أولاً ) يجب البداءة بالدعوة بالتوحيد قبل كل شيء:فقد قال هود لهم :)يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (الأعراف:65. وهكذا جميع الرسل كانوا يبدأون بالتوحيد :قال تعالى:)وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء:25
وقال e لمعاذ لما بعثه إلى اليمن : (إنك تأتي قوماً أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات ….. ) .
ثانياً ) ينبغي على الداعية أن يتوكل على الله في كل أموره ولا يخاف من البشر مهما أعطوا من قوة :
فقد قال هود لهم : ) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ…. (هود:56.
1- فالتوكل من علامات كمال الإيمان ، قال تعالى :)وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين (المائدة:23
وقال تعالى : ) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ( الأنفال:2
2 – ومن يتوكل الله فالله يكفيه ، قال تعالى : )وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(الطلاق:3
3 – الله يحب المتوكلين ، قال تعالى : ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين (آلعمران:159 .
4 – وهو من أسباب الرزق .قــال e : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتــــروح بطـــاناً ) رواه الترمذي.
5 – ومن أسباب الحفظ من الشيطان .قال e : ( من قال _ يعني إذا خرج من بيته _ بسم الله ، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : هديت وكفيت . فيقول الشيطان لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ) رواه الترمذي .
ثالثا ً : تسلية النبي e ومن معه بذكر قصص المكذبين من قبله حتى لا ييأس من دعوة قومه .
رابعاً ) وجوب البراءة من الشرك وأهله : قال هود : )وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ….(الأنعام:78.
وقد قال تعالى : )قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ (الممتحنة:4 .
ويجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك وأهله ، ببغضهم وحربهم .
قال تعالى : ) يأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ .. (التوبة:73.
وقـال e : ( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم ) رواه أحمد .
وقال e : ( أمرت ان أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة …… ) رواه النسائي وأبو داوود.
خامساً ) دائماً الكفار يستعجلون العذاب : قال تعالى : ) وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(يونس:48
وقال قوم هود : )فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(الأعراف:70. ،وقال تعالى :)وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ (الحج:47 ، وقال تعالى : ) وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ(ص:16
[قطنا ] : عذابنا .
سادساً ) ينبغي على الداعية أن يكون حليماً صبوراً على الجاهلين : فقد قال قوم هود له : )إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ(الأعراف:66 .
ومع ذلك قال لهم : ) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ(الأعراف:67-68
سابعاً ) الحذر من صفات الكفار كالتكبر والتجبر :
قال تعالى : )فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً(فصلت:15.
وقد قال الله تعالى : ) تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(القصص:83.
ثامناً ) أن اتخاذ المباني الفخمة للفخر والخيلاء والزينة وقهر العباد بالجبروت من الأمور المذمومة الموروثة عن الأمم الطاغية .
تاسعاً ) أن العقول والذكاء والقوة المادية وغيرها مهما عظمت لا تنفع صاحبها إلا إذا قارنها الإيمان بالله ورسله : قال تعالى عن عاد :)وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ من شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِه مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (الأحقاف:26