تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل تعرفون حكاية "النقطة"؟ , إدخلوا وشوفوا

هل تعرفون حكاية "النقطة"؟ , إدخلوا وشوفوا

  • بواسطة

"النُقْطَةُأوالْوَقْفََةُ"
النُقْطَةُ في الخط العربي: علامةٌ مستديرةٌ صغيرةٌ جِداً , وغيرُ مطموسةٍ , تُجعلْ فوقَ الحرف المعجمِ أو تحتهُ لِتُميزهُ .
وفيِ المُعجمِ الوسيطِ: نَقَطَ الحرفَ وعليهِ نَقطا:ً وضعَ عليهِ نقطةً أوْ أكثرَ لتمييزهِ , وَنَقَطَ الكِتابَ: شَكلهُ .
وكانت "النُقْطَةُ" تُستعمل في الكتابة القديمة للشكل أيضاً وتستعمل النُقَطُ في بعض اللغات الساميةِ الأُخرى لِشَكْلِ الحُرُوفِ .
أما مِنْ حَيثُ اسْتِعْمَالُهَا: فهي توضع بعد نهاية الجملة التي تم معناها , وإستوفت كل مقوماتها , بحيث تطرق الجملة التالية لها معنى جديدا ,ً غير ما عرضته في الجملة السابقة , مثل "الْحِلْمُ سَيدُ الأَخْلاقِ . وَحَدُ الْحِلْمِ : ضَبْطُ النفسِ عِنْدَ هَيَجَانِ الْغَضَبِ" .
1
يُحكى أنه كان هناك حاكم ظالم , عاش في قديم الزمان , وكان مستبداً جشعاً , يأخذ لنفسه كل مال شعبه ولا يسمح لأحد أن ينتقده وكان يرفض أن يقول مواطن رأيه . . وكان هذا الحاكم يحب عسل النحل كل الحب
لكن مخازنه خلت منه في فترة من الفترات ولم يرغب في أن يشتري عسلاً جديداً أو يدفع ثمناً فيه
لذلك أعلن بين المواطنين أنه سوف يضع برميلاً ضخماً فارغاً في أحد الميادين وأمر كل فرد منهم أن يضع فيه "نقطة" واحدة من العسل هدية إليه . . وضاق الناس بهذا الحاكم وبطلبه , ولم يكن هناك من بينهم من يرغب في أن يعطيه نقطة العسل التي سألهم إياها . . فقال الحاكم لنفسه: ليس كثيراً أن يقدم لي كل واح منهم نقطة من العسل الذي أحبه , ولن تكلفه شيئاً .
وقال الناس : لن نعطيه العسل !
وقرر كل واحد منهم أن يضع نقطة ماء , بدلاً من العسل , وظن كل واحد منهم أن هذه النقطة لن تكتشف وأن أمره سيظل سراً على الحاكم ولن يعرف به , ومن ثم لن يعاقبهم عليه .
وبمرور الوقت إمتلأ "البرميل" وعندما فتحه أعوان الملك وجدوه قد إمتلأ بالماء , وليس به نقطة عسل واحدة , وذهل الحاكم , وأدرك حينها أنهم يكرهونه !!!
2
تبادل الناس هذه الحكاية بكل لغات الدنيا وأدركوا أن "النقطة" وإن كانت صغيرة فإنها عندما تتجمع مع بعضها تصبح شيئاً كبيراً وخطيراً . .
فنقاط المطر تتكون منها الأنهار التي تتدفق هادرة من فوق الشلالات لتولد الكهرباء , مع أنها في مبدأ أمرها كانت مجرد نقاط صغيرة , وكثيرون يهملون النقطة ولا يبالون بها , بل لا يضعونها في الورق عندما يكتبون , ويغفلون عنها في نهاية الجملة التي تم معناها , برغم أهمية ذلك في كل لغات العالم , لإنها تعني أن يتوقف الكاتب لحظة عن الكتابة , ويتريث القاريء عند القراءة وهلةً صغيرة , ثم يستأنف هذا أو ذاك مهمته .
ويقدم لنا المعجم الوجيز تعريفاً لها , فيقول:
النقطة: علامة مستديرة صغيرة على سطح مستوً , وتعني : نهاية الكلام .
, أي : وقفة كاملة . Full Stopوفي "إنجلترا" يسمونها :
, بمعنى : فترة زمنية . Periodوفي "أمريكا" يسمونها :
3
كانت الكتابة العربية على عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – ثم الصحابة من بعده خالية من الشكل والنقط والترقيم , ولذلك العرب الأوائل يعتمدون على الحفظ السليم , والتلقي , والمشافهة , حتى جاء أبو الأسود الدؤلي في خلافة الإمام علي – كرم الله وجهه – فوضع قواعد اللغة العربية وضوابطها بتوجيه منه , وإخترع "الشكل" , وكان يكتب هذه العلامات بحبر مخالف فوق الحرف أو تحته أو بجانبه .
وفي خلافة عبد الملك بن مروان قام "يحيى ابن يعمر" و "نصر بن عاصم" بوضع الأعجام (أي: النُقَطْ) عندما كثر "التصحيف" (أي: القراءة المخطئة) في العراق بشكل خاص , وذلك لتمييز الحروف المتشابهة في الرسم مثل: الباء , والتاء , والثاء , والدال , والذال … إلخ .
وبعد فترة جاء عبقري العربية الخليل بن أحمد الفراهيدي فزاد على ما قام به أبو الأسود الدؤلي , وإخترع "النُقَطْ" على بعض الحروف , فقضى بذلك العمل العظيم على كل لبس أو إبهام .
وتوالت بعد الخليل بن أحمد الجهود الدءوبة لتيسير الكتابة العربية , وكتب المفكرون وعلماء العربية في ذلك بحوثاً مستفيضة عبر القرون , وإلى عصرنا الحديث , تتجه كلها نحو التيسير والتطور .
4
والنقطة في لغتنا العربية الجميلة لها أهمية تفوق أهميتها في كل لغات العالم , إذ هي لا تنهي الجمل فقط , بل مانت منذ القدم عاملاً مهماً لتحاشى التصحيف , أو القراءة غير الصحيحة خاصة أن المُصحف الإمام (مُصحف عُثمان) لم يكن به نقط .
والجدير بالذكر أن العرب لم يكونوا يعرفون من علامات الترقيم في القرن الأول الهجري سوى "النقطة" , أو ما يقوم مقامها , كأداة للفصل بين الجمل , وكانت "النقطة" في البداية عبارة عن دائرة , كانت تُستخدم أحياناً مجردة توضع بداخلها نقطة .
وربما كان ذلك من صنع القُراء لتحديد المكان الذي وقفوا عنده في القراءة , ثُم أصبحت تقليداً متبعاً بين النُساخ بعد ذلك .
هذا وقد جاء في "قصة الكتابة العربية" أن العرب الخُلص كانوا يعتبرون "نقط" الكتاب أو "شكله" سوء ظن بالمكتوب إليه . .
وكان عرب الصدر الأول من الإسلام يكرهون إضافة شيء على المُصحف الإمام (مُصحف عُثمان) , ولو بقصد الإصلاح , ولكن ضرورة المحافظة على القرآن الكريم أجازت ذلك , لوقاية كتاب ألله من شبه التحريف واللحن الذي جرى على ألسنة الأعاجم الذين لا يُحسنون النطق بالعربية , ومن ثم أخذ المتحمسون للحفاظ على كتاب ألله يُفكرون في وسيلة تحفظه من التحلريف واللحن , فإخترعوا "الشكل" , وعمموا "النقط" , بحيث غدت الحروف المتشابهة رسماً – كالدال والذال مثلاً – غير قابلة للإلتباس , ولتمييزها أُهملت الأولى "الدال" ولم تُنقط , وعُجمت الثانية "الذال" , أي: نُقطت .
إن العجم أو الأعاجم هو: نقط الحروف التي حقها أن تنقط . وقد يتسع معنى الإعجام أو العجم حتى يعني "نقط" الحروف وشكلها في آن واحد , وفي المعجم الوسيط: عجم الحرف , والكتاب عجماً: أزال إبهامه بالنقط والشكل .
وعلى هذا يكون عجم الحروف (أي: نققطها وشكلها) هو الطريقة المثلى لتحاشي التصحيف , أو القراءة غير الصحيحة , فإضافة "النقط" إلى الحروف المتشابهة في الرسم مثلاً (كالباء , والتاء , والثاء , والياء) هو الذي يميزها عن بعضها البعض ويزيل إلتباسها على القاريء .
5
هذا , وهناك إستعمالات أخرى للنقطة – بجانب وضعها بعد نهاية الجملة التي تم معناها- فقد توضع تحت "الفصلة" , وتسمى "الفصلة المنقوطة" , وترسم هكذا: (؛) , ويقف عندها القاريء وقفة أطول قليلاً من سكتة "الفصلة" وهي توضع بين الجمل الطويلة , أو بين جملتين تكون ثانيتهما مسببة عن الأولى , مثل: "تهاون الفريق في كفاح خصمه , وإغتر بقوته , ولهذا خسر المعركة" .
وهناك النقطتان الرأسيتان (:) , وهما تستعملان في سياق التوضيح والتبيين , وتوضعان بين لفظ القول والكلام المنقول , أو ما يشبههما في المعنى , مثل: قيل لإلياس بن معاوية: ما فيك عيبٌ إلا كثرة الكلام. فقال: أفتسمعون صواباً أم خطأً؟ قالوا: صواباً . قال: فالزيادة من الخير خير .
كما توضعان بين الشيء وأنواعه وأقسامه , وقبل الكلام الذي يُعرضُ لتوضيح ما سبقه , مثل: أنواع الخط الهندسي ثلاثة: مستقيم , ومنكسر , ومنحنٍ .
كما توضعان أيضاً قبل الأمثلة التي تُساق لتوضيح قاعدة , أو حُكم , مثل: تحذف نون المثنى عند إضافته , مثل: يدا الزرافة ِ أطول من رجليها . ومثل: في جسمُ الإنسانِ بعض المعادن: كالحديد , والفسفور , والكبريت .
وهناك أيضاً ثلاث نقاط متجاورة – أو أكثر – على النحوِ التالي (…) , وهي تستخدم عندنا علامة على الحذف , فعندما ينقل الكاتب جملة أو فقرة أو أكثر من كلام غيره للإستشهاد بها في تقرير حُكم , أو في مناقشة فكرة – فقد فقد يجد الموقف يحتم عليه أن يكتفي ببعض هذا الكلام المنقول , والإستغناء عن بعضه , خاصةً إذا كان هذا الكلام مما يستقبح ذكره ,مثل: "تملكني الحزن والأسى حين سمعت هذين الرجلين يتبادلان أنواع السباب , فيقول أحدهما… , ويقول الآخر… " … إلخ .
وهناك ثلاث نقاط على هيئة مثلث (.·.) , توضع أحياناً بين شطري بيت الشعر العمودي , في المسافة بينهما , وقد نُغفل هذه النقاط أو نثبتها كشكل جمالي بين أشطار أبيات الشعر العمودي .
هذا , ولم يقتصر إستعمال النقطة على ما تقدم , بل إنها تستخدم أيضاً بين الكلمات المختصرة , مثل: (ص . ب) , إختصاراً لجملة (صندوق بريد) , و (أ . د) , إختصاراً لجملة (الأستاذ الدكتور) . وغير ذلك من الإختصارات .
6
والآن عرفنا أن "النقطة" في علامات الترقيم تعني: "الوقفة" , وبرغم أنها شيء صغير بسيط فإن كثيرين لا يولونها إهتمامهم , ويغفلون عنها في كتاباتهم , مع أنها – إذا أهملت – قد تُفسدها عليهم , وتغير ما يفهمه القارىءُ منها .
زكلمة "الوقفة" نستخدمها لليوم السابع على عيد الأضحى المبارك , بل وإستعارها منه عيد الفطر , لإن الأولى تعني الوقوف على جبل عرفات .
وفاتنا أن نبحث – كالعادة – في المعجم الوجيز عن كلمة "وقف" , كما عرفنا منه معنى كلمة "نقطة" . . وفي باب "وقف" يقول: وقف وقوفاً: قام من قعود . ووقف على الشيء: عاينه وعرفه . ووقف في المسألة: إرتاب فيها , وشك . . لكن كل هذه المعاني لا تستقيم مع موضوعنا , وعلينا ألا نتوقف , وأن نمضي في البحث . . . وهنا نجد كلمة "الموقف" تعني: الموضوع الذي يتوقف عنده الإنسان , وجمعها "مواقف" . . وهذه تستقيم مع ما أردناه من الوقفة أو النقطة . . وعندها يجب أن نتوقف, أي أن تكون لنا وقفة .
لقد وقفنا على سر التسمية – أي الوقفة التي نرمز لها بالنقطة – وقديماً قالوا لنا: علينا أن نضع النقاط على الحروف , بمعنى توضيح الأمور , وإزالة ما قد يكون بها من لبس وإبهام . . والسؤال :
– هل إستطعنا أن نفعل ذلك مع "النقطة" ؟
– الجواب : نرجو .
والله ولي التوفيق
شكرا على ا لموضوع الرائع
مشكورة أختي إبتسام على مرورك
فرحتيني
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية
مشكووووووووووووره والله يعطيك الف عااافيه
مشكورة أختي ريحانة الأمل على مرورك نورتي والله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.