحا ، لكن إخبارها قد ينفع في ردها له ، أو صدها عن تكرار ذلك – لو كانت هي الفاعلة – ، وقد تكون رأته في مكان آخر وضعتموه فيه ونسيتم ، وقد يكون غير ذلك ؛ إلا أن سوء الظن ينبغي أن يكون هو الأبعد بينكم .
ونوصيكم بذكر الله تعالى ، وقراءة القرآن في المنزل لا سيما سورة البقرة ، والحرص على التسمية (قول : بسم الله) على الأمتعة عند وضعها ، وعند دخول المنزل ، وإغلاق الأبواب ، والدواليب ونحوها ، فإن الجن قد يسرق من متاع البيت ، وقد روى البخاري (3280) ومسلم (2012) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا ) .
ولفظ مسلم : ( غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ) .
والله أعلم .