حكم: 1/مس الكافر للمصحف 2/ حكم المصاحف المترجمة 2024.

السؤال. والسؤال هو: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما هو القول الراجح في قوله تعالى:﴿ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾؟ فهل يستنبط من هذه الآية تحريم مس المصحف للكافر، أو من أدلة أخرى؟ وإن كان الجواب نعم، فهل المصاحف المترجمة داخلة في الحكم؟ أفتونا مأجورين.
والجواب وبالله التوفيق: هذا السؤال مكون من ثلاثة أسئلة، وسأجيب عن كل سؤال على حدة.
1- ما هو القول الراجح في قوله تعالى:﴿ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾؟
اختلف المفسرون في تفسير قوله تعالى:" ﴿ إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة77- 79].على قولين، وأكثر المفسرين قد حكوا القولين في كتبهم، ومنهم من اقتصر على قول واحد، ومنهم من صحح أحد القولين، وإليك أخي السائل بيان هذه الأقوال، ثم ذكر القول الراجح، ثم بيان أقوال الفقهاء في الاستشهاد بهذه الآية على منع المحدث من مس المصحف.
القول الأول: المراد بالكتاب: هو اللوح المحفوظ، وأن الذي يمسه: هم الملائكة. وإلى هذا القول ذهب أكثر المفسرين، ومن أقوالهم في أن المراد الملائكة ما يلي:
1. عن ابن عباس – رضي الله عنهما– في قوله: لا يمسه إلا المطهرون. قال: الكتاب المنزل في السماء لا يمسه إلا الملائكة.
2. عن أنس – رضي الله عنه- في قوله: لا يمسه إلا المطهرون. قال: الملائكة عليهم السلام.
3. وعن قتادة – رضي الله عنه– في قوله: لا يمسه إلا المطهرون. قال: ذاكم عند رب العالمين لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة، فإما عندكم فيمسه المشرك والنجس والمنافق والرجس(1).
4. وقال محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي:المقصود بالآية: الملائكة(2).
5. وقال فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي: المقصود بالكتاب: اللوح المحفوظ. وقوله: إِلاَّ المُطَهَّرُونَ: هم الملائكة(3).
6. وقال أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري: المراد الملائكة ولا يطلع عليه- أي الكتاب- من سواهم، وهم المطهرون من جميع الأدناس(4).
7. وقال أبو السعود محمد بن محمد العمادي: إما أن تكون الجملة صفة للكتاب، فالمراد بالمطهرين الملائكة المنزهون عن الكدورات الجسمانية وأوضار الأوزار (5).
8. وقال أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي: قد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: لا يمسه إلا المطهرون. بأنهم الملائكة. وبهذا القول قال: أنس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وأبو الشعثاء جابر بن زيد وأبو نهيك والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم(6).
9. وفال البغوي: إلا المطهرون. وهم الملائكة الموصوفون بالطهارة يروى هذا عن أنس وهو قول سعيد بن جبير وأبي العالية وقتادة وابن زيد أنهم الملائكة(7) .
10. وقال البيضاوي: لا يمسه إلا المطهرون. أي: لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية وهم الملائكة(8) .
11. وقال أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني: أكثر المفسرين على أن المراد به أنه لا يمس ذلك الكتاب إلا الملائكة المطهرون. قال قتادة: فأما المصحف يمسه كل أحد وإنما المراد ذلك الكتاب في السماء(9).
وقد صحح هذا القول ابن تيمية رحمه الله حيث قال: والصحيح أن الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي في السماء، والمطهرون هم الملائكة لوجوه:
· أحدهما: أن هذا تفسير جماهير السلف من الصحابة ومن بعدهم حتى الفقهاء الذين قالوا لا يمس القرآن إلا طاهر من أئمة المذاهب صرحوا بذلك وشبهوا هذه الآية بقوله: ﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾[عبس:11-16].
· وثانيها: أنه أخبر أن القرآن جميعه في كتاب وحين نزلت هذه الآية لم يكن نزل إلا بعض المكي منه ولم يجمع جميعه في المصحف إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
· وثالثها: أنه قال: في كتاب مكنون، والمكنون: المصون المحرر الذي لا تناله أيدي المضلين فهذه صفة اللوح المحفوظ
· ورابعها: أن قوله: لا يمسه إلا المطهرون. صفة للكتاب، ولو كان معناها الأمر لم يصح الوصف بها وإنما يوصف بالجملة الخبرية.
· وخامسها: أنه لو كان معنى الكلام الأمر لقيل فلا يمسه لتوسط الأمر بما قبله.
· وسادسها: أنه لو قال المطهرون وهذا يقتضي أن يكون تطهيرهم من غيرهم، ولو أريد طهارة بني آدم فقط لقيل المتطهرون كما قال تعالى: ﴿ِفيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ ﴾[التوبة:108]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة:222].
· وسابعها: أن هذا مسوق لبيان شرف القرآن وعلوه وحفظه(10) .
وكذلك صحَّحَ ابن القيم(11) هذا القول: بان المراد في قوله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾: الملائكة، واستدل على هذا بوجوه عدة، منها:
· أنه وصف الكتاب بأنه مكنون، والمكنون: المستور عن العيون، وهذا إنما هو في الصحف التي بأيدي الملائكة(12).
· أنه قال: لا يمسه إلا المطهرون وهم الملائكة، ولو أراد المتوضئين لقال: لا يمسه إلا المتطهرون، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ﴾[البقرة:222]. فالملائكة: مطهرون، والمؤمنون: متطهرون.
· أن هذا إخبار ولو كان نهيا لقال: لا يمسسه بالجزم والأصل في الخبر: أن يكون خبراً صورة ومعنى.
· أن ما ورد في الآية: إنما جاء رداً على من قال: إن الشيطان جاء بهذا القرآن فأخبر تعالى: أنه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ولا وصول لها إليه، كما قال تعالى في آية الشعراء: ﴿ وَمَا تَنَزَّلَت بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُم وَمَا يَستَطِيعُونَ﴾[الشعراء:210-211]. وإنما تناله الأرواح المطهرة وهم الملائكة.
· أن هذا نظير الآية التي في سورة عبس:﴿ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ* مَّرفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾[عبس:12-16].
ولقد استدلت الظاهرية على هذا القول من التفسير، وقالوا: الآية خاصة بالملائكة، وبناءً عليه: فيجوز مس المصحف للمسلم مطلقاً، ولا تشترط الطهارة الصغرى والكبرى للمسلم عند مسه للمصحف. وضعفوا الأحاديث الواردة في المنع. وقد روي عن الحكم وحماد وداود بن علي: أنه لا بأس بحمله ومسه للمسلم والكافر طاهرا أو محدثا، إلا أن داود قال: لا يجوز للمشرك حمله(13).
واستدلوا على قولهم: بحديث ابن عباس- رضي الله عنهما- أن أبا سفيان ابن حرب أخبره أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بعث كتاباً إلى هرقل عظيم الروم، وفيه قوله تعالى: ﴿ قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَينَنَا وَبَينَكُم أَلاَّ نَعبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعضُنَا بَعضاً أَربَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوا فَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنَّا مُسلِمُونَ ﴾[آل عمران:64] (14). وعلَّق ابن حزمٍ على هذا الحديث، فقال: فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قد بعث كتاباً، وفيه هذه الآية إلى النصارى، وقد أيقن أنهم يمسون ذلك(15).
فإن قالوا: إنما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل آيةً واحدةً. قيل لهم: ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرها وأنتم أهل قياسٍ فإن لم تقيسوا على الآية ما هو أكثر منها فلا تقيسوا على هذه الآية غيرها .
فإن ذكروا قول الله تعالى : ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾ فهذا لا حجة لهم فيه، لأنه ليس أمرًا وإنما هو خبرٌ والله تعالى لا يقول إلا حقا، ولا يجوز أن يصرف لفظ الخبر إلى معنى الأمر إلا بنص جلي أو إجماعٍ متيقنٍ، فلما رأينا المصحف يمسه الطاهر وغير الطاهر علمنا أنه عز وجل لم يعن المصحف(16).

القول الثاني: المراد بالكتاب: هو المصحف، وأن المس: هو اللمس الحسي المعروف. ، وأن الذي يمسه هم المؤمنون المطهرون من الحدث.
وقد ذهب إلى هذا القول جمع من المفسرين، وإليك أخي السائل بيان ما ذكروه في كتبهم:
1. أخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس – رضي الله عنه- قال: خرج عمر متقلدا بالسيف، فلقيه رجل من بني زهرة، فقال له: أين تغدو يا عمر. قال: أريد أن أقتل محمدا. قال: وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة. فقال له عمر: ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك. قال: أفلا أدلك على العجب إن أختك وختنك قد صبئآ وتركا دينك، فمشى عمرا زائرا حتى أتاهما وعندهما خباب، فلما سمع خباب بحس عمر توارى في البيت فدخل عليهما، فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرأون طه فقالا: ما عدا حديثا تحدثنا به، قال: فلعلكما قد صبأتما. فقال له ختنه: يا عمر إن كان الحق في غير دينك فوثب عمر على خنته فوطئه وطأ شديدا، فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها. فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه. فقالت أخته: إنك رجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فتوضأ، فقام فتوضأ، ثم أخذ الكتاب، فقرأ من بداية سورة طه حتى انتهى إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعبُدنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكرِي﴾ [طه:14](17).
2. وعن عبد الرحمن بن زيد قال: كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا، فخرج إلينا، فقلنا: لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن. فقال: سلوني فإني لست أمسه إنما يمسه المطهرون ثم تلا: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾,(18). فهذا هو الفهم الذي فهموه من تفسير الآية.
3. وقال محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي: وإن قلنا إن الكتاب المكنون هو الصحف التي بأيدي الناس فيحتمل أن يريد بالمطهرين المسلمين؛ لأنهم مطهرون من الكفر، أو يريد المطهرين من الحدث الأكبر وهي الجنابة أو الحيض فالطهارة على هذا الاغتسال، أو المطهرين من الحدث الأصغر فالطهارة على هذا الوضوء(19).
4. وقال أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي: إلا المطهرون: أي من الجنابة والحدث ولفظ الآية خبر ومعناها الطلب. قالوا: والمراد بالقرآن ههنا المصحف كما روى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى ارض العدو مخافة أن يناله العدو(20). أي المصحف.
5. وقال البغوي: والمراد بالقرآن المصحف سماه قرآنا على قرب الجواز والاتساع كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وأراد به المصحف(21).
6. وقال عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي: وقال بعض المتأولين: أراد بالكتاب مصاحف المسلمين(22).
7. وقال أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري: وإن كانت الجملة صفة للقرآن فالمعنى لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس يعني مس المكتوب منه(23).
8. وقال عبد الرزاق بن همام الصنعاني: عن قتادة في قوله تعالى: لا يمسه إلا المطهرون. قال: لا يمسه في الآخرة إلا المطهرون، فأما في الدنيا فقد مسه الكافر النجس والمنافق الرجس(24).
9. وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي: وقيل المراد بالكتاب المصحف الذي بأيدينا وهو الأظهر، والمعنى لا يمسه أحد منهم شرعا(25).
10. وقال الواحدي: لا يمسه باليد أي المصحف إلا المطهرون من الجنابات والأحداث(26).
11. وقال عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي: ومن قال هو المصحف ففي المطهرين أربعة أقوال: أحدها: أنهم المطهرون من الأحداث قاله الجمهور, فيكون ظاهر الكلام النفي ومعناه النهي. والثاني: المطهرون من الشرك قاله ابن السائب. والثالث: المطهرون من الذنوب والخطايا قاله الربيع بن أنس. والرابع: أن معنى الكلام لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به, حكاه الفراء(27).
12. وقال العز ابن عبد السلام: وإن جعلناه المصحف الذي بأيدينا فلا يمسه بيده إلا المطهرون من الشرك أو من الذنوب والخطايا أو من الأحداث(28).
13. وقال أبو السعود محمد بن محمد العمادي : أو أن تكون الجملة صفة للقرآن، فالمراد بهم المطهرون من الأحداث فيكون نفيا بمعنى النهى أي لا ينبغي أن يسمه إلا من كان على طهارة من الناس. وقيل: لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر(29).
14. وقال البغوي: وقال قوم معناه لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات. وظاهر الآية نفي ومعناها نهي قالوا لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا المحدث حمل المصحف ولا مسه. وهو قول عطاء وطاوس وسالم والقاسم وأكثر أهل العلم، وبه قال مالك والشافعي وهو قول أكثر الفقهاء(30).
15. وقال البيضاوي: أو لا يمس القرآن إلا المطهرون من الأحداث فيكون نفيا بمعنى النهي أو لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر(31) .
16. وقال السمعاني: والقول الثاني: أن المراد به المصحف وقوله: لا يمسه إلا المطهرون خبر بمعنى النهي أي لا تمسوه إلا على الطهارة(32).
وبناءً على هذا القول في تفسير الآية فقد ذهب جمهور العلماء إلى منع المحدث من مس المصحف، وقالوا: تشترط الطهارة الصغرى والكبرى لمن أراد مس المصحف؛ تعظيماً لكتاب الله تعالى(33).
واستدلوا على قولهم: بحديث عمرو ابن حزم، عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يمس القران إلا طاهر"(34). وحديث ابن عمر مرفوعا: " لا يمسَّ القرآن إلا طاهر "(35). وحديث حكيم بن حزامٍ، قال: لما بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، قال: " لا تمس القرآن إلا وأنت طاهرٌ "(36).وعن ابن عمر – رضي الله عنهما- أنه كان لا يمس المصحف إلا متوضئا (37).
وقال الشافعي: ليس للمحدث بالجنابة أن يمس جلد المصحف(38).وهو الذي رجحه ابن عبد البر في تفسير الآية، وقال: إن النهي قد يأتي بلفظ الخبر ويكون معناه النهي(39).وقد قوَّى ابن تيميةالقول الثاني، وقال: تدل الآية بإشارتها على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر؛ لأنه إذا كانت تلك الصحف لا يمسها إلا المطهرون لكرامتها على الله، فهذه الصحف أولى أن لا يمسها إلا طاهر(40). وقال: ومس المصحف يشترط له الطهارة الكبرى والصغرى عند جماهير العلماء، ولقد دل عليه الكتاب والسنة،وهوثابت عن سلمان وسعد وغيرهم من الصحابة، وحرمة المصحف أعظم من حرمة المساجد(41).
ومما يؤيد القول الثاني: في أن المراد بالكتاب: المصحف، أنه أقرب مذكور، وعوده إلى اللوح المحفوظ ممنوع؛ لأنه غير منزل؛ إذ قد ورد بعد هذه الآيات الثلاث قوله تعالى: ﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ [الواقعة:80]. وكذلك لا يمكن أن يراد بالمطهرين الملائكة، لأن السماء ليس فيها غير مطهر، فعُلِم أنه أراد الآدميين(42).قال السرخسي: وهذا وإن قيل في تأويله: لا ينزله إلا السفرة الكرام البررة فظاهره يفيد منع غير الطاهر من مسه(43).
وقد ردَّ الجمهور على ما استدلّ به الظاهرية: بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بعث كتاباً إلى هرقل عظيم الروم، وفيه الآية السابقة.بأن الرسالة لا تسمى مصحفاً،وأن الآية التي بعث بها النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل: إنما قصد بها المراسلة، والآية في الرسالة أو في كتاب من الكتب لا تمنع مسه، ولا يصير الكتاب بها مصحفا، ولا تثبت له حرمته(44).
ومن الأقوال في تفسير الكتاب: المصحف، والذي يمسه: هم المؤمنون المطهرون من الشرك، وإليه ذهب المحدث الألباني، وقال: الطاهر هو المؤمن، وهذا لا يدل على تحريم مس القرآن على المؤمن مطلقا(45). وبناءً على هذا القول: فيجوز مس المصحف من المؤمن مطلقا، وإنما يمتنع مس المصحف على الكافر.
الخلاصة:
المفهوم من قوله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة:79]متنازع فيه بين أن يكون المطهرون هم بنو آدم، وبين أن يكونوا هم الملائكة، وبين أن يكون هذا الخبر مفهومه النهي، وبين أن يكون خبراً لا نهياً. فمن فهم أن المطهرون: هم بنوآدم، وفهم من الخبر النهي قال: لا يجوز أن يمس المصحف إلا طاهر.ومن فهم أن المطهرون: الملائكة، وفهم من النهي الخبر فقط قال: إنه ليس في الآية دليل على اشتراط هذه الطهارة في مس المصحف وإذا لم يكن هنالك دليل لا من كتاب ولا من سنة ثابتة بقي الأمر على البراءة الأصلية وهي الإباحة(46). وكلمة الطاهر لفظ مشترك، يطلق: على الطاهر من الحدث الأكبر، وعلى الطاهر من الحدث الأصغر، وعلى المؤمن، وعلى من ليس على بدنه نجاسة، وعليه: فلابد من قرينةٍ لحمله على معنى معين. وقد يستأنس بما ورد في بعض الروايات:" لا تمس القرآن إلا وأنت طاهرٌ". فهذا خطاب للمؤمن أن لا يمس القرآن إلا على طهارة. بالإضافة إلى كرامة القرآن وعظمته، فلا يمسه إلا من كان طاهراً، وقد تقدم كلام ابن تيمية في هذا.
القول الراجح:
الذي يظهر لي راجحاً – والله أعلم- هو القول الأول وأن المراد من المطهرين الملائكة، وقد تكون الآية عامة وشاملة للملائكة وللمطهرين من بني آدم ولا تعارض بين القولين.
قال ابن جرير الطبري: والصواب من القول من ذلك عندنا أن الله جل ثناؤه أخبر أن لا يمس الكتاب المكنون إلا المطهرون فعم بخبره المطهرين ولم يخصص بعضا دون بعض فالملائكة من المطهرين والرسل والأنبياء من المطهرين وكل من كان مطهرا من الذنوب فهو ممن استثني(47).
وقال ابن تيمية: ويكون معنى الوجه في هذا والله أعلم أن القرآن الذي في اللوح المحفوظ هو القرآن الذي في المصحف كما أن الذي في هذا المصحف هو الذي في هذا المصحف بعينة سواء كان المحل ورقا أو أديما أو حجرا أو لحافا فإذا كان من حكم الكتاب الذي في السماء أن لا يمسه إلا المطهرون وجب أن يكون الكتاب الذي في الأرض كذلك لأن حرمته كحرمته أو يكون الكتاب اسم جنس يعم كل ما فيه القرآن سواء كان في السماء أو الأرض(48) .
وقال منصور بن يونس بن إدريس البهوتي: المراد بهم الملائكة وكذلك بنو آدم قياسا عليهم(49).
وقال شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي: نهى الله تعالى عن ملامسة القرآن ومسه لغير الطاهرين إجلالا،والألف واللام للعموم فيشمل أهل الأرض والسماء والأصل عدم التخصيص فيحصل المطلوب(50).

2- وهل يستنبط من هذه الآية تحريم مس المصحف للكافر، أو من أدلة أخرى؟
والجواب: أنه قد يستنبط من قوله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة:79] تحريم مس المصحف للكافر، وذلك للاختلاف المتقدم في تفسير الآية. قال محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي: وقد أجمع الفقهاء على أنه لا يجوز أن يمس المصحف كافر لأنه إن أراد بالمطهرين المسلمين فذلك ظاهر(51).
وقد قال الجمهور من العلماء: باشتراط الطهارة للمسلم عند مسه للمصحف، فمن باب أولى عدم جواز مسه للكافر. وذهب الألباني: إلى جواز مس المصحف للمؤمن مطلقاً، فيكون المنع من مسه على الكافر. قال محمد الشربيني الخطيب: ويمنع الكافر من مسه لا سماعه ويحرم تعليمه وتعلمه إن كان معاندا وغير المعاند إن رجي إسلامه جاز تعليمه وإلا فلا(52). وقال زين الدين ابن نجيم الحنفي: والنصراني إذا تعلم القرآن يعلم والفقه كذلك لأنه عسى يهتدي لكن لا يمس المصحف وإذا اغتسل ثم مس لا بأس به في قول محمدٍ وعندهما يمنع من مس المصحف مطلقًا(53).
وكذلك يستفاد تحريم مس المصحف على الكافر من الأحاديث التي تقدم ذكرها. قال إسحاق بن راهويه: لا يقرأ أحد في المصحف إلا وهو متوضئ. وليس ذلك لقول الله عز وجل: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة:79]. ولكن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمس القرآن إلا طاهر"(54).
3- وإن كان الجواب نعم، فهل المصاحف المترجمة داخلة في الحكم؟
والجواب: أن المصاحف المترجمة تأخذ حكم كتب التفسير وتقاس عليها مع أن كتب التفسير تشمل القرآن وتفسيره، والمصاحف المترجمة إنما هي معاني لكلمات القرآن، لكن هنالك تشابه في أن كليهما تفسير للقرآن، وإن اختلفت اللغة المفسرة. وقد ذهب الفقهاء إلى جواز مس كتب التفسير للمحدث،كذلك يقاس عليها المصاحف المترجمة. والآن سأذكر أقوال الفقهاء في هذا.
أقوال أئمة المذاهب في حكم مس كتب التفسير:
· المذهب الحنبلي:
1. قال عبد الله بن قدامة المقدسي:وإن مس المحدث كتاب فقه أو رسالة فيها آي من القرآن الكريم جاز لأنه لا يسمى مصحفا(55).
2. وقال أيضاً: ويجوز مس كتب التفسير والفقه وغيرها والرسائل وإن كان فيها آيات من القرآن بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر كتابا فيه آية ولأنها لا يقع عليها اسم مصحف ولا تثبت لها حرمته(56).
3. وقال إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مفلح الحنبلي أبو إسحاق: وله مس تفسير على المذهب ومنسوخ تلاوته على الأصح والأحاديث المأثورة والتوراة والإنجيل لأنها ليست بقرآن(57).
4. وقال أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني: وما فيه شيء من القرآن حكمه حكم المصحف إن كان مفردا، فإن كتب مع القرآن غيره، فالحكم للأغلب، فيجوز مس كتب التفسير والحديث والفقه والرسائل التي فيها شيء من القرآن؛ لأنها ليست مصحفا(58).

· المذهب الشافعي:
1. قال أبو بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي: المراد بالمطهرين: المتطهرون وهو خبر بمعنى النهي. وقال: ولا يحرم حمل المصحف مع تفسيره ولا مسه(59).
2. وسئل ابن حجر: هل يحرم كتابة القرآن الكريم بالعجمية كقراءته؟ فأجاب: ما في المجموع عن الأصحاب التحريم، وأما ما نقل عن سلمان – رضي الله عنه- أن قوما من الفرس سألوه أن يكتب لهم شيئا من القرآن فكتب لهم فاتحة الكتاب بالفارسية، فأجاب عنه أصحابنا: بأنه كتب تفسير الفاتحة لا حقيقتها(60). فهذا الجواب يُبيِّن أنه يجوز كتابة تفسير القرآن للأعاجم.
3. وقال محمد الشربيني الخطيب: ويحل حمله في تفسير سواء تميزت ألفاظه بلون أم لا إذا كان التفسير أكثر من القرآن لعدم الإخلال بتعظيمه حينئذ وليس هو في معنى المصحف بخلاف ما إذا كان القرآن أكثر منه لأنه في معنى المصحف أو كان مساويا له.
وقال: وظاهر كلام الأصحاب حيث كان التفسير أكثر لا يحرم مسه مطلقا(61).
فالشافعية : يفرقون في المنع من مس كتب التفسير ومن عدمه بناءً على الأغلب، فإن زاد القرآن على التفسير في الحجم، أو تساويا، فيُمنع المحدث من مسه، لأن التفسير في هذه الحالة في معنى المصحف، أما إن زاد حجم التفسير على القرآن فلا مانع من مسه للمحدث، وهكذا حكم المصاحف المترجمة قياساً.
· المذهب الحنفي:
1. قال زين الدين ابن نجيم الحنفي: هذا الكتاب كريمٌ على الله تعالى ومن كرمه أنه أثبته عنده في اللوح المحفوظ وعظم شأنه بأن حكم بأنه لا يمسه إلا الملائكة المقربون وصانه عن غير المقربين فيجب أن يكون حكمه عند الناس كذلك بناءً على أن ترتب الحكم على الوصف المناسب مشعرٌ بالعلية لأن سياق الكلام لتعظيم شأن القرآن. قال: ويكره مس كتب التفسير والفقه والسنن؛ لأنها لا تخلو عن آيات القرآن. وقال: ورخِّص المس باليد في الكتب الشرعية إلا التفسير(62).
2. وقال علاء الدين الكاساني: ويكره مس كتاب التفسير؛ لأنه يصير بمسه ماسا للقرآن، وأما مس كتاب الفقه فلا بأس به(63).
3. وقال ابن عابدين: القول الأول: المراد من المطهرين الملائكة المقربون؛ لأنهم مطهرون عن أدناس الذنوب أي لا يطلع عليه سواهم والقول الثاني: المراد منهم الناس المطهرون من الأحداث وعليه أكثر المفسرين، ويؤيده أن فيه حمل المس على حقيقته، والأصل في الكلام الحقيقة(64).قال: ويجوز مس التفسير فهو كسائر الكتب الشرعية بل ظاهره أنه قول أصحابنا جميعا، ومن أثبت الكراهة في التفسير نظر إلى ما فيها من الآيات، ومن نفاها نظر إلى أن الأكثر ليس كذلك، إلا أن يقال إن القرآن فيه أكثر من غيره(65).
· المذهب المالكي:
يرى المالكية: أن القرآن لو كتب بلغة أعجمية، فإنه يجوز للمحدث مسه، لأن كتابة القرآن بغير العربية، يكون تفسيراً للقرآن وليس بقرآن. قال الدسوقي: وأما لو كتب القرآن بالعجمي لجاز للمحدث مسه لأنه ليس بقرآنٍ بل هو تفسيرٌ للقرآن(66). أما إن كان المكتوب بغير العربية هو معاني القرآن، وليس القرآن، فمن باب أولى جواز مسه عند المالكية.
وقد رخَّص المالكية في مس المصحف للمحدث بشرط أن يكون حامله معلما أو متعلما
حتى ولو كانت امرأة حائضا، وهذا منهم مراعاة للضرورة(67).
ومن أقوال المالكية في جواز مس كتب التفسير للمحدث ما يلي:
1. قال الدسوقي: يجوز مس التفسير وحمله والمطالعة فيه للمحدث ولو كان جنبًا، لأن المقصود من التفسير معاني القرآن لا تلاوته(68).
2. وقال شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي: ولا بأس بمس كتب التفسير أو الفقه المتضمنة للقرآن، لأنها المقصود دونه (69).

والله تعالى أعلم

شوفو رد المسلم على الكافر يثير الدهشه 2024.

——————————————————————————–

السلام عليكم…
((مسلم أسكت كافر بكلمه واحده))

كان اخ لنا مسلم يتوضأ في احد المغاسل اكرمكم الله ..في احدالدول الاوربيه
فجاءه شخص من الخلف وامسك به في ازدراء وقال له : انتم المسلمين قذرين تضعون اقدامكم القذره
في مكان نظيف!!!نغسل فيه اوجهناوايدينا..!!

فرد عليه المسلم ببراعه : قل لي كم مرة تغسل وجهك في اليوم
اجابه : مره في الصباح واحيانا اذا تعبت اغسله مره ثانيه

فردعليه المسلم : نحن نغسل اقدامنا خمس مرات في اليوم..فقل لي من الانظف
قدمي ام وجهك؟؟

فما كان من الكافر الا ان سكت!!!
((فلك الحمد يا الله على هذه النعمه العظيمه))

…مما اثار اعجابي…

قصة المؤمن و الكافر 2024.

قصة المؤمن و الكافر

موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة "الكهف"، بعد قصة أصحاب الكهف:
" وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا"
القصة:
قال بعض الناس: هذا مثل مضروب ولا يلزم أن يكون واقعا. والجمهور أنه أمر قد وقع، وقوله:(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا)) يعني لكفار قريش، في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء وازدرائهم بهم، وافتخارهم عليهم كما قال تعالى:(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)) كما قدمنا الكلام على قصتهم قبل قصة موسى، عليه السلام،
والمشهور أن هذين كانا رجلين مصطحبين، وكان أحدهما مؤمنا والآخر كافرا، ويقال: إنه كان لكل منهما مال، فأنفق المؤمن ماله في طاعة الله ومرضاته ابتغاء وجهه، وأما الكافر فإنه اتخذ له بستانين، وهما الجنتان المذكورتان في الآية، على الصفة والنعت المذكور؛ فيهما أعناب ونخل تحف تلك الأعناب، والزروع في خلال ذلك والأنهار سارحة ههنا وههنا للسقي والتنزه، وقد استوسقت فيهما الثمار، واضطربت فيهما الأنهار وابتهجت الزروع والثمار وافتخر مالكهما على صاحبه المؤمن الفقير قائلا له:
((أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا أي))؛ وأمنع جنابا. ومراده أنه خير منه، ومعناه، ماذا أغنى عنك إنفاقك ما كنت تملكه في الوجه الذي صرفته فيه؟ كان الأولى بك أن تفعل كما فعلت لتكون مثلي. فافتخر على صاحبه(( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ)) أي؛ وهو على غير طريقة مرضية قَالَ ((مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا))
وذلك لما رأى من اتساع أرضها، وكثرة مائها وحسن نبات أشجارها؛ ولو قد بادت كل واحدة من هذه الأشجار لاستخلف مكانها أحسن منها، وزروعها دارة لكثرة مياهها. ثم قال:
((وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً)) فوثق بزهرة الحياة الدنيا الفانية، وكذب بوجود الآخرة الباقية الدائمة، ثم قال: ((وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا))
أي؛ ولئن كان ثم آخرة ومعاد فلأجدن هناك خيرا من هذا. وذلك لأنه اغتر بدنياه، واعتقد أن الله لم يعطه ذلك فيها إلا لحبه له وحظوته عنده، كما قال العاص بن وائل فيما قص الله من خبره وخبر خباب بن الأرت
في قوله:
(( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا وقال تعالى إخبارا عن الإنسان إذا أنعم الله عليه لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى))
قال الله تعالى:
((فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ وقال قارون إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أي لعلم الله في أني أستحقه))
قال الله تعالى:
((أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ وقد قدمنا الكلام على قصته في أثناء قصة موسى. وقال تعالى: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ))
وقال تعالى:
(( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ))
ولما اغتر هذا الجاهل بما خوله الله به في الدنيا، فجحد الآخرة وادعى أنها إن وجدت ليجدن عند ربه خيرا مما هو فيه، وسمعه صاحبه يقول ذلك قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أي؛ يجادله ((أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا))
أي: أجحدت المعاد وأنت تعلم أن الله خلقك من تراب، ثم من نطفة ثم صورك أطوارا حتى صرت رجلا سويا سميعا بصيرا، تعلم وتبطش وتفهم، فكيف أنكرت المعاد والله قادر على البداءة(( لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي)) أي؛ لكن أنا أقول بخلاف ما قلت وأعتقد خلاف معتقدك(( هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا أي))؛ لا أعبد سواه، واعتقد أنه يبعث الأجساد بعد فنائها
ويعيد الأموات ويجمع العظام الرفات، وأعلم أن الله لا شريك له في خلقه ولا في ملكه ولا إله غيره، ثم أرشده إلى ما كان الأولى به أن يسلكه عند دخول جنته فقال:
(( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه((ِ ولهذا يستحب لكل من أعجبه شيء من ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك.
وقد ورد فيه حديث مرفوع، في صحته نظر؛ قال أبو يعلى الموصلي: حدثنا جراح بن مخلد حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عيسى بن عون حدثنا عبد الملك بن زرارة، عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنعم الله على عبد نعمة؛ من أهل أو مال أو ولد فيقول:(( ما شاء الله لا قوة إلا بالله))
فيرى فيه آفة دون الموت وكان يتأول هذه الآية: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس، لا يصح.

ثم قال المؤمن للكافر:
((فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ))
أي؛ في الدار الآخرة ((وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ ))
قال ابن عباس والضحاك وقتادة: أي؛ عذابا من السماء. والظاهر أنه المطر المزعج الباهر، الذي يقتلع زروعها وأشجارها ((فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا))
وهو التراب الأملس الذي لا نبات فيه ((أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا))
وهو ضد المعين السارح ((فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا))
يعني، فلا تقدر على استرجاعه. قال الله تعالى:
(( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ))
أي؛ جاءه أمر أحاط بجميع حواصله وخرب جنته ودمرها(( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ))
أي؛ خربت بالكلية،
فلا عودة لها، وذلك ضد ما كان عليه أمل حيث قال:
(( مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ))وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم، فهو يقول:
(( يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)) قال الله تعالى:
(( وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ))
هُنَالِكَ أي؛ لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك، كما قال تعالى:
(( فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر))ٍ و قوله :
(( الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ))
ومنهم من يبتدىء بقوله:
(( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ))وهو حسن أيضا، كقوله:
(( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ))
فالحكم الذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب -في تلك الحال وفي كل حال- لله الحق. ومنهم من رفع الحق جعله صفة ل الولاية وهما متلازمتان.
وقوله:
(( هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ))
أي؛ معاملته خير لصاحبها ثوابا، وهو الجزاء، وخير عقبا؛ وهو العاقبة في الدنيا والآخرة.
وهذه القصة تضمنت أنه لا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا، ولا يغتر بها، ولا يثق بها، بل يجعل طاعة الله والتوكل عليه في كل حال نصب عينيه، وليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده. وفيها، أن من قدم شيئا على طاعة الله والإنفاق في سبيله، عذب به، وربما سلب منه؛ معاملة له بنقيض قصده. وفيها، أن الواجب قبول نصيحة الأخ المشفق، وأن مخالفته وبال ودمار على من رد النصيحة الصحيحة. وفيها، أن الندامه لا تنفع إذا حان القدر، ونفذ الأمر الحتم. بالله المستعان وعليه التكلان.

الله يوفقك ياااا ربيع
جزاك الله خير
تسلمي

حكم تعزية الكافر 2024.

خليجية

اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في تعزية الكافر. فذهب الأئمّة: كالشّافعي(1)، وأبو حنيفة في رواية عنه(2): إلى أنّه يعزّى المسلم بالكافر، وبالعكس، والكافر غير الحربي.

قال الإمام ابن قدامة(ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: ( وتوقف أحمد عن تعزية أهل الذمة وهي تُخرَّج على عيادتهم وفيها روايتان إحداهما: لا نعودهم؛ فكذلك لا نعزيهم، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" لا تبدؤوهم بالسلام"، وهذا في معناه؛ والثانية: نعودهم لما ورد من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض فأتاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوده فقعد عند رأسه فقال له:" أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول:"الحمد لله الذي أنقذه من النار"(3) فعلى هذا نعزيهم)(4).

قال الإمام النووي(ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:(ويجوز للمسلم أن يعزي الذمي بقريبه الذمي، فيقول أخلف الله عليك ولا نقص عددك)(5).
والذي يظهر أنه يجوز تعزيتهم عند الوفاة، وعيادتهم عند المرض، ومواساتهم عند المصيبة. والدليل حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ السابق.

وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أيضاً (أن يهودياً دعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى خبز شعير، وإهالة سنخة(6) فأجابه(7)).

وجاء عند ابن أبي شيبة: أن أبا الدرداء ـ رضي الله عنه ـ عاد جاراً له يهودي(8).

وينبّه على أن المسلم إذا فعل ذلك فعليه أن ينوي بذلك دعوتهم، وتأليف قلوبهم على الإسلام، ويدعوهم بالطريقة المناسبة في الوقت المناسب.

كما ينبّه أيضاً على أنه في حالة التعزية لا يُدعى لميّتهم بالمغفرة والرحمة أو الجنة، لقوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }(9). وإنما يدعو لهم بما يناسب حالهم بحثهم على الصبر، ومواساتهم، وتذكيرهم بأن هذه سنّة الله في خلقه.

قال الإمام الألباني(ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سئل عن تعزية الذمي قال:(نعم يجوز)(10).
والإمام الألباني يقيد جواز تعزية الكافر بأن لا يكون حربياً، عدواً للمسلمين، فقد قال ـ رحمه الله تعالى ـ عقب إيراد أثر عقبة بن عامر الجهني ـ رضي الله عنه ـ:(أنه مر برجل هيئته هيأة مسلم، فسلم فرد عليه: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال له الغلام إنه نصراني! فقام عقبة فتبعة حتى أدركه فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك، وأكثر مالك وولدك)
(11).
قال الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ:( في هذا الأثر إشارة من الصحابي الجليل إلى جواز الدعاء بطول العمر، ولو للكافر، فللمسلم من باب أولى، ولكن لا بد أن يلاحظ أن لا يكون الكافر عدواً للمسلمين، ويترشح منه جواز تعزية مثله بما في هذا الأثر)
(12).

وقال الشيخ محمد بن عثيمين(ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عن تعزية الكافر في قريبه، أو صديقه: ( تعزية الكافر إذا مات له من يعزى له به من قريب أو صديق في هذا خلاف بين العلماء؛فمن العلماء من قال: إن تعزيتهم حرام؛ ومنهم من قال: أنها جائزة؛ ومنهم من فصل في ذلك فقال: إن كان في ذلك مصلحة كرجاء إسلامهم، وكف شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم، فهو جائز وإلا كان حراماً.

والراجح أنه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً، وإلا فينظر في المصلحة) (13).

وأفتت اللجنة الدائمة عن حكم تعزية الكافر القريب بما يلي: (إذا كان القصد من التعزية أن يرغبهم في الإسلام فإنه يجوز ذلك، وهذا من مقاصد الشريعة، وهكذا إذا كان في دفع أذاهم عنه، أو عن المسلمين؛ لأن المصالح العامة الإسلامية تغتفر فيها المضار الجزئية)(14).

غاليتى الاميره

خليجية

خليجيةخليجيةمشكورة كتير على الموضوع المفيد دهخليجيةخليجية

خليجية

شكرا ليكى
موضوع مفيد
هلا وغلا sunlight3
خليجية

قدم المؤمن ووجه الكافر أيهما أنظف؟ 2024.

قدم المسلم ووجه الكافر .. أيهما أنظف ؟
‏في إحدى البلاد الغربية جاء وقت الصلاة ، فدخل أحد المسلمين حمام أحد المراكز، وبدأ في الوضوء ، وكان هناك أجنبي كافر ينظر إليه باندهاش ، وعندما وصل أخونا المسلم إلى غسل القدمين ، رفع رجله ووضعها على ما يسمى بالمغسلة ، وهنا صاح الأجنبي بصاحبنا المسلم: ماذا تفعل؟؟؟
أجابه المسلم بابتسامة قائلاً : أتوضأ.
قال الأجنبي: أنتم المسلمون لستم نظيفون ، دائماً توسخون الأماكن العامة ، والآن أنت تدعي بأنك تنظف نفسك بينما أنت توسخ (المغسلة) بوضع قدمك الوسخة فيها ، هذه المغسلة لغسل اليدين والوجه ، ويجب أن تكون نظيفة فلا توسخها !!
قال المسلم: هل لي أن أسألك سؤالاً وتجيبني بكل صراحة؟
قال الكافر: تفضل.
قال المسلم: كم مرة في اليوم تغسل وجهك؟
قال الكافر: مرة واحدة ، عندما استيقظ من النوم، وربما مرة أخرى إذا أحسست بتعب أوإرهاق.
فأجابه المسلم مبتسماً: بالنسبة لي فأنا أغسل رجلي في اليوم 5 مرات، فقل لي ما الأنظف ، قدمي أم وجهك؟
سكت الكافر وانسحب من المكان !!
خليجية
تسلمين يالغلا على كلماتك
وعلى اطلالتك هنا
منوره بحضورك
لك ودي

الكافر يعتبره اكتشاف والمؤمن يعتبره تسبيح 2024.


خليجية

الحمدلله الذى يسبح له من في السماوات والأرض , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله .صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة

, أرحب بكم إخواني الأعزاء
, وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا
, وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , … آمين .
قال الله سبحانه وتعالى
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " النور 41
فاسمحوا لي أيها الأحباب الكرام أن نعيش مع هذه الآية العظيمة لنرى كيف يسبح الكون بحمد ربه الخالق العظيـــــــــــــــم .
أولاً الخطاب في قوله " ألم ترَ" لواحدٍ , فمن هو المخاطب ؟
هو كل من يستطيع الرؤية سواء كان كافرا أو مؤمنا ,
فأما الكافر فيرى بأم عينيه ملكوت الله في سمائه وأرضه ومخلوقاته ,
وأما المؤمن فهو يصدق الله عز وجل في كل ما قال وأخبر وكأنه
يرى .
لطيفة : لما أخبر الله عز وجل بقوله
" ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات … " أي من استقر في السماء " … والأرض … " أي من استقر في الأرض , تبادر إلى الذهن سؤال
: وماذا عن المخلوقات التي لا تستقر في أرض ولا سماء كالطير مثلا ؟ فقال تعالى مجيبا عن هذا التساؤل
" … والطير صافَّات كل قد علم صلاته وتسبيحة … "
سبحان الخالق العظيــــــــــــم

والتسبيح يا رعاك الله نوعان
1- تسبيح قولى
2-تسبيح فعلى "بلسان الحال"
والتسبيح في جملته
: انقياد وخضوع لله رب العالمين ,
فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله
" التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي .
فأهل الكفر اليوم بما لديهم من إمكانيات وآلات ومراكز أبحاث
يستشعرون تماما تسبيح الكون لله , بل هم الذين يوصلون لنا ذلك , كيف ؟
فللنظر في أبحاث هؤلاء في عالم الحيوان
, وعالم النبات , وعالم الجماد , وباطن الأرض وظاهرها , بل وفي السماء بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات ,
بما يؤكد أن هذا الكون يسير بنظام ودقة متناهية
, بأمر من الخالق العظيم سبحانه وتعالى .
فَيَا عَجَبًا كَيفَ يُعصَى الإلَهُ أَمْ كَيفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِـــــدُ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَــــــــة ٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الوَاحِــــــــدُ
والآن هيا بنا أخي الكريم نأخذ نظرة عن كثب لبعض عجائب الله سبحانه وتعالى في خلق الحيوان ولنبدأ
بـــــــــــــــــــــــ
1- السلحفاة : تحتوى مائدة طعام السلحفاة أحيانا على بعض أنواع من الأفاعي السامة ,
واعتادت السلحفاة بعد أكلها لهذه الأفاعي السامة أن تسرع لتتناول نبات معين هو الزعتر بكميات كبيرة
, لماذا ؟ اكتشف علماء الغرب أن نبات الزعتر به مادة عصارية تنزل منه تمنع سريان السم في الجسد , فتضمن السلحفاة بذلك النجاة من سم الأفعى بعد أن تلذذت بطعمها وملأت بطنها .
فمن الذي أعلم السلحفاة بذلك العلم الطبي الكيميائي ؟
بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟
من يقل ذلك ,
فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
2- ابن عرس : حيوان مولع بأكل نوع معين من النبات يسمى السذاب
" الحزا والحزاء"
( قال ابن منظور: الحزا والحزاء جميعاً نبت يشبه الكَرَفْس ،
وهو من أحرار البقول ولريحه خَمْطَة زعم الأعراب
أن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحزاء )
وهذا النبات له رائحة كريهة جدا لا يطيقها أحد ,
وابن عرس هذا له عدوان لدودان هما الأفعى وال***
, فهو أمام هاذين العدوين ضعيف وليس له وسيلة بدنية ليدافع بها عن نفسه ,
فاكتشف العلماء أن لرائحة نبات السذاب الكريهة
تأثير سحري منفر لل*** والأفعى ,
فابن عرس يعمد إلى هذا النبات فيأكل منه ما يشاء ,
فإذا رأى الأفعى أو ال*** قادمان جلس وتربع في ثقة وفتح فمه عن آخره
, فإذا بالرائحة تنطلق وكأنها صاروخ سام 6 فينفر منها ال*** وتلوذ الأفعى بالفرار
.
فمن الذي أعلم ابن عرس بذلك العلم ؟ ومن الذي حباه بهذه الحيلة ؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟
من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
3- التمساح : ذلك الحيوان القوي المخيف ,
والقاتل المفترس الرهيب ,
عندما ينتهي من التهام فرائسه وخاصة من الأسماك واللحوم ,
يتخلل أسنانه الضخمة بقايا اللحوم وأشواك الأسماك
, وهو يتضايق منها ويتألم ,
فيجعل الله سبحانه وتعالى رزق بعض أنواع الطيور في فم ذلك التمساح , كيـــــــف ؟
ذلك أن التمساح يجلس بعد الانتهاء من الطعام فاتحا فمه عن آخره ,
فيأتي ذلك النوع من الطيور فتدخل في فمه بإذن وتصريح مرور من التمساح شخصيا لتتغذى على بقايا الطعام الذي بداخل أسنانه
, والغريب أن التمساح لا يفترس منها شيئا لأن الإتفاق المبرم بينهما فيه تبادل للمصالح ,
فالتمساح يحصل بموجبه على تنظيف مجاني لأسنانه مقابل غذاء مفتوح
(غذاء حتى الإشباع) للطيور ,
فلو أنه افترس منها شيئا لفقدت الثقة فيه ولم تعد إليه أبدا .
ألم يدعك ذلك للتسبيح ؟
بلى … سبحان الله العظيم
4- القنفذ : في العصور الوسطى تحدثوا عن رجل عُدَّ من أغنى أغنياء العالم في زمانه , فما السر في غناه ؟ إنه حيوان القنفذ
… يا للعجب !!!!!!!!!!!!! وكيف ذاك ؟
دأب هذا الرجل على التنبؤ بميعاد واتجاه الريح التي تهب على بلدته وتحدث الدمار والهلاك
, ورصدت له حكومة هذه البلدة مبالغ شهرية كبيرة جدا مقابل هذا التنبؤ الذي كان لا يخطئ فيه أبدا ,
واحتاروا في سر هذا الرجل حتى وافته المنية
, وبعد وفاته اكتشفوا أن هذا الرجل كان له بيت ,
وحول هذا البيت قطعة أرض رملية , وكان يربي قنفذا ,
فلاحظ أن هذا القنفذ يحفر له في الأرض جحرا له فتحة "باب" ليدخل ويخرج منها , فلاحظ الرجل أن القنفذ يغير هذه الفتحة من حين إلى آخر
, وازدادت قوة ملاحظة الرجل لهذا الأمر وأنه مرتبط بميعاد هبوب الرياح والأعاصير واتجاهها
, فوجد أن القنفذ عنده حاسة شديدة يتنبأ بها اتجاه وميعاد هبوب هذه الرياح والأعاصير , فكان يفتح فتحة الجحر في عكس اتجاه الريح ,
فبدأ الرجل يخبر البلدة باتجاه الريح حتى يأخذوا حذرهم
, ويعدوا عدتهم لمواجهة أخطارها .
فمن الذي علَّم القنفذ ذلك العلم الجيوغرافي البيئي ؟
بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟ من يقل ذلك ,
فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
5- عالم النمل : عندما يريد النمل تجهيز بيت للسكن فإنه لا يجعل طريق الوصول إليه مستقيما بل يجعله متعرجا ولولبيا , فلماذا ؟
وجدوا أن أعدى أعداء النمل هو الماء ,
إذا سقط ودخل جحره لتسبب في هلاكه
, فالطريق اللولبي هذا يمنع وصول الماء داخل الجحور .
أيضا يخرج النمل في الصيف بأعداد كبيرة ليجمع الطعام الذي يكفيه موسمي الشتاء والخريف ,
فمن عجائب النمل في ذلك أنه يعتبر من أقوى الحشرات على الإطلاق حيث أنه الوحيد
الذي يستطيع حمل عشرات أضعاف حجمه بلا تعب ولا كلل
, فسبحان الله .
هذا المخلوق العجيب قبل أن يدخل الحبوب إلى جحره لابد وأن يكسرها إلى نصفين … لماذا ؟
وجدوا أن العلة في أن باطن الأرض مكان رطب صالح للإنبات ,
فلو أدخل الحبة كاملة و تركها داخل الجحر لحدث ما يخشاه
وهو إنباتها فالبذور لو تركت مدة طويلة في جو رطوبته عالية لنبتت ..
ويضطر النمل إلى فلق هذه الحبوب وكل حبة نصفين وبذلك يمنع إنباتها
, وتعجب أكثر إذا علمت أن النملة تقسم حبة الك**رة إلى نصفين
ثم تقسم كل منهما إلى نصفين آخرين أي أنها تقسم حبة الك**رة إلى أربعة أرباع !!!!!!!!!
ولما درس الباحثون الحكمة من هذا العمل وجدوا أن حبة الك**رة
تستطيع أن تنبت إذا قسمت إلى نصفين لكنها لا تنبت
إذا قسمت إلى أربعة أجزاء !! والنملة تعلم ذلك …
نعم إنها خلق من خلق الله ..
أودع الله فيه أسرار وعجائب سيظل الإنسان يدرس
ويبحث لكي يكشف بعضها يوما بعد يوم ..
فمن الذي علَّم النمل ذلك العلم ؟
بل هل كان ذلك بمحض الصدفة ؟ من يقل ذلك
, فسبحان الله الخالق العظيم فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا .
6- الإبل (الجمال) : "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"
إذا نظرت أخي الحبيب في خلق الجمل لوجدت عجب العجاب
خلق الله خفي الجمل عريضتين حتى يستطيع المشي
في رمال الصحراء دون أن تغرس قدميه في الرمال .
وحباه الله بخزان ماء متحرك في سنامه ,
لا يصدأ ولا ينخرم ولا يبلى
, فالخالق العظيم هو من يتولى صيانة هذا الخزان بنفسه سبحانه
"الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" .
ثم فللنظر إلى عظمة تسخير الجمل
, هذا الحيوان القوى ذو البأس الشديد والضخامة والهيبة
, فيأتي طفل لا يتعدى عمره السابعة
, فيقف أمام الجمل فيأمره ويوجهه فيطيعه ,
وهو الذي لو وضع عليه إحدى خفيه لسواه بالأرض .
تجربة : لكي نعلم مدى تسخير الله لهذا الكائن وأنه لولا تسخير الله له ما استطاع إنسان على وجه الأرض ترويضه ولا الاستفادة منه في شيء
, نجري تجربة بسيطة فنستدعي بطل العالم في المصارعة الحرة ,
وبطل العالم في كمال الأجسام "
وطبعا بلباس كامل وليس كما يظهرون عرايا في التليفزيون"
وبطل العالم في الكاراتيه وغيرهم من أقوى أقوياء العالم في صف واحد
, ثم نحضر لهم فأرا أو صرصارا ونربطه ,
ونطلب منهم بقوتهم وجبروتهم أن يأمروه بأن يتحرك في إتجاه معين
, أو أن يقف في مكانه ,
هل يا تُرى سيستجيب الفأر أو يذعن الصرصار ؟
كلا والله . لماذا ؟ لأنه غير مسخر لنا ,فسبحان الخالق العظيم .
صبر الجمل : إن الجمل هو الحيوان الوحيد المسخر للإنسان
وليس له مرارة لزيادة تحمل الجمل وزيادة صبره
, ولذلك صبره ليس له حدود ..
. سبحان الله الخالق العظيم .
من الذي امدنا بهذه المعلومات وهذه الإكتشافات ,
إنه الغرب الكافر فهو بالنسبه لهم اكتشاف وبالنسبه لنا تسبيح " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

جزاك الله الف خير
خليجية
جزاك الله خير
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك
جزاكم الله خير الجزاء

قدم المسلم ووجه الكافر أيهما أنظف ؟ 2024.

‏في إحدى البلاد الغربية جاء وقت الصلاة ، فدخل أحد المسلمين حمام أحد المراكز، وبدأ في الوضوء ، وكان هناك أجنبي كافر ينظر إليه باندهاش ، وعندما وصل أخونا المسلم إلى غسل القدمين ، رفع رجله ووضعها على ما يسمى بالمغسلة ، وهنا صاح الأجنبي بصاحبنا المسلم: ماذا تفعل؟؟؟
أجابه المسلم بابتسامة قائلاً : أتوضأ.
قال الأجنبي: أنتم المسلمون لستم نظيفون ، دائماً توسخون الأماكن العامة ، والآن أنت تدعي بأنك تنظف نفسك بينما أنت توسخ (المغسلة) بوضع قدمك الوسخة فيها ، هذه المغسلة لغسل اليدين والوجه ، ويجب أن تكون نظيفة فلا توسخها !!
قال المسلم: هل لي أن أسألك سؤالاً وتجيبني بكل صراحة؟
قال الكافر: تفضل.
قال المسلم: كم مرة في اليوم تغسل وجهك؟
قال الكافر: مرة واحدة ، عندما استيقظ من النوم، وربما مرة أخرى إذا أحسست بتعب أوإرهاق.
فأجابه المسلم مبتسماً: بالنسبة لي فأنا أغسل رجلي في اليوم 5 مرات، فقل لي ما الأنظف ، قدمي أم وجهك؟
سكت الكافر وانسحب من المكان !!
جزاك الله خيرا وألبسك لباس العفة …
القصة قمة في الروعة بارك الله فيك
خليجية
رائعه جداااااا ،، سلمت يداااااك الغلا
بارك الله فيك

ونفع الامة بك

خليجية

شيطان المؤمن وشيطان الكافر 2024.

شيطان المؤمن وشيطان الكافر
ذكر أحد العلماء أن أبا هريرة – رضي الله عنه – قال : التقى شيطان المؤمن وشيطان الكافر . فإذا شيطان الكافر متعاف سمين كاس , وشيطان المؤمن مهزول ضعيف أشعث أغبر عار .

فقال شيطان الكافر لشيطان المؤمن : مالي أراك مهزولا .
قال :أنا مع رجل إذا أكل سمى الله فأظل جائعا . وإذا شرب سمى الله فأظل عطشان . وإذا لبس سمى الله فأظل عريانا . وإذا ادهن سمى الله فأظل شعثا .
فقال شيطان الكافر : لكني مع رجل لايفعل شيئا من ذلك فإنا أشاركه في طعامه وشرابه ؛ لأنه لايذكر الله عند أكل ولاشرب ولا لبس وهذا ما يتمناه الشيطان . نعوذ بالله منه .
وكان محمد بن واسع يقول كل يوم بعد صلاة الصبح : اللهم إنك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوننا يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم . فآيسه منا كما آيسته من رحمتك , وقنطه منا كما قنطته من عفوك , وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك . إنك على كل شئ قدير .