بعد النظر في مجموع الأحاديث التي ذكرت الدجال بين حديث معتبر و مردود وأقوال علماء أثبتوا ونفوا تبين أن المسيح الدجال سيكون له وجود حقيقي ومن الأحاديث الدالة على هذا والتي لم يوجه لها النقد قوله صلى الله عليه وسلم
1- مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّال (مسلم ص12)
2- يَجِيءُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ( البخاري ص10)
3- هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ (مسلم ص9)
4- وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّه ( البخاري ص7)
5- إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ( البخاري ص6)
6- لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ (البخاري ص5)
7- أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّال(البخاري ص4)
ثم بعد ذلك فقد نقل الحديث عن حقيقة الدجال عن كبار أئمة الإسلام
فهذه الأحاديث دالة على وجود الدجال حقيقة دون التطرق إلى القدرات الخاصة التي ذكرت في الأحاديث التي وجه لها النقد في متنها من حيث تعارض في المتون أو بعض نصوص الشريعة
المـسيـح الــدجــال
الدجال :/ يقول الإمام ابن حجر رضي الله عنه هو من فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية وسمي الكذاب دجالا لأنه يغطي الحق بباطله ويقال دجل البعير بالقطران إذا غطاه وقيل لضربه نواحي الأرض وقد اختلف في تسمية الدجال على عشرة أقوال
الأحاديث الواردة في صحيح البخاري وذكر التعارض فيها
كتاب الوضوء 178
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا لِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا فَيُقَالُ لَهُ نَمْ صَالِحًا فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ
( إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ )
في هذا الحديث ظاهر الشك من الراوي أن فتنة الدجال هل هي مثل القبر أو قريب والقرب قد يكون بالأكثر والأقل ( والأقل أظهر) وإن افترضنا أنها أكثر حيث أن من فتنة الدجال أنه يرد الناس عن دينهم بأنه إله ويحيى ويميت وله جنة ونار فهذا التشبيه ليس سديدا من حيث أننا نعلم أنه ليس هناك فتنة أكثر من أن يفتن المرء في دينه ثم إن فتنة القبر ليس فيها رد الإنسان عن دينه وإنما هو يمكث للسؤال وهو بحسب العمل الذي عمل المرء فهو من كسبه والله أعلم