تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المؤمنات القانتات [متجدد]

المؤمنات القانتات [متجدد] 2024.

  • بواسطة

فضل وشرف طلب وطالب العلم
إن أفضل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله ليست الصلاة ولا الصوم ولا الزكاة ولا الحج ولكن أفضل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله هو طلب العلم الديني والفقه في دين الله فدرس العلم عندما نحسب أجره نجده فوق كل تصور وأبعد من كل خيال فقد ورد فى الأثر في أجر مجلس العلم قولهم {مجلس علم وإن قل خير من عبادة سبعين سنة ليلها قيام ونهارها صيام} من غير علم فلو أن واحدة مكثت سبعين سنة تقوم الليل وتصوم النهار(على غير علم) وجاءت أخرى لم تعمل مثلها ولكنها حضرت مجلس علم صححت به عبادتها فإن لها عند الله أجر وثواب أكثر من التي عبدت الله السبعين سنة على جهل وحتى لا تستكثر واحدة أية مشاق لحضور درس العلم قال المعلم الأول صلى الله عليه وسلم وهو يحث كل مسلم ومسلمة على حضور مجالس العلم قال {إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا " قِيلَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ :"مَجَالِسُ الْعِلْمِ }[1] وقال أيضا {مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ }[2] لماذا كان لمجلس العلم كل هذا الفضل والمنزلة العليا؟كانت مجالس العلم أفضل من كل هذه العبادات لأن الرسول قال{طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُل مُسْلِمٍ وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ }[3] لأن من تصلى وتصوم نافلة عبادتها سُنة أما طلب العلم فهو فريضة كما قال وهو لم يقل مسلمة لماذا؟لأن كلمة مسلم معها المسلمة فتطلق على الاثنين معاً لأن الإسلام لم يفرق بينهما في شرع الله إن كان في العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج أو فى المعاملات الشرعية أو بكل شيء في دين الله على الرجل والمرأة إلا بعض الأمور التي تخص الرجال وبعض الأمور التي تخص النساء لكن المجمل الكل فيه سواء ولذلك قال {على كل مسلم} فما هو العلم الفرض على كل مسلمة أن تتعلمه فرض عين عليها؟ أى كل واحدة لابد أن تعلمه لا ينفع فيه أن تقولى أنا لا أقرأ أو لا أخرج من البيت هذا فرض فما العلم الذي هو فرض على كل مسلم ومسلمة أن يتعلموه : أن تتعلمى أركان الإسلام الخمسة التي قال فيها رسول الله { بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ}[4] وهذا الحديث الشريف هو مبدأ ومنطلق حديثنا عن العلم المفروض على كل مسلمة… فيجب على المسلمة منا أن تتعلم :أولاً:ثلاثة العقيدة والصلاة والصيام ثم الأمور الخاصة بالنساء رابعاً وهذه الأربعة لازمة حتما لجميعهن ثم تأتى معارف مختلفة لا غنى للمرأة عنها للتعامل مع شئون الحياة التى تسلتزمها المراحل العمرية والإجتماعية المتعاقبة للمرأة فى حينها وهذه تختلف كثيرا من أمرأة لأخرى ومن مرحلة إلى مرحلة تالية ولنفصل الأمر حتى نفهم معا ما المفروض علينا ؟
الأمر الأول : العقيدة
العقيدة بدءا بالشهادتين وأسرار هذا الإقرار العظيم لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة وتناولنا أحد أخطر شئون عصرنا الملىء بالضغوط والأحداث المتسارعة وهو موضوع الرضا بالقضاء والقدر وما نقع فيه من أخطاء.كما تحتاج المرأة فى باب العقيدة الصحيحة أن تفهم أسس قبول الأعمال ومعانى الإخلاص لله وكيفية تحرِّى الرزق الحلال، ثم تتعلم كيفية التحصن بالحصون الشرعية حتى لا تقع فريسة الوهم أو الدجل وهى
تخوض معترك الحياة بين محب ناصح و حاقد حاسد، وبين أهواء تتقاذفها وغايات قد تعجز عن الوصول إليها.

الأمر الثانى والثالث فى العبادات
هنا تحتاج المرأة لتتعلم الصلاة، وطبعاً معها الطهارة والوضوء لأن مفتاح الصلاة فيجب أن تعرف كيفية التطهر والوضوء ثم عليها أن تتعلم أحكام الصلاة ونحن مطالبات بالأحكام التي بها نستطيع أن نؤدي الصلاة لله ولسنا مطالبات أن نتعلم كل شيء في الصلاة بحيث أن نفتي فالإفتاء له أناس معروفون لكن كل مسلمة ملزمة بأن تعرف الأمور التي بها تستطيع أن تصلي و كذلك الصيام أما الزكاة ؟ والحج فليس كل مسلم مطالب بأن يعرف أحكامهما فإذا وجد مع المرأة مالٌ أو تجارة أو ممتلكات ؟ تسأل عن كيفية زكاتها و كذلك الحج فعندما تتوفر معها الاستطاعة وتنوي الحج يصبح فرضاً عليها أن تتعلمه.
الأمر الرابع : فى شئون النساء
وهو حاجة المرأة المسلمة أن تتعلم الشئون الخاصة بالنساء من حفظ العورات والزى الشرعى وأحكام الطهارة الخاصة بهن وغيرها ففى هذا الأمر تحتاج البنت من البداية أن تفهم كيف تحافظ على نفسها ثم تكبر وتحتاج أن تعلم الزى الشرعى للمرأة المسلمة؟ وما الزينة التي سمح لها الشرع أن تضعها؟ متى كيف؟ وأين ؟ ثم تأتى المرأة للمرحلة الطبيعية فى حياة كل فتاة وهى الزواج فتحتاج الفتاة أو المرأة لأحكام الزواج وما يستلزمه من المعرفة بالحقوق الزوجية والأسرية لأن معرفة الحقوق والواجبات هى الباب الأول لتجنب المشاكل أو حلها وتحتاج كذلك أن تتعلم كيف ترعى حملها عند حدوثه ثم ما تحتاجه من المعارف لتربى أبنائها تتعلم وتستعد قبل أن يأتوا فتكون جاهزة لأن تصبح أما صالحة ولا يكونوا أبنائها حقول تجارب لها ولمعارفها لا يجب أن تنتظر الواحدة حتى الواحدة حتى يكبر الأولاد لتتعلم رعايتهم متأخراً بل تتعلم لكل مرحلة ما يلزمها قبل الدخول فيها وهكذا كن يفعلن الأوائل ببناتهن وبالطبع هناك حقوق أخرى كثيرة تحتاج الفتاة أوالمرأة أن تتعلمها فى وقتها المناسب ومن أولها بالطبع حقوق الوالدين والأقارب معانى صلة الرحم وحق الجاروالفقير والمريض ثم بعدها أحكام البيع والشراء في الدين لأن هناك أشياء كثيرة نقع فيها ولا نعرف إذا كانت حلالاً أم حراماً؟هذه الأمور لا بد أن نعرفهاوهناك أيضا شأنان هامان تحتاجهما المرأة والبنت المسلمة على طول حياتها وهما سلامة الصدر من الغل والحسد وأن تقى نفسها من آفة اللسان
نصيحتان غاليتان
النصيحة الأولى
: وهى لكل إمرأة أو فتاة لاتقرأ ونحن طبعا نسأل أخواتنا القارئات لموضوعنا هذا أن ينقلن لهن هذه النصيحة الغالية فيقلن لهن أن عدم معرفتهن بالقراءة – فى هذا الزمان – لا يعطيهن العذر أو الحق أن يكن جاهلات بالعلوم المفروضة عليهن الجهل بالقراءة ليس عذرا لا عذر لهن أمام الله لماذا ؟ لأن من لا تقرأ فعندها إذاعة القرآن الكريم تعمل ليل نهار في الدروس الدينية التي تفقه المسلمين والمسلمات وعندها الكثير من قنوات الفضائيات الدينية لكن ليس هناك عندها عذر ولاتستطيع أية إنسانة أن تقول يا رب أنا لم أكن أعلم هذا الحكم أنا كنت جاهلة أو كنت لاأقرأ الجهل ليس عذر عند ربنا لماذا؟، لأن ربنا قال لنا [فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ] فالذي لا يعرف لا بد أن يسأل
النصحية الثانية
: أننى لا أنسى أن أوصى أخواتى القارئات بالواجب عليهن من الشكر لله لأنه منَّ عليهن بنعمة القراءة والفهم وقد حرمت منها أخريات فأقول لهن: أن شكر النعمة يكون من جنسها ولذا يجب عليهن أن ينقلن لمن لا يستطعن القراءة، سواءاً كنَّ أمهاتهن أو أخواتهن أو جاراتهن أو صاحباتهن : أن ينقلن لهن ما يستطعن مما حصلنه من القراءة بقدر الإمكان فيكن بذلك قد قدمن شيئا من الشكر لله أن منَّ عليهن بنعمة القراءة والفهم التى حرمت منها الأخريات وهن الفائزات على الحقيقة لأن الله سييقابل شكرهن القليل بالمزيد من نعمة الفهم والفتح والتوفيق للعمل بما يقرأنه وينقلنه لأخواتهن الغير قارئات والآن أخواتى وبناتى دعونا نرى درساَ عمليا وتطبيقيا على مانقول كيف كانت المسلمات الأوائل يطلبن العلم؟ كيف حرصن عليه وبذلن الكثير لتحصيله على الرغم من المشقة البالغة حينذاك ولم يكن ثمة كتب مطبوعة أو إذاعات أو فضائيات أو حتى مصاحف بالبيوت كان سيدنا رسول الله يجعل مجلس علم خاص للنساء وذات يوم جلست النساء مع بعضهن وكلفن واحدة منهن تتكلم بالنيابة عنهن فجاءت النبى وهو بين أصحابه وقالت له {بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ وَاعْلَمْ – نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ – أَمَا إِنَّهُ مَا مِنِ امْرَأَةٍ كَائِنَةٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ سَمِعَتْ بِمَخْرَجِي بِمَخْرَجِي هَذَا أَوْ لَمْ تَسْمَعْ إِلا وَهِيَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِي، إِنَّ رَأْيِي، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَآمَنَّا بِكَ وَبِإِلهِكَ الَّذِي أَرْسَلَكَ، وَإِنَّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ مَقْصُورَاتٌ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ، وَحَامِلاتُ أَوْلادِكُمْ، وَإِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ، وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا أُخْرِجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ، وَغَزَلْنَا لَكُمْ أَثْوَابًا، وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلادَكُمْ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الأَجْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ سَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَسْأَلَتِهَا فِي أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا ظَنَنَّا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذَا فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا: انْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا وَطَلَبَهَا مَرْضَاتِهِ وَاتِّبَاعَهَا مُوَافَقَتَهُ تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ، قَالَ: فَأَدْبَرَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ اسْتِبْشَارًا }[5] وفى رواية {أَبْلِغِي مَنْ لَقِيْتِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ طَاعَةِ الزَّوْجِ وَاعْتِرَافاً بِحَقِّهِ يَعْدِلُ ذَلِكَ وقَلِيْلٌ مِنْكُنَّ مِنْ يَفْعَلُهُ}[6] فكلهن يريدن أن يتعلمن ويسمعن من رسول الله فكانت الواحدة تذهب وتسأل وتحضر المجالس ثم تعود لتخبر النساء من خلفها بما سمعته وتعلمته من رسول الله وبما أوصاها به للنساء وكان يمدح نساء الأنصار ويقول فيهن عليه الصلاة والسلام {نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَسْأَلْنَ عَنِ الدِّينِ وَيَتَفَقَّهْنَ فِيهِ}[7] وهذا ما نوصيكم به دائما وأبداً يا أخواتى أن تحرصن بكل جدًّ وإهتمام علي تعلم ما يلزمكن علمه وفى وقته المناسب ولا يأخذكن الخجل أو الحياء فتمتنعن عن السؤال عند الحاجة إليه واحرصن على حضور مجالس العلم ولتسمع الحاضرة منكم الغائبة فربَّ مبلغ أوعى من سامع وإنى أبشركن فأقول أنه عندما تعمل من بلغتيها بما أخبرتيها به عندها تأخذين مثل أجر عملها كما أخبر بذلك الحبيب فإذا هى الأخرى بلغت غيرها أو نساء أخريات وعملت فكل من عملت أخذت مثل أجرها فيا هناكى ويالسعادتك بكلمة خير واحدة تبلغيها أخذتى مثل أجورهن جميعا

[1] عن أنس بن ماللك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ[2] ابن خزيمة عن صفوان بن عسال المرادى[3] ابن عبد الْبر في الْعلم عن أَنَسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ.(جامع الأحاديث)[4] عن ابْنُ مُحمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ، رواه الشيخان[5]شعب الإيمان للبيهقى عن أسماء بنت يزيد.[6]رواه البزار،مجمع الزوائد عن ابنِ عبّاسٍ.[7] جامع بيان العلم عن عائشة

خليجية
شكرا أختى الكريمة الغلا الشامخ وبارك الله فيك

الشهادتان ومبادىء الإيمان
أول جزئية أريد أن أتكلم فيها معكم هي عقيدتنا كمسلمين والتي اسمها الإيمان لابد للإنسان من أجل أن يكون مؤمناً أن يشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن يؤمن بالله والملائكة والرسل والأنبياء والكتب السماوية واليوم الآخر لأن فيه هناك يوم سنحاسب فيه جميعاً ونبدأ بالشهادتين : فقد تكون فينا الكثيرات لا يعرفن أن ينطقنهما النطق الصحيح فعندما نقول:أشهد أن لا إله إلا الله، فكثيرات منَّا ينطقن النون في "أنَّ" وهذا خطأ لأن هذه النون تكتب ولا تقرأ فهي من الحروف الساكنة وجملة "أشهد أن لا إله إلا الله وأن ومحمداً عبده ورسوله": هاتان الشهادتان معناهما: أن نتيقن ونتحقق ونعلم علم اليقين أن الفعال لما يريد هو الله وأن الضار والنافع هو الله وأنه ما من شيء يحدث في الكون إلا بإذن الله ولو اعتقدنا هذ لن نتعب في حياتنا أبداً لأن كل المشاكل التي تحدث تكون نتيجة عدم رضائنا عن قضاء الله ولذلك عندما جاء سيدنا جبريل للرسول يعلمه ويعلم من حوله فقال له {ما الإسلام؟وما الإيمان؟وما الإحسان؟} قال{يا محمدُ أَخْبِرْنِي عن الإِيْمَانِ مَا الإيمانُ فقالَ:الإِيْمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليومِ الآخِرِ والقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ }[1] عندما نرى أركان الإيمان نجد أننا جميعاً من الناجحين فيها "أن تؤمن بالله والملائكة" فجميعنا يعلم أن الملائكة أجسام نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون ولا ينامون فكل شغلهم هو عبادة الله التي كلفهم بها الله وليست العبادة وحسب فهناك منهم من يكتبون أعمالنا على اليمين وعلى الشمال ومنهم من هم مكلفين بحفظنا{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} فعندما ينام الإنسان تحرسه الملائكة التي معه واحد عند الرأس وواحد عند الرجل ولذلك لا يستطيع أحد أن يؤذيه لأنه في حفظ ملائكة الله وهناك من يأتي بالأرزاق وهناك من يسيّر السحاب وهناك من يجمع الماء وهناك من يحرس النبات وهناك من يضع الطعوم والروائح للنباتات وهناك من يضع الحجم للثمار كل هؤلاء يعملون عند الله كما أمرهم الله {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} فنحن نعلم الملائكة وكذلك الكتب السماوية والأنبياء والمرسلين لكن ما نحتاج جميعاً إلى التوقف عنده هو : والرضا بمر القضاء وهذا شرط من شروط الإيمان فلكي يجتاز الإنسان امتحان الإيمان بنجاح عليه أن يرضى بقضاء الله أي إذا أصابنا شيء بغير إرادتنا ولا بد لنا فيه، ماذا نفعل؟ وهنا نأتى إلى القضية الأولى وهى الرضا بالقضاء وهى النقطة المهمة التي لا نأخذ بالنا منها ولكنها أهم جزئية في الإيمان قال النبي فيها عندما سأله جبريل علي السلام :يَا مُحَمَّدُ مَا الاْيمَانُ؟ قَالَ{أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ}[2] لابد أن نرضى عن الله وجاء فى الأثر{لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع}[3] فلو الإنسان ربنا أطلعه على الغيب عنده يختار الذي وضعه الله فيه الآن لأن الله يختار لنا أفضل شيء وأحسن شيء، لكن من طبيعة الإنسان العجلة فنظل مستعجلين على هذا الأمر ولذلك بعد فترة عندما ربنا يقدر لنا الله الأقدار ترجع الواحدة تقول فعلاً ربنا بيختار الأحسن وعندها ترضين عن الله لكن بعد مرور كم من الأيام أو السنين وبعد ما قد عاشت الواحدة فى الهم و الغم لماذا لم ترضين عن الله أولا؟يجب أن نرضى عن الله ففى أى أمر يكون هذا الرضا المطلوب وكيف يكون ؟ في الأمور التي لا نقدر أن نفعل معها شيء وإنما ننظر إلى حكم الشرع فيها، وننفذه مثلاً: بنت بلغت سن الزواج ولم يتقدم لها أحد: هنا هي محتاجة الرضا عن الله وتدعو الله من أجل أن يفتح لها الباب وترضى بقضاء الله لكن الذي يحدث الآن أن البعض فينا تجلس تندب حظها وتقول لماذا وتقول لماذا أنا التي لم يطرق عليها الباب؟ لماذا أنا لم يأت أحد ليخطبني؟أنا لا أعرف ربنا غضبان عليَّ ليه؟لماذا لايحبنى الله ؟ هذا حرام إذا قالت هذا الكلام يبقى وقعت في الحرام لماذا؟ لأن ربنا بيحبنا كلنا لأننا مؤمنين ويختار لنا الأحسن والأفضل ونحن لا نعرف أين الخير أسمعن قول الحبيب المصطفى بلسم النفوس والأرواح قال {ما يُصيبُ المسلمَ من نَصبٍ ولا وَصَبٍ ولا همّ ولاَحَزَن ولا أذى ولا غَمّ حتى الشَّوكةِ يُشاكها إلا كفَّرَ اللهُ بها من خَطاياه }[4] وومما شاع من الأثر {مرض يوم يُكَفِرُ ذنوب سنة} فالذي يمرض يوماً ربنا يكفر عنه ذنوب سنة بشرط: ألا يشكو الله إلى خلقه كأن يقول: اشمعنى أنا اللي جايب لي هذا المرض ؟ إشمعنى أنا اللي جبت لي التعب ده سايب فلانة ومش بتصلي هذا لا يؤخذ أجراُ وإنما يأخذ وزراً وإذا واحدة ربنا أكرمها وأخذ منها بنت أو ولد وهو صغير في السن ؟ يبقى يا هناها لكن متى؟ إذا قالت {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } {يقول اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَع، فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ }[5] لكن إذا قالت اشمعنى أنا اللي أخذت ابني اشمعنى أنا اللي لم تتركه لي يبقى دي عايزه تشارك ربنا في أحكامه يبقى ليس لها أجر كذلك من عندها ابن عزيز أو زوج وتوفَّاه الله: هل يستطيع أحد أن يمنع عنه الموت؟ أبداً حتى لو اجتمعت أطباء الدنيا لا يستطيعون أن يمنعوا عنه الموت لا هل فينا من يستطيع أن يؤخر أو يقدم؟ لا لأن الله قال {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} إنه حكم الله إن كان أب أو أم أو أخ أو أخت أو ابن أو زوج أو أي أحد فكل ذلك بأمر الله هذا الموت والذي حدده الله هل يُعاقب الله أحداً بالموت؟كأن يذنب إنسان فيعاقبه الله بالموت أو يميت له أحد أحبابه؟كلا ولكن الموت هو انتهاء العمر الذي قدره الله وقال فيه{قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } وهنا لو علم المولي أن الحياة أفضل له كان تركه أم أخذه؟ كان تركه، إذاً لماذا أماته؟ لأنه يرى أن هذا أفضل له ماذا نعمل هنا؟الدين أمرنا أن نصبر يعني أي لا نقول أي قول يغضب الله ولا نعمل أي عمل يخالف شرع الله
[1] حدثني عُمَرُ بنُ الخطابِ قالَ: بَيْنَمَا نحنُ عندَ رسولِ الله ذاتَ يومٍ إِذْ طَلَعَ رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ شديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عليهِ أَثَرُ السَّفَرِ، ولا نَعْرِفُهُ، حَتَّى جَلَسَ إلى رسولِ الله، فَأَسْنَدَ (رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ ووَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ثم قالَ: يا محمدُ، أَخْبِرْنِي عن الإسلامِ، مَا الإسلامُ، قالَ رسولُ الله: «الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وأَنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ وتقيمَ الصلاةَ وتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وتَصُومَ رَمَضَانَ وتَحُجَّ البيتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ السبيلَ» فقالَ الرجلُ: صَدَقْتَ، قالَ عُمَرُ: عَجِبْنَا لهُ يَسْأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ ثم قالَ: يا محمدُ، أَخْبِرْنِي عن الإِيْمَانِ مَا الإيمانُ فقالَ: «الإِيْمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله ومَلاَئِكَتِهِ وكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليومِ الآخِرِ، والقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ»، فقالَ: صَدَقْتَ، فقالَ: أَخْبِرْنِي عن الإِحْسَانِ فقالَ: «الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تراهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»قالَ: فَحَدِّثْنِي عن الساعةِ مَتَى الساعةُ قالَ: «مَا المسئولُ بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السائلِ» قالَ: فَأَخْبِرْنِي عن أَمَارَتِهَا قالَ: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ»، ثم انْطَلَقَ، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثم قالَ لِي رسولُ الله: «يا عُمَرُ، مَا تَدْرِي مَنِ السائلُ»، قلتُ: الله ورسولُهُ أَعلمُ، قالَ: «ذاكَ جَبْرَئِيلُ عليهِ السلامُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ» (سنن البيهقي الكبرى)[2] صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن ابن عمر) من حديث طويل في رد سيدنا محمد على أسئلة جبريل عليه السلام.[3] في تفسير روح المعاني لمحمود الألوسي ذكر هذه الجملة[4] (صحيح البخاري) عن أبي هريرةَ. [5] سنن الترمذي عن أَبِي مُوسَىٰ رضيَ اللَّهُ عنهُ


خليجية
شكرا أختى الكريمة أشووااق وبارك الله فيك

مخالفات خطيرة ومهلكة
ومن المخالفات الخطيرة التى تقع فيها بعض المسلمات عند موت الأحبة :التعديد – فإذا عدَّدنا أعماله وقلنا كما يقول بعض الناس كيف نعيش بعدك؟ ولمن تركتنا؟ يا سبعى يا جملي كيف نعيش بعدك؟ وتركتنا لمن؟ ومن يجيب لنا من بعدك ويفتح علينا الباب غيرك ؟ وهل هو إله يرزق؟ الإله موجود والرزاق هو الله فلماذا نقول هذا الكلام؟ بدل ما نقول كده نقول: ربنا يرحمك ربنا يغفر لك ربنا يدخلك مع الأبرار وفى ذلك يقول المصطفى{الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ إِذَا قَالُوا:وَاعَضُدَاهْ وَاكَاسِيَاهْ وَانَاصِرَاهْ وَاجَبَلاَهْ وَنَحْوَ هذَا يُتَعْتَعُ وَيُقَالُ: أَنْتَ كَذلِكَ؟ أَنْتَ كَذلِكَ؟}[1] يعني يعايرونه بالكلام الذي تقوله ولذلك نحن لا نقول هذا الكلام أبداً وانظروا إلى فقه الصحابيات من هو الرازق فى أعينهن وعلى من يتكلن ويسندن ظهورهن اسمعن واحدة من الصحابيات زوجها سافر إلى بلاد الشام فقالت لها النساء: ماذا ستفعلين وزوجك كان يحضر لك الخير؟ لم تكن هناك مرتبات مثل اليوم كان الرجل يسعى في الصباح ويحضر الأكل في الظهر، فقالت لهم وكانت امرأة فقيهة (زوجي منذ عرفته أكَّال والله هو الرزاق يذهب الأكَّال ويبقى الرزاق) هي تعرف الحقيقة زوجك ماذا يفعل؟ بيأكل لكن الذي يطعمني أنا وهو والأولاد والجميع هو الرزاق هو الله فهل هذا يفوت أو يموت حاشا لله وتنزه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وهذه أمور معروفة لكنَّ جميعا لكنها ما أنزل الله بها من سلطان فأمور الندب والنياحة على الأموات مثل بعض الناس عندما يريدون أن يظهروا أن الميت عزيز عليهم يحضروا ندَّابة مخصوصة تقول ويرددوا خلفها ومثل هذه في نار جهنم هي ومن يردد خلفها إن لم يتب الله عليهن كل هذا محرمٌ وممنوعٌ منعا باتا أن نفعله بأى حال من الأحوال وممنوع أيضا شق الثياب ولطم الوجه وهذا أمر خطير وقد يكون مع الواحدة عند سماع الخبر مثلا أو كلما هيجت عليها هاتيك الشيطانات الندابات الأحزان إذاً علينا ألا نقول ولا نفعل ما يغضب الله فمن تلطم الوجه أو تشق الثياب أو تكشف شعرها أو تتمرغ على التراب فقد أغضبت الله وهذا أمر شديد الخطرة للغاية يأخواتى المؤمنات ثم هل من تفعل ذلك هل ستعيد الميت؟ أبداً ولكنها باءت بالإثم والذنب والوزر وحرمت من أجر الصابرين ولذلك قال الحبيب {لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَىٰ الْجَاهِلِيَّةِ}[2] والجيوب هى فتحة صدر الثوب يعنى الملابس وهذه تكون دخلت في غضب الله ربما تقول: لم أكن مالكة لنفسي وكنت زعلانة لكن النبي قال {إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى }[3] يعنى تعرف الصابرات عند الصدمة الأولى عند تلقى الخبر وليس بعد وليس بعد ما يبرد الأمر تقول أنا صابرة وراضية بعد ما تكون أخطات كذا وكذا وهذه الأقوال التى ذكرناها هى من دعوى الجاهلية فمن تقل أنت تركتنا لمين وكيف نعيش بعدك؟ وكل هذا الكلام الذي لا يلزم تصبح آثمة ومذنبة عند ربِّ العالمين وتحرم أجر الصابرين هؤلاء الصابرون الذين أمرنا الله أن نكون منهم فالمؤمن والمؤمنة لا يعملان شيئاً يغضب الله ولا يقولان قولا يغضب الله هذا هو الرضا بالقضاء أسمه الصبر على أمر الله أو قضاء الله يعنى راضون بالقضاء من ربنا ونحن صابرون على لوعة فراق أحبتنا و مرارة شوقنا إليهم ونوقن أنك لم تفعل لهم ولنا إلا الخير فالصابرة التي تفعل ذلك ما أجرها؟أقل أجر للصابرين أنهم سيدخلون الجنة بغير حساب{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} فمن يصبر يأتي يوم القيامة فينادى منادى الله أين الصابرون؟فيقومون فيأمر بهم إلى الجنة بلا ميزان أو كتاب أو صراط وذلك لأنهم صبروا يعنى أي التي يموت عندها أحد وتصبر ولا تعمل شيئاً يغضب الله جزاؤها أن تدخل الجنة من غير حساب لا ينصب لها ميزان ولا يوقفونها في أرض المحشر ولا ترى هناك هم ولا فزع ولا الملائكة تعنفها في القبر ويحاسبونها حساباً شديداً لأنها تطلع من هنا على الجنة لأنها صبرت على أمر الله إذاً ربنا بالنسبة لنا غفور رحيم وتواب وكريم ولذلك فالنبي في إحدى الغزوات رأى امـرأة من الكفار ابنها تاه عنها وهى تبحث عنه هنا وهناك بكل لوعة وخوف إلى أن وجدته فارتمت عليه واحتضنته وأرضـعته فقال لهم {أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لا فَقَالَ : لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا} [4] ربنا أرحم بعباده المؤمنين من هذه المرأة بابنها لأن رحمته واسعة ومن رحمته بنا في الدنيا أنه جاءنا ببعض النكد أو الهمِّ أوضيق في الرزق أو تعب أو مرض ليه؟لو كان علينا شيء من الذنوب؟فهذه المتاعب التى نصبر عليها تطهِّرها فيترك الإنسان الدنيا وليس عليه ذنب لله فإذا قابل الله الكريم فإلى جنات النعيم فإذا كان هذا جزاء الصبر ولكن ما العمل إذا اشتدت المصيبة على الواحدة منا فماذا يجيز لنا الدين من تعبير عن الحزن أو اللوعة أو الحرقة والألم؟يجوز لنا أن نبكي و أن تحزن قلوبنا لأن النبي سمح بالحزن و بالبكاء وقال {تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ ولا نَقُولُ إلا ما يُرْضِي رَبَّنا} [5] فلا مانع من أن يحزن القلب يكون الحزن فى القلب ولايتعداه فتحدث المخالفات ويجوز العين تبكي ولكن بكاءاً خفيفاً وليس بكاءاً كثيفاً يؤذي العين أويُمْرِض فالمسلمة التي سترضى عن الله هي التي تعمل كما قال رسول الله عندما توفى ابنه الوحيد وهو طفل عمره ستة شهور فقال {تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ ولا نَقُولُ إلا ما يُرْضِي رَبَّنا والله إنا بكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ} [6] وهذا يعنى أنه لم يزد عن أن قال والله إنا بك ياإبراهيم لمحزونون كل ما علينا هنا أن نسمع القرآن إن كان من المسجل أو من إذاعة القرآن الكريم لأن القرآن تنزل تلاوته وسماعه على القلب برد الرضا ونور الرحمة فيساعدنا على الصبر ويقوينا على إحتمال المصيبة كما أن تشغيل القرآن فى المكان عند هذا الوقت يساعد على ردع النسوة الشيطانات الندبات وأمثالهن من صاحبات السوء ويقوى النفوس على أن تستسلم وترضى بقضائه ويجوز لنا أن نزور المقابر ولكن عندها يجب أن يكون ذلك بالأدب بان نقول"السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون" السلام عليك يا فلان أو السلام عليك يا فلانة" لكن إذا كنا سنفعل ما يغضب الله فيجب علينا ألا نذهب وما هذا كله إلا لأن الله لايريد أن يضيع أجرنا الذى ادخره لنا ولكن الشيطان لعنه الله يريد ذلك ويذهب له بكل الوسائل فالذي يحدث أن الشيطان يريد أن يضيع منَّا الثواب ويحرمنا منه لأنه عدونا {الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } فهو عدو ملازم لنا، ويريد أن يضيع منا هذا الصبر حتى لا نأخذ أجراً فيظل ورائنا إلى أن نعمل شيئاً يغضب الله حتى لو الواحدة صابرة وراضية ومستقرة وتسمع القرآن فتأتى جارتها وتقول لماذا هم في سكون ألم يحزنوا عليه؟ مثل هذه تعتبر شيطانة من شياطين الإنس أتت لتبعدها عن الرضا عن الله لكن المؤمنة يجب أن تفعل ما أمر به الله وما وصى به رسول الله في سنته الشريفة وبعدين يجى الشيطان يدور عليها ثانى ويبعث لها واحدة ثانية وواحدة ثالثة من صويحباتها تقول لها: أنت ساكتة ليه هيقولوا عليك أنك مش زعلانه عليه هيقولوا عليك فرحانة فيه لازم تعملي حاجة تظهرى بها بأنك حزينة على فراقه ما هذا الكلام؟هذا كلام الجاهلية يا إخواننا هذه شيطانه على طول كما قلنا لكن المؤمنة التي تقول لها: اصبري وصابري هذا أمر الله ولازم نصبر على أمر الله وتسكنها هذه المؤمنة التي لها أجر عند الله أسرار وأمور أخرى قد لاتخطر على بالكم فى أي أمر من أمور الدنيا الذي نتعرض له جميعاً مثلاًعندنا أولاد طلبة يذاكرون ما الذي علينا تجاههم؟نوفر لهم ما يحتاجون إليه فإذا أراد درس خصوصي نعطيه وإذا أراد كتاباً نشتريه وإذا أراد مكاناً مريحاً في المنزل علينا أن نجهزه له وإذا أراد أن يأكل نجهز له الطعام والشراب هذا ما علينا فقط تجاهه فليس علينا مثلاً أن نمسك الكتاب ونذاكر بدلاً منه فإذا عملنا ما علينا ؟ وهو كذلك عمل ما عليه ؟فعلينا في النهاية أن نرضى بقضاء الله، لأنه يختار الأفضل والأحسن لعباده المؤمنين والدليل على ذلك أنه عندما تحدث لنا بعض الأمور بمرور الوقت نقول: فعلاً لقد اختار الله لنا الأحسن لكن في وقت الحدث ولأن الإنسان من طبيعته القلق والتسرع والعجلة لا يرضى عن القضاء في وقته لكن عندما يرجع لعقله ويزن الأمور يجد أن الله اختار له الأفضل والأحسن وذلك كما بينه لنا النبى عندما أخبرنا أننا لو كشف الله لنا عن الغيب ورأيناه لرضينا بما اختاره سبحانه لنا لأنه يختار الأفضل والأحسن للمؤمن في هذه الحياة إذاً أساس الإيمان هو الرضا عن قضاء الله ولو أتينا بميزان حساس ووزنا به جميع الناس سنجدهم متساوين في النعم التي أعطاها لهم الله كيف؟ فإذا أعطى الله إنسان زيادة في المال ؟ يأخذ منه شيء آخر من النعم لا نشعر به وأعطاه للفقير وإذا كان قد أخذ من الفقير المال فقد أعطاه راحة البال فنجد أن جميع النعم الظاهرة والباطنة في النهاية يتساوى الكل فيها لكن المهم هو من يرضى بقضاء الله وعلى المؤمن ألا ينظر إلى المظاهر لأن ما يتعب الناس جميعاً هو النظر إلى المظاهر كأن تقول المرأة: فلانة هذه حظها أحسن مني فأنا أراها في كذا وكذا وهي لا تراها على الحقيقة وفي الداخل فلو اطلعنا على الدواخل سنقول الحمد لله فنحن في نعم لا يحصيها ولا يعدها إلا الله جل في علاه فمن أعطاها الله بنات فإن الله يعلم بغيبه العلىَّ أن الأفضل لها أن تكون ذريتها بنات ذريتها بنات وكذلك من أعطاها ذكوراً فقط، فهو يعلم أن الأفضل أن الأفضل لها أن تكون كذلك ومن لم يعطها مطلقاً فإنه يرى أن هذا أحسن لها {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً} لماذا؟ هذا لحكم لا يعلمها إلا الله وعلينا جميعاً أن نرضى ونسلم لقضاء الله وأمره ولو فتشنا في كل المشاكل التي تحدث لوجدنا أن سببها عدم الرضا بالقضاء ومن أسرار الرضا بالقضاء أنه العلاج الناجع والوحيد والقادر على إجتثاث الحقد والحسد السائد بين الناس ما سبب هذا الحقد والحسد ؟عدم الرضا بالقضاء كأن تقول الواحدة لماذا فلانة ربنا أعطاها كذا ولم يعطني فيأتى الحسد والحقد من هذا الباب فمن الذي أعطاها؟ الله ومن الذي أعطاني؟ الله بذلك يكون الله قد أعطاها ما يناسبها وأعطاني ما يناسبني ولو أننا وزنا الاثنين لوجدناهما متساويان لكنا لا نشعر فقد تقول الواحدة مثلكم على غيرها أنَّ فلانة هذه زوجها آية إنه يعاملها معاملة كريمة أما زوجي فصفته كذا وكذا ومعظمنا غير راض عن هذا الموضوع لأنها تريد أن يكون زوجها عجينة في يدها تخبزها كما تريد أو تصبح غضبانة وحزينة ولماذا أعطاني الله هذا الزوج؟ لكنه سبحانه يختار بعلم وكما قلنا يختار لنا الأفضل والأحسن في الدين والدنيا والآخرة أفلا نرضى إذاً باختياره لنا ونصر على إختيارنا ومن الممكن إذا أعطى الله الواحدة زوجاً كما تريد فقد تبعد في هذه الفترة عن دين الله لأنه قد يأتي لها بالأموال التي تريدها فتتصرف كما تريد والنفس تميل إلى المعاصي فتفكر أن تنفق هذه الأموال فيما يغضب الله لكن إذا رزقها الله بزوج حازم وشديد فذلك لتقول: يا رب ولكي تعرف الله وتدعوه الله وهذا لمصلحتها فأهم شيء في الإيمان أن ترضى المرأة بما قضى الرحمن أى في الأشياء التي ليس لنا يد ولا دخل فيها فليس من الرضا بالقضاء أن يكون في وسعها دفع البلاء ولا تدفعه مثلاً مرضت واحدة فتقول طالما أن الله هو الذي أتى لي بالمرض علىَّ أن أرضى وأسلم فيقولون لها:إذهبي إلى الطبيب؟ تقول: لا بل سأرضى بقضاء الله أو إذا قالوا لها تناولي العلاج والدواء؟ تقول أنا مسلمة لقضاء الله مثل هذا ليس تسليم وليس رضا فالتسليم والرضا هو في الأمور التي لا نملك ردها ولا دفعها قال الحبيب {إِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا}[7] فيلزم هنا أن نذهب إلى الطبيب ونأخذ الدواء لكن نعتقد أن الشفاء من الله لا من الطبيب ولا من الدواء فإذا لم يحدث الشفاء لسبب ما أراده الله فلا نخرج عن الرضا بالقضاء والقدر والتسليم لله لأننا نحن جميعاً نريد أن نمشي في الدنيا على حسب هوانا ولا يحدث إلا ما نريده وكذلك نريد من ربنا أن يمشي أيضاً على هوانا ويعمل ما نريده ولو لم يفعل الله لنا ما نريده وكما نريده وقتما نريده نغضب منه ونشتكيه يعنى الواحدة تقول: لماذا فعل الله لي كذا وكذا دون فلانه وفلانه؟ لماذا رزقني الله هذا الزوج الذي يعيشني في نكد وأنا كنت أستاهل أحسن من كده؟لماذا كذا وكذا؟مثل ذلك اعتراض على قضاء الله وخروج عن دائرة الإيمان لكن المؤمن لا يعترض على قضاء الله أبداً

[1] سنن ابن ماجة عَنْ مُوسٰى بْنِ أَبِي مُوسٰى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ[2] صحيح البخاري ومسلم عن ابن مسعُودٍ رضَي اللَّهُ عنهُ. [3] سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ[4] متفق عليه عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.[5] مسند الإمام أحمد [6] مسند الإمام أحمد عن أنس [7] رواه أحمد عن أَنَسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.