ماذا تعني لك الحياة؟ ومتى تشعر بها؟ وهل أنت سعيد في حياتك؟ ومتى شعرت بقمة المتعة في حياتك؟ وكيف كان ذلك؟ وهل كان مع غيرك أو حصل وأنت منفرد بنفسك؟ هل الحياة التي تعيشها فعلاً متوافقة مع ما في ذهنك من تصور؟ أم أنك تشعر بالاختلاف بينهما؟ تأمل هذه الأسئلة أجب عليها كتابة إن استطعت ؛ كن صادقًا مع نفسك تذكر أن من الناس من لديه إجابات وافية عنها ومنهم من ليس لديه أي فكرة عنها؛ ومنهم ما بين هذا وذاك.
إن إجابات هذه الأسئلة على خطورتها ليست هي الأهم! بل الأهم منها الأسس التي استخدمت في استخراج تلك الإجابات. ما تلك الأسس بصراحة؟ ومن أين جئت بها؟ وما الذي جعلها هامة بالنسبة إليك؟ وهل ما نتج عنها من إجابات صحيح أو خاطئ؟ وكيف يمكن لك أن تتأكد من ذلك؟
قليل من الناس من عرف حقيقة السعادة في الدنيا، وأقل منهم من ذاق لذتها وأنسها وهناءها، فعلم أن السعادة إنما تكون بالاستقامة على دين الله قال الله تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( ۹٧) } النحل: ۹٧
إن السعيد حقا هو من سعد في الدارين والمؤمن لما كان مستقيماً على طاعة الله ورسوله فله السعادة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا أنعم الله عليه بأن وفقه إلى السير على طريقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وباعده ربه عن صراط المغضوب عليهم اليهود، والضالين. يقول الله عز وجل: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (۱٠۳) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (۱٠٤) يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (۱٠٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (۱٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (۱٠ ٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ (۱٠۸) } هود: ١٠٣ – ١٠٨
إن السعداء هم أولياء الله المتقون الذين يعيشون في ظلال الكتاب والسنة تطمئن قلوبهم بذكر الله ، وأما الأشقياء فإنهم معرضون عن الله وعن دينه وشرعه، مكذبون برسله وباليوم الآخر، ناقضون العهد وميثاقه، فسوف يعيشون عيشة ضنكاً؛ ويوم القيامة يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق فلا يكون بينها وبين رؤوسهم إلا مقدار ميل فيبلغ بهم الرشح إلى أنصاف آذانهم، في ذلك اليوم الذي يفر فيه المرء من آخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، في ذلك اليوم يسعد فيه السعداء سعادة لا شقاوة بعدها أبداً، ويشقى الأشقياء شقاءً ما بعده شقاء
,,,,,,على كل كلمة رسمتها وجزآك الله خير الجزاء
طرح مفيد وهادف اسأل الله لك التوفيق