(ومَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
ثم أما بعد
المؤمن يحرص دائما على إتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك لينال رضى ربه عز وجل فهو دائما متبع للآثار السلفية ، بينما المبتدع يسير على غير هدى فهو بين الهوى والظلال سائر وتراه بين السنة والبدعة حائر ، ففي كل عبادة يحدث فيها المبتدع بدعة سوف تدخل هذه البدعة مكان السنة ، ولهذا قال بعض السلف : (ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها) ، ففي البدعة خروجاً عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم فهي تنافي تحقيق شهادة أن محمد رسول الله ، بل إن مضمون البدعة الطعن في الإسلام بصفة عامة ، فإن الذي يبتدع يتضمن ببدعته إن الإسلام لم يكتمل , و إنه كمل الإسلام بهذه البدعة ، وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الكرام الإقتداء به في كل شيء ، فقد جاء عن البراء بن عا** رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم إضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن متَّ من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهنَّ آخرَ ما تتكلم به . قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت). فقد أبدل الصحابي مكان كلمة (نبيك) بكلمة (رسولك) فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول نبيك وذلك من تمام الإقتداء به صلى الله عليه وسلم , فالواجب على المسلم أن يحرص على إتباعه صلى الله عليه وسلم وأن يبتعد عن كل ما ابتدعه المبتدعون, إعلم إن موافقة السنة خير من مخالفتها حتى وإن كثر العمل.
وإليك أخي الكريم بعض ما ابتدعه المبتدعون في دين الله عز وجل لتكن على علم منها ، قال حذيفة رضي الله عنه (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني).
وكما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر*******لكــــــن لتوقـيه
ومن لا يعرف الخير*******من الشر يقع فيه
بًآرك ْالله فيكْ وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنأتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ٌ مِن ْ الجنـَه
حمآك آلرحمن’’
جزاك الله خير