الوضع المقعدي للجنين ..خطورته وعلاجه
وضع الجنين في الولادة الطبيعية غالبا ما يسارع الاطباء اليوم الى اجراء عملية قيصرية، عندما يكون الجنين في وضع مقعدي. وعن خطورة هذا الوضع، والاجراءات الطبية التي تتخذ عند حدوثه، سألنا الدكتور عادل الزهير استشاري امراض النساء والولادة في مركز الزهير الطبي.
في البداية تحدث الدكتور عادل الزهير عن مراحل الولادة الطبيعية قائلا:
– يستقر الجنين في الوضع المقعدي في حوالي 4-3% في حالات الحمل المكتمل، ويجب ان نعرف أن وضع الجنين لا علاقة له بتاتا بالام نفسها او بكيفية حركتها او نومها او تقلبها في السرير، كما يعتقد خطأ كثير من الناس، ويكون السبب في هذا الوضع امور تتعلق بالجنين وبتفاصيل الرحم.
ومن الطبيعي ان يغير الجنين من وضعه كثيرا طوال فترة الأشهر السبعة الاولى، وبعدها يبدأ بالاستقرار مع بداية الشهر الثامن (وقد يغير وضعه بعد هذه الفترة في بعض الحالات) وعليه فإن الطبيب لا يعير وضع الجنين اهتماما كبيرا في الأشهر السبعة الاولى ويتركه ليأخذ ما اراد له من الاوضاع حتى يصل الى اسبوعه الثاني والثلاثين، اي عند بداية الشهر الثامن، ومن هذه المرحلة وحتى نهاية الولادة يكون لوضع الجنين داخل الرحم اهمية كبيرة تجعل الطبيب يتفحص الوضع بدقة ويراقبه في كل زيارة.
مجازفة محسوبة
ما الفرق بين ولادة الطفل برأسه ومجيئه بالمقعدة؟
– في حالة نزول الجنين برأسه من خلال الحوض متوسط السعة تكون الامور افضل والخطورة اقل والمجازفة محسوبة العواقب، اذ يتاح للرأس وقت كاف اثناء الولادة (عشر ساعات في المتوسط مثلا) لينثني ويدور وينضغط بدرجة ما ويتشكل ليتمكن من محاورة الممر العظمي للحوض وربما تجاوزه، وعلى مدار هذا الوقت يبقى الطبيب في حالة ترقب ومتابعة لتطور سير الامور وتقييم مدى النجاح في تقدم وامكان الولادة، وهو يعتمد على ثلاثة عوامل، قد تعمل لمصلحة سهولة الولادة، وهي عوامل لا يتمكن الطبيب من معرفتها وتقييم دورها الا اثناء وعلى مدار واستمرار الولادة الفعلية، وهذه العوامل هي:
-1 قوة الطلق ودفع الرحم الجنين.
-2 قابلية الرأس الجنين للانضغاط والتشكل لمحاورة ومجاراة الحوض.
-3 ما يسمح به الحوض من تمدد في مفاصله تزيد من سعته نوعا ما، وهذا ما تسمح به ليونة المرابط.
وعليه فإن الطبيب يأمل في ان تعمل هذه العوامل المجهولة لمصلحة الحامل وربما ساعدها هو بسحب الجنين بجهاز الشفط او الجفت وبذلك ينجح في اتمام الولادة بسلام عن طريق المهبل.
واذا تبين للطبيب بعد فترة معينة، قد تطول او تقصر، عدم امكانية مرور الرأس من الحوض او اذا وجد ان صحة الام او الجنين لن تتحمل المناورة اكثر مما تحملت، او اذا ما حاول فعلا سحب الجنين وفشل كل ذلك، بعد كل هذا يبقى للطبيب مخرج امين واخير وخط للرجعة يحتفظ به للحاجة، وهو اجراء عملية قيصرية والنجاة بالجنين وقتما قرر ذلك.
هذا ما يحدث في المجيء الطبيعي نازلا برأسه، ولكن عندما يكون المجيء بالمقعدة وإذا ما كان هناك شيء من عدم التجانس بين حجم الرأس وسعة الحوض.. هنا يكون التخوف من المأزق عندما تتم ولادة الجزء الاسهل من الجسم في البداية ويبقى الجزء الاصعب وهو الرأس في النهاية ليكتشف في هذا الوقت المتأخر عدم امكان مرور الرأس بسبب ضيق الحوض. في مثل هذا الموقف تتأزم الامور وقد تكون مهلكة للجنين للأسباب التالية:
1 – عندما تتم ولادة الجسم يتحتم على الرأس، بعد ذلك، المرور والنفاذ من خلال الحوض خلال مدة زمنية قصيرة (عشر دقائق مثلا) وإلا اختنق الطفل وهلك، وهذه فترة قصيرة جدا لا تتيح للرأس فرصة كافية لمحاورة الممر العظمي الضيق، خصوصا في وجود عامل آخر يصعب الامور، وهذا ان الرأس يدخل الحوض بالجزء الاسفل منه (قاع الجمجمعة) وهو جزء كثير الصلابة يفتقر الى القدرة على الانضغاط والتشكل كما هي الحال في قمة الرأس.
2 – عندما يكتشف الطبيب عدم امكان مرور الرأس من بعد ولادة الجسم، فإن اكتشافه هذا يأتي متأخرا جدا لانقاذ الطفل، الذي لن يتمكن من البقاء حيا لمدة طويلة كما ذكرنا، في حين ان الطبيب يكون قد فقد خط رجعته، إذ يستحيل التقهقر الآن وتوليد الجنين بالعملية القيصرية بعد ان اصبح الجسم كله خارج المهبل وبقي الرأس منحشرا داخل الحوض.
إجراءات تقلل المخاطر
وما الحل؟
– الحل هو طبعا في تجنب حدوث مثل هذه الولادة عن طريق:
1 – اجراء العملية القيصرية وهذا اجراء مقبول لدرجة ما بالنسبة للمجتمعات الغربية حيث لا رغبة لهم بكثرة الاولاد كما في مجتمعاتنا الشرقية.
2 – اجراء تدوير للطفل المكتمل من الوضع المقعدي الى الوضع الرأسي.. وتتم هذه العملية بمنتهى البساطة في العيادة الخارجية من دون اي اذى للطفل او الام، وقد تنجح في 70% من الحالات، وبذلك فان هذا الاجراء مهم لتفادي العملية القيصرية، التي قد تتكرر بعد ذلك في كل ولادة.
وعليه فإنه يجب على الطبيب محاولة تدوير الجنين، خصوصا في البكرية، إذا ما وجده في وضعه المقعدي خصوصا في ما بعد ال 32 اسبوعا (يصعب التدوير بعد ذلك كلما تقدم الحمل حيث يكبر الجنين وتقل كمية الماء الموجودة حوله).
وهل يقوم جميع أطباء الولادة بهذا الإجراء فعلا؟
– في هذا الصدد نجد وللاسف، ان الجيل الجديد من الاطباء فقد هذه المهارة (تدوير الجنين) وذلك لاختيارهم البديل الاسهل واللجوء الى العملية القيصرية بكثرة.
وماذا اذا بقي الجنين في الوضع المقعدي حتى بعد التدوير.
– هنا لا بد من اللجوء الى العملية القيصرية، ويمكن ان نختتم هذا الحديث بقرار التوصية التي اقرتها الجمعية الاميركية لاطباء النساء والولادة والتي تقول: ‘التخطيط للولادة المهبلية لجنين في الوضع المقعدي لم يعد مقبولا بسبب نسبة الخطورة في مثل هذه الولادات، وان تدوير الجنين المكتمل سلاح مهم لأي طبيب ولادة’.
منقول
في البداية تحدث الدكتور عادل الزهير عن مراحل الولادة الطبيعية قائلا:
– يستقر الجنين في الوضع المقعدي في حوالي 4-3% في حالات الحمل المكتمل، ويجب ان نعرف أن وضع الجنين لا علاقة له بتاتا بالام نفسها او بكيفية حركتها او نومها او تقلبها في السرير، كما يعتقد خطأ كثير من الناس، ويكون السبب في هذا الوضع امور تتعلق بالجنين وبتفاصيل الرحم.
ومن الطبيعي ان يغير الجنين من وضعه كثيرا طوال فترة الأشهر السبعة الاولى، وبعدها يبدأ بالاستقرار مع بداية الشهر الثامن (وقد يغير وضعه بعد هذه الفترة في بعض الحالات) وعليه فإن الطبيب لا يعير وضع الجنين اهتماما كبيرا في الأشهر السبعة الاولى ويتركه ليأخذ ما اراد له من الاوضاع حتى يصل الى اسبوعه الثاني والثلاثين، اي عند بداية الشهر الثامن، ومن هذه المرحلة وحتى نهاية الولادة يكون لوضع الجنين داخل الرحم اهمية كبيرة تجعل الطبيب يتفحص الوضع بدقة ويراقبه في كل زيارة.
مجازفة محسوبة
ما الفرق بين ولادة الطفل برأسه ومجيئه بالمقعدة؟
– في حالة نزول الجنين برأسه من خلال الحوض متوسط السعة تكون الامور افضل والخطورة اقل والمجازفة محسوبة العواقب، اذ يتاح للرأس وقت كاف اثناء الولادة (عشر ساعات في المتوسط مثلا) لينثني ويدور وينضغط بدرجة ما ويتشكل ليتمكن من محاورة الممر العظمي للحوض وربما تجاوزه، وعلى مدار هذا الوقت يبقى الطبيب في حالة ترقب ومتابعة لتطور سير الامور وتقييم مدى النجاح في تقدم وامكان الولادة، وهو يعتمد على ثلاثة عوامل، قد تعمل لمصلحة سهولة الولادة، وهي عوامل لا يتمكن الطبيب من معرفتها وتقييم دورها الا اثناء وعلى مدار واستمرار الولادة الفعلية، وهذه العوامل هي:
-1 قوة الطلق ودفع الرحم الجنين.
-2 قابلية الرأس الجنين للانضغاط والتشكل لمحاورة ومجاراة الحوض.
-3 ما يسمح به الحوض من تمدد في مفاصله تزيد من سعته نوعا ما، وهذا ما تسمح به ليونة المرابط.
وعليه فإن الطبيب يأمل في ان تعمل هذه العوامل المجهولة لمصلحة الحامل وربما ساعدها هو بسحب الجنين بجهاز الشفط او الجفت وبذلك ينجح في اتمام الولادة بسلام عن طريق المهبل.
واذا تبين للطبيب بعد فترة معينة، قد تطول او تقصر، عدم امكانية مرور الرأس من الحوض او اذا وجد ان صحة الام او الجنين لن تتحمل المناورة اكثر مما تحملت، او اذا ما حاول فعلا سحب الجنين وفشل كل ذلك، بعد كل هذا يبقى للطبيب مخرج امين واخير وخط للرجعة يحتفظ به للحاجة، وهو اجراء عملية قيصرية والنجاة بالجنين وقتما قرر ذلك.
هذا ما يحدث في المجيء الطبيعي نازلا برأسه، ولكن عندما يكون المجيء بالمقعدة وإذا ما كان هناك شيء من عدم التجانس بين حجم الرأس وسعة الحوض.. هنا يكون التخوف من المأزق عندما تتم ولادة الجزء الاسهل من الجسم في البداية ويبقى الجزء الاصعب وهو الرأس في النهاية ليكتشف في هذا الوقت المتأخر عدم امكان مرور الرأس بسبب ضيق الحوض. في مثل هذا الموقف تتأزم الامور وقد تكون مهلكة للجنين للأسباب التالية:
1 – عندما تتم ولادة الجسم يتحتم على الرأس، بعد ذلك، المرور والنفاذ من خلال الحوض خلال مدة زمنية قصيرة (عشر دقائق مثلا) وإلا اختنق الطفل وهلك، وهذه فترة قصيرة جدا لا تتيح للرأس فرصة كافية لمحاورة الممر العظمي الضيق، خصوصا في وجود عامل آخر يصعب الامور، وهذا ان الرأس يدخل الحوض بالجزء الاسفل منه (قاع الجمجمعة) وهو جزء كثير الصلابة يفتقر الى القدرة على الانضغاط والتشكل كما هي الحال في قمة الرأس.
2 – عندما يكتشف الطبيب عدم امكان مرور الرأس من بعد ولادة الجسم، فإن اكتشافه هذا يأتي متأخرا جدا لانقاذ الطفل، الذي لن يتمكن من البقاء حيا لمدة طويلة كما ذكرنا، في حين ان الطبيب يكون قد فقد خط رجعته، إذ يستحيل التقهقر الآن وتوليد الجنين بالعملية القيصرية بعد ان اصبح الجسم كله خارج المهبل وبقي الرأس منحشرا داخل الحوض.
إجراءات تقلل المخاطر
وما الحل؟
– الحل هو طبعا في تجنب حدوث مثل هذه الولادة عن طريق:
1 – اجراء العملية القيصرية وهذا اجراء مقبول لدرجة ما بالنسبة للمجتمعات الغربية حيث لا رغبة لهم بكثرة الاولاد كما في مجتمعاتنا الشرقية.
2 – اجراء تدوير للطفل المكتمل من الوضع المقعدي الى الوضع الرأسي.. وتتم هذه العملية بمنتهى البساطة في العيادة الخارجية من دون اي اذى للطفل او الام، وقد تنجح في 70% من الحالات، وبذلك فان هذا الاجراء مهم لتفادي العملية القيصرية، التي قد تتكرر بعد ذلك في كل ولادة.
وعليه فإنه يجب على الطبيب محاولة تدوير الجنين، خصوصا في البكرية، إذا ما وجده في وضعه المقعدي خصوصا في ما بعد ال 32 اسبوعا (يصعب التدوير بعد ذلك كلما تقدم الحمل حيث يكبر الجنين وتقل كمية الماء الموجودة حوله).
وهل يقوم جميع أطباء الولادة بهذا الإجراء فعلا؟
– في هذا الصدد نجد وللاسف، ان الجيل الجديد من الاطباء فقد هذه المهارة (تدوير الجنين) وذلك لاختيارهم البديل الاسهل واللجوء الى العملية القيصرية بكثرة.
وماذا اذا بقي الجنين في الوضع المقعدي حتى بعد التدوير.
– هنا لا بد من اللجوء الى العملية القيصرية، ويمكن ان نختتم هذا الحديث بقرار التوصية التي اقرتها الجمعية الاميركية لاطباء النساء والولادة والتي تقول: ‘التخطيط للولادة المهبلية لجنين في الوضع المقعدي لم يعد مقبولا بسبب نسبة الخطورة في مثل هذه الولادات، وان تدوير الجنين المكتمل سلاح مهم لأي طبيب ولادة’.
منقول