أكدت أخصائية التغذية الطبية سهى خوري أن الجهاز المناعي هو جيش الدفاع الإلهي، خلقه الله كوسيلة لحماية الإنسان من الجرائيم التي قد تقتحم الجسم عن طريق الهواء أو الغذاء مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. حيث تختلف قوة جهاز المناعة من شخص لآخر، والتي تعتمد على عوامل عديدة من بينها
العمر، الضغط النفسي، العادات الغذائية، التدخين، والنشاط الجسدي. كما أن قلة التعرّض للشمس في فصل الشتاء يعتبر عامل إضافي هام في انتشار أوبئة الشتاء حيث أن تعرض الجلد المباشر لأشعة الشمس ضروري لانتاج فيتامين D الذي يسبب نقصة إضعاف ملحوظ في جهاز المناعة.
وأشارت خوري إلى أن هناك العديد من التوصيات الغذائية التي من شأنها تقوية جهاز المناعة في فصل الشتاء:
أولها الإكثار من شرب الشاي :
حيث كشفت دراسة في جامعة هارفرد الأمريكية أن الأشخاص الذين شربوا خمس أكواب من الشاي لمدة اسبوعين ارتفع لديهم مركب interferon المحارب للفيروسات بمعدّل عشر مرات مقارنة مع أولئك الذين لم يستهلكوه. واشارت دراسة أخرى قارنت فعالية جهاز المناعة بين شاربي الشاي وبين شاربي القهوة، إلى أن جهاز المناعة لدى شاربي الشاي مركبات بروتينية مرتبطة بجهاز المناعة بكمية أعلى تصل إلى خمس اضعاف تلك التي أنتجها شاربو القهوة. ويشار أن الحامض الأميني L-theanine المسؤول عن تعزيز جهاز المناعة موجود في معظم أنواع الشاي، البني والخضر منها.
ثانيا الاهتمام باستهلاك اليانسون:
ففي عام 2024 شهد العالم نقصا مؤقتا ومفاجئا في ثمار اليانسون، وقد تستغرب أن السبب وراء ذلك كان استخدامها في انتاج دواء tamiflu لعلاج الانفلونزا. وقد تم استخدام اليانسون للوقاية من وعلاج الالتهابات من قبل الحضارات القديمة آلاف السنين قبل أن يكتشف العلماء المركبات المضادة للجراثيم المتميّزة الموجودة في الينسون
ثالثا استبدل السكر الأبيض بالعسل:
التمهّل قبل أن نضيف السكر للشاي واليانسون، حيث كشفت الأبحاث أن السكر يضعف جهاز المناعة بشكل ملحوظ! استنادا إلى إحدى الدراسات، فإن استهلاك السكر أدى إلى انخفاض في خلايا الدم البيضاء على محاربة البكتيريا بمعدّل 50%، ومن الجدير بالذكر أن تأثير السكر السلبي على جهاز المناعة استمر لمدّة خمس ساعات بعد استهلاكه. ومن جانب آخر، وجدت دراسات أولية على العسل أنه قد يحث فعالية جهاز المناعة حتى بكميات قليلة. من أجل الوقاية من أوبئة الشتاء والشفاء السريع من الالتهابات، ينصح بالامتناع عن إضافة السكر للمشروبات الساخنة وبتجنّب المصادر الغذائية للسكر مثل المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، والحلويات.
رابعا تناول المشروم:
وفي هذا السياق كشفت دراسة أمريكية في جامعة Tufts أن استهلاك المشروم يقوّي جهاز المناعة لأنه يحث على إنتاج خلايا الدم البيضاء من نوع T-cells من النخاع الشوكي، وهي خلايا مسؤولة عن تدمير الجراثيم. ويمكن استهلاك الفقع في الشوربات أو إضافته نيئا في الخضار في الأنواع المختلفة من السلطة.
خامسا قوّى البكتيريا الحميدة في الأمعاء :
والمقصود بذلك هو أن هناك تواجدًا للبكتيريا الحميدة في الجهاز الهضمي بشكل طبيعي حيث تلعب دورا هاما في هضم الطعام وتشكل أيضا الفلورا المعوية التي تعتبر خط دفاع الجسم الأول ضد الجرائيم التي قد تغزو الجسم من الطعام أو الشراب. للبكتيريا الحميدة فوائد صحيّة اخرى عديدة، من بينها أنها تعزز جهاز المناعة وتعتبر جزءا هاما منه. ومن أعراض نقص البكتيريا الحميدة الغازات والانتفاخات وعسر الهضم والإمساك وسهولة التعرّض للالتهابات.
سادسا حصّن جسمك بالزنك:
واستنادا إلى تقرير منظمة الصحة العالمية، يعتبر الزنك أن من أهم وأقوى العناصر الغذائية تأثيرا على فعالية جهاز المناعة، حيث أن نقص بسيط في الزنك قد يضعف جهاز المناعة بشكل ملحوظ. المجلات العلمية مكتظة بالدراسات حول تأثير الزنك في تقوية جهاز المناعة، خاصة في الدول النامية التي سرعان ما تنخفض فيها نسبة حدوث الالتهابات الرئوية والإسهال لدى الأطفال الذين تم ضبط نسبة الزنك لديهم من خلال ضمان تناول احتياجاتهم اليومية منه. ويشار إلى أن المسنين هم أيضا معرّضون للنقص في الزنك المصاحب للشيخوخة، مما يضعف جهاز المناعة لديهم ويرفع من خطر إصابتهم بالالتهابات. لذلك ينصح بفحص مستوى الزنك وعلاج نقصه لجميع الفئات المعرّضين لضعف المناعة.
ويوجد الزنك فى المصادر الغذائية التالية:
• خميرة البيرة – صفار البيض – اللحوم والدواجن والأسماك – البقوليات كالعدس والفول – الحمص – الأغذية البحرية – الحبوب الكاملة – البابونج – المريمية – البقدونس.
لكنه يحذر تناول أقراص زنك بتركيز أعلى من 75 ملغم في اليوم حيث وجد أن الزنك بتركيز عالي جدا له تأثير عكسي على جهاز المناعة فيضعفه.
سابعا أكثر من فيتامين C :
فالعلاقة بين فيتامين C وجهاز المناعة هي من الحقائق العلمية القديمة التي ترجمت مع السنين إلى طقوس علاجية أساسية. ويشار أن فيتامن C يعزز جهاز المناعة عن طريق حثه على انتاج كميات أكبر من خلايا الدم البيضاء ومن مركب interferon المحارب للفيروسات. بالإضافة إلى الحمضيات، يتواجد فيتامين C بكميات عالية أيضا في الفلفل الحلو، البروكلي، الفراولة، والكيوي
دمتم بموفور الصحة والعافية