يعد التدليك من أقدم الفنون العلاجية التي ازداد الاهتمام بها والدراسات حولها لفوائده العديدة.. ولم تقتصر تلك الفوائد على النواحي الصحية بل شملت النواحي الجمالية أيضاً، وللوجه حصة في ذلك، حيث ينشط التدليك الدورة الدموية مما يجعل الجلد يأخذ ما يكفيه من الأكسجين، كما أنه يقوي عضلات الوجه ويزيل عنها الإجهاد والتقلصات، ويساعد على تقليل الانتفاخات ويفكك خلايا السطح الميتة ويعطي البشرة ملمسا أنعم.
ولعل ما تصفه خبيرات التجميل من الكريمات والزيوت العطرية لا تحقق الفوائد المرجوة من استعمالها ما لم تدلك لتمتصها بشرة الوجه بشكل جيد، إلا أن التدليك قد يكون ضاراً ويؤدي إلى نتائج عكسية إذا ما تم بطريقة عشوائية حيث يؤدي إلى ترهل الجلد وارتخائه بدلاً من الحفاظ على تماسكه وشبابه.
لذا ينبغي أن يتم التدليك بواسطة تمارين معينة، تتخذ فيها تقاطيع الوجه وضعيات مختلفة ويستحسن البدء بهذه التمارين بسن مبكرة؛ لأنها تؤخر علامات الشيخوخة قدر الإمكان.
ويعتبر مساج الوجه (التدليك) أحد طرق العناية البسيطة والهامة بالجلد، وتستفيد منها البشرة الدهنية خاصة؛ حيث يعمل هذا التدليك على تخليص المسام من الدهون والأتربة المترسبة بها، أي أنه بمثابة تنظيف للبشرة، إضافة إلى أنه ينشط الدورة الدموية مما يحسن لون البشرة ويكسبها النظارة والحيوية.
وفيما يلي بعض التمارين المفيدة لبشرة الوجه:
– التمرين الأول:
ارسمي بواسطة الفم حرف O بشكل بيضاوي مع شد الشفة العليا نحو الأسنان، وثم ومن دون أن تحركي فمك ابتسمي باستعمال العضلات العليا للوجنتين، وفي الوقت نفسه أطبقي جفنيك واضغطي عليهما، عندئذ ستلاحظين أنه لم يعد هناك ثمة جلد مرتخ في الوجه.
• والآن يمكنك البدء بتدليك الوجه بكريم منشط بقوة وبدون خوف باتباع ثلاث خطوات:
1- أل ا تغيري وضعية الوجه، واستعملي رؤوس أناملك لرسم دائرة كاملة حول العين، تبدأ دائماً من الزاوية الداخلية العليا بين الحاجبين، لتمر فوقهما، ثم تنزل إلى جانب العين حيث التجاعيد، وصولاً إلى الداخل، فصعوداً نحو نقطة الانطلاق، وكرري هذه الخطة من 5 إلى 10 مرات.
2- بعد فترة قصيرة من الاستراحة عودي إلى الوضعية ذاتها ومرري رؤوس الأصابع بخفة على الأنف باتجاه الأسفل خمس مرات، ثم دلكي محيط الفم برؤوس أصابع يد واحدة فقط على شكل دائرة تنطلق من اليمين، ثم خمس مرات أخرى على شكل دائرة تنطلق من جهة اليسار.
وبنفس الوضعية السابقة، ضعي رؤوس أنامل يديك على أعلى الأنف، ومن ثم دلكي صعوداً باتجاه أعلى الرأس. هذا التمرين يحافظ على الجزء الأعلى من الوجه ومنطقة العين، الفم، الخدود، ويجعله متماسكاً ومشدوداً، يقيه تدريجياً من ترهل الجلد والعضلات، وبالتالي يمنح البشرة لوناً أكثر حيوية وإشراقاً.
– التمرين الثاني:
وهو خاص بالجزء السفلي من الوجه، ويبدأ بضم الشفتين نحو الداخل وترك الفم مفتوحاً بمقدار نصف سنتيمتر، بعد ذلك ابتسمي ابتسامة عريضة قدر الإمكان وكأنك تودين إيصال الشفتين السفليين نحو الأذنين.
وبذلك تصبح المنطقة السفلى من الوجه مشدودة وما عداها متحرك، عندها استعملي أصابع يديك الاثنتين وبحركات دائرية بدءاً من منتصف الذقن صعوداً نحو الأذنين، ثم انزلي بحركات دائرية نفسها نحو منتصف الذقن، كرري هذا التمرين عشر مرات، مع ملاحظة أن لا يتحرك الجلد تحت أصابعك حتى يكون التمرين صحيحاً.
– التمرين الثالث:
وهذا التمرين له نتائج مبهرة في وقاية وتمليس الخط العلوي للشفاه، فهو يقلل من الخطوط والتجاعيد حول الفم ويقوي العضلات المحيطة به، ويشدها ويعطي انطباعاً باكتناز الشفتين، والخطوة الأولى في التمرين تبدأ بضغطك على شفتيك معاً بخط مستقيم مع الابتسامة قليلاً، بعدها باشري التدليك بحركات دائرة صغيرة حول الفم، باستخدام السبابة من كلتا اليدين في الوقت نفسه ابتداءً من وسط الشفة العليا ومن ثم حول الفم باتجاه الأسفل وصولاً إلى منتصف الشفة السفلى .
أبقي شفتيك مشدودتين أكثر فأكثر حتى تشعري بخدر أو دغدغة حول فمك.
أما الخطوة الثانية من التمرين، فتبدأ مع رسم حركة (O ) صغيرة، ابتسمي قليلاً واستمري في الشد، ثم قومي بالتدليك بحركات دائرية منطقة من وسط الشفة حول الفم بواسطة السبابة نحو الأعلى، ويمكنك ممارسة هذا التمرين مع أو بدون التدليك كلما رغبت في ذلك، حتى أثناء مشاهدتك للتلفزيون أو قيامك بأعمال المنزل.
ملاحظة: بما أن البشرة حول العين حساسة ورقيقة، فإياك أن تشدي عليها بأي شكل كان، دعي الأصابع الأولى والثانية لكلتا اليدين تنزلق برفق فوق الجفن العلوي من الداخل عند جدار الأنف متجهة نحو عظم الوجنة، وعودي من تحت العين لتدليك الجفن السفلي.
تدليك الرقبة:
تعد الرقبة هي المكان الأول الذي تظهر فيه التجاعيد وآثار الزمن، إضافة إلى أن آلامها تؤثر في النشاطات اليومية وتسبب اضطرابات النوم.. ولكلتا الحالتين فإن التدليك اليدوي هو الحل، ففي دراسة جديدة نشرتها مجلة "أرشيف الطب الداخلي" المتخصصة بين الباحثون الهولنديون أن التدليك اليدوي يمثل أكثر الطرق فعالية وأفضلها حيث قام العلماء بمقارنة فعالية العلاج اليدوي الذي يقوم به المعالج المؤهل بتحريك رقبة المريض بطرق معينة لتحسين حركتها، والعلاج الفيزيائي الذي يعطى فيه المريض أنواعاً خاصة من التمارين الرياضية لممارستها، والعناية العادية التي تضم علاجات دوائية تخفف الألم والالتهاب، ونصائح بالراحة واستخدام الضواغط الساخنة وتمارين رياضية بسيطة يمكن أداؤها بالمنزل. واستخدمت هذه الأنواع من العلاج على 183 مريضاً راوحت أعمارهم بين 18 و 70 عاماً يعانون من آلا م بالرقبة مجهولة السبب.
ووجد الباحثون بعد مرور ستة أسابيع أن العلاج اليدوي كان أكثر الخيارات العلاجية فعالية إذ سجل 68% من المرضى الذين خضعوا لجلسات العلاج اليدوي، مدة كل منها 45 دقيقة أسبوعياً، شعوراً أفضل وتحسنا ومعافاة كاملة، وذلك مقابل 51% ممن تلقوا جلستين أسبوعياً من العلاج الفيزيائي، مدة كل منها نصف ساعة، و36% من مجموعة العناية الطبية العادية.
كما تشتكي كثير من النساء من ظهور التجاعيد في رقبتهن بشكل واضح، وقد رجح خبراء المساج أنه يمكن للمرأة تجاوز تلك المشكلة بإجراء تدليك لها ومن تلك التمارين:
– ضعي وسادة صغيرة تحت ذقنك في مقابل العنق، واضغطي ببطء بفكك الأسفل وليس برأسك، وخففي الضغط تدريجياً ليساهم في تخفيف تجاعيد الفم والرقبة ويشد الجلد المترهل.
والتمرين الآخر:
– ضعي إبهامك تحت ذقنك مباشرة، وارفعي لسانك باتجاه سقف حلقك حتى تشعري أن عضلة الذقن قد شدت، بعدها أنزلي إبهامك مع بقاء اللسان مرفوعاً داخل الفم، وشدي عنقك نحو الأعلى لجهة اليسار، ثم كرري هذه الحركة ببطء نحو جهة اليمين.
ثم ضعي أصابعك عند قاعدة العنق، ودلكي بنشاط نحو الأعلى باتجاه الفك، وفي الوقت نفسه استمري في تحريك عنقك يساراً ويميناً، وتظل حركة الأصابع على كامل الرقبة خلال تحركها.
كرري هذا التمرين عشر مرات. وهذا التمرين يجعل عضلات الرقبة مشدودة وجلدها أملس.
التدليك لتخفيف الوزن:
إن عملية التدليك التي تصاحب استعمال المضادات تعمل على تكسير الدهون المحبوسة في مجمعات السلولايت، وتخفف من ظهورها. وينصح البعض بتركيبة منزلية بسيطة بدلاً من مضادات السلولايت،
-وهي:
امزجي ملعقتين من زيت اللوز مع ملعقتين من دقيق الشوفان ودلكي المزيج على بشرتك، فهذا يساعد على تكسير تجمعات الدهون في السلولايت.
كما يجب أن يكون التدليك في حركات دائرية صغيرة بأطراف الأصابع؛ وذلك لتحفيز عمل الدورة الدموية والنظام اللمفاوي الذي يعمل على تخليص الجسم من الدهون والسموم.
والسلولايت هي طبقة دهنية رقيقة تسكن تحت الجلد مباشرة تجعل البشرة شكل البرتقال بنتوءاتها وتعرجاتها تلي تشوه جمال البشرة، وهي ظاهرة تصيب مناطق معينة من الفخذين والردفين وأعلى الذراعين.
تدليك الوضوء
ولعل الكثير منَّا لا يعلم أن التدليك أثناء الوضوء والاغتسال يجدد نشاط الجسم بشكل مدهش، ويجدد الحيوية باستمرار ويساعد على النوم الصحي العميق ويبعث على الحيوية.
وقد أكدت دراسة علمية قام بها مركز أكاديمي أمريكي أن عمليات التدليك لأعضاء الجسم أثناء الوضوء للصلاة تعيد للمرء حيويته ونضارته، بالإضافة إلى أنها تساعد خلايا المخ على التجدد والاستمرار في ضخ الدم.
كما أن غسل القدمين مع التدليك الجيد أثناء الوضوء يؤدي إلى الشعور بالهدوء والسكينة؛ لما في الأقدام من منعكسات لأجهزة الجسم كله، وربما هذا من الأشياء التي تساهم في إضفاء الهدوء والسكينة التي تلف المسلم بعد أن يتوضأ.