علماء المسلمون يقولون أن الكتب المنزلة مصدرها واحد، كتاب القرآن، الذي هو مسطر في السماء، أليس هذا صحيح ؟
إذن لماذا يقول القرآن في سورة التحريم الآية الأخيرة 12 أن مريم صدقت بكلمات ربها و كتبه ( بصيغة الجمع ) إذ لم يكن الإنجيل قد أنزل بعد ؟ فقط كان هنالك التوراة . فما هي هذه الكتب التي صدقتها مريم إذن؟
الكُتُب السماوية مصدرها واحد ، وهو ربّ العِزّة سبحانه وتعالى ، وليست واحدة ؛ لأن كل رسول له شريعة مختلفة ، وإن اتّفقت الشرائع في إثبات ثلاث : النبوّات والمعاد والتوحيد .
قال الإمام السمعاني : قرئ : " بِكَلِمَة ربها " فمعنى الكلمات ما أخبر الله تعالى مِن البشارة بعيسى وصِفَتِه وكَرَامته على الله ، وغير ذلك .
ويُقال : " بِكَلِمَات ربها " أي : بآيات ربها .
وأما قوله : " بِكَلِمَة ربها " هو عيسى عليه السلام .
وقوله : " وكِتَابه " أي : الإنجيل ، وقُرئ : " وكُتُبِه " أي : التوراة وال**ور والإنجيل . اهـ .
ويُمكن القول بأنه على الْجَمْع ( وكُتُبِه ) بأن مَن صدّق بِكتاب واحد ، فهو مُصدِّق بِجميع الكُتُب ، كما أن مَن كذّب بِكِتاب واحد فكأنما كذّب بها جميعا . ويُقال مثل ذلك في الإيمان بالرُّسُل والتكذيب بهم . كما قال تعالى عن قوم نوح عليه الصلاة والسلام : (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً) ، وكما قال عزّ وجلّ : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) ، مع أنهم لم يُكذِّبُوا إلاّ نوحا عليه الصلاة والسلام . إلاّ أن من كذّب بِرسول واحد كَمَن كذّب بِجميع الرُّسُل ؛ لأن أصل الرسالات واحد ، والْمُرْسِل واحد ، وهو الله تبارك وتعالى .
أو باعتبار ما سيكون مِن تصديقها بالإنجيل .
والله تعالى أعلم
لا عدمنا تميزك و رقي طرحك