تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نــســـاء ذكـــرن فـــي الـــقــرآن الــكـريم &

نــســـاء ذكـــرن فـــي الـــقــرآن الــكـريم & 2024.

خليجية

كانت المرأة في الجاهلية مهضومة الحقوق ، كسيرة

الجناح ، لا تنجو من الوأد وهي صغيرة حتى تقع فريسة لاضطهاد

الأب الذي ينظر إليها وكأنها العار بذاته ، وإذا زفت لزوجها

فالمعاملة لا تخلو من استهجان وقسوة ، ثم تأتيها الفاجعة ، وهي

حين يموت زوجها أو أبيها فهي كالمتاع لا ترث من مال أبيها ،

ولا من مال زوجها شيئا"، بل والأعجب من ذلك أنها هي بذاتها

متاعا" يورث ، والسؤال الذي يتبادر للأذهان :

ماذا فعل الإسلام للمرأة في هذه الحالة ؟

وهذا ما سنراه عندما سنتحدث عن ( أم كـجــة

الأنصارية ) ، التي لم يرضى لها الإسلام أن تذل أو تهضم حقوقها

، فكرمها بنتا" و كرمها زوجة" وكرمها أما" ،

أم كــجـــة الأنصارية سيدة من نساء الأنصار المسلمات

، عاشت فرأت سماحة الإسلام وتشريعه الحنيف ، أنتصر لها

التشريع الإسلامي في أقدس دستور ، حين أنزل الله تعالى

قرآنا" يتلى ، يبين الحقوق ، ويضع الميزان القسط الحق

العدل ، تزوجت هذه الصحابية من الصحابي الجليل ( أوس بن

ثابت الأنصاري )وهو ممن شهد العقبة الثانية ، ولقد كان ميسور

الحال ، أتاه الله من المال والمتاع الشئ الكثير ، فعاش وزوجته

أم كــجـــة الأنصارية إلى أن كان يوم أحد ، فخرج أوس مودعا"

زوجته كماودعها يوم بدر قبل عام ، وقبّل أبنتيه الصغيرتين

ومضى مع الركب مضى إلى ساحات الوغى مع رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، وقد رفع سيفا" من سيوف الحق يجاهد فيه لإعلاء

كلمة الله ورد هؤلاء المشركين ، وإذا بأوس يسقي بدمه أرض أحد

، وتصعد روحه الطاهرة إلى الجنان يحمل شهادة ووثيقة تؤيده ،

أما الشهادة فروحه التي بذلها في سبيل الله ، وأما الوثيقة فهي

وثيقة بدر الكبرى وثيقة المغفرة لأهل بدر : ( اعملوا ما شئتم فإن

الله قد غفر لكم )

وبقيت أم كــجـــة المؤمنة تعانق ابنتيها ، وهي تبكي وتبثهما

دمعا" وحبا" وفخرا" بأبٍ مات شهيدا" في قتال المشركين

، مصاب أم كــجـــة بزوجها كان أليما" لكنها فرحت له بالجنة ،

وحملت على عاتقها تربية ابنتي الشهيد ،

لكن أم كــجـــة فوجئت بالظلم يدق بابها وبالجور يقتحم بيتها ،

فقد دخل عليها ( سويدٌ وعرفجة ) ابنا عم زوجها أوس بن ثابت ،

واحتملا مال الشهيد ومتاعه ومضيا به إلى مالهما ومتاعهما وتركا

الأم وإبنتيها دون مال أو متاع ، هكذا كانت الجاهلية وهكذا

الجاهليون ،

لكن أم كــجـــة الصحابية الجليلة عرفت سماحة الإسلام وإنه

العدل الحق ، ورحمة الله التي وسعت كل شئ وانه لا يرضى

بالظلم لعباده ، فمضت

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملة إليه شكواها وظلامتها

وهي متيقنة أن الله ورسوله سينصفانها ،

فدخلت على رسول الله وقالت : " يا رسول الله إن لي بنتين

يتيمتين ، قد مات أبوهما في أحدٍ ، وليس لهما شئٌ ، وقد ترك لهن

أبوهن مالا" حسنا"، وهوعند ابني عمه سويدٌ وعرفجةٌ لم

يعطياهما منه شيئا" ، وهن في حجري لا يطعمن ولا يسقين "

فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه : " فقالا ، يا رسول

الله : " ولدُها لا يركبُ فرسا" ولا يحملُ كلاً ، ولا ينكي عدوا" ،

" أي أنها أنجبت بنات لا يستطيعون عمل شئ " نكسب عليها ولا

تكسب "

فنزل قوله تعالى وهو الذي يحكم بالعدل ويعيد الحق لأصحابه :

*{ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما

ترك الوالدان والأقربون }*

لقد قسم الله تعالى الميراث ، و أعطى أم كــجـــة الثمن من

ميراث زوجها

ولابنتيها ثلثا ما ترك والدهما الشهيد وما تبقى يأخذه ابنا

عم زوجها سويد وعرفجة "

وهكذا انتصف القرآن الكريم للأم و أبنتيها ، بل للنساء جميعهن

، فأصبحت المرأة

ترث مثل الرجل ، لقد مضت الجاهلية ، ومضى ظلم الرجل

للمرأة .

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك

خليجية
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.