
يا من أتقنت لغة الصمت
وإستنفذت كل فنون الغدر
وحرقت من حولى الامس
ورحلت عند غروب الشمس
علمتنى أستاذى
أن الرجل ينسى الماضى .. يقتلع الصدق
يقذف من خلفه عناوين الحب وكل وفاء
يرتدى عباءة من زيف
يتلون بألف لون
علمتنى كثيرا .. أشكرك عليه
لقد ضاعت ثقتى بكل رجل من جنسك
فقدت الصبر على طيشك
فقدت الامل باصلاحك
وعلمت بكل ألاعيبك
كى تطفئ النور بقلبى ؟
كى تنزل الدمع من عيني؟
حقا
لا أبالى إن رحلت
أو ماتت كل أحاسيسك
أو ضاع منك الغد
فرحيلك او بقائك أستاذى لن يفيد بشئ
فأنت الخاسر لا شك
ستفقد قبس من نور
وشعاع من شمس
ولون أبيض من حولك وتعيش بغيم
ستندم .. وستبكى ..
ولكن بعد فوات اليوم
بعد رحيل الامن
فمن خان وغدر وإستكبر
سيأتى يوما من خلفه وسيطعن
ومن بين يديه ومن كل مكان ينحر
وسيظلم يومه ويعيش بحسرة
على ما ولى وكان
وسأقف مكانى
وحدى وأتساءل
من أنت .. ومن كنت .. ومن أين أتيت يا أوهام ؟
فلا أجدك بين الذكرى فقد صرت ركام
سأعيش حياتى وسأعلو
فبرغما عنك أنا سيدة مكانى
والكل من حولى يرجو ودادي

حفظك الله ورعاك عسولتي
فمن خان وغدر وإستكبر
سيأتى يوما من خلفه وسيطعن
تحيتي