تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من قصص و أخبار و سير السلف الصالح من أهل الإستقامة ؟؟

من قصص و أخبار و سير السلف الصالح من أهل الإستقامة ؟؟ 2024.

  • بواسطة

من قصص و أخبار و سير السلف الصالح من أهل الإستقامة .. ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وأصحابه ذوى التقى
ومن تبعهم إلى يوم اللقا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن في سير الصالحين من عباد الله مواعظ وحكم ومواقف تحي الرمم
فتتطلع النفوس الزكية إلى تلك السير المرضية بعن الإعجاب فربما تتشوف إلى التمثل بها
وتنبعث في النفس نزعات الخير للتطلع إلى معالي الأمور والتنزه عن السفاسف

وإن في سيرة السلف الصالح من أهل الحق والإستقامة من الفوائد الشيء الكثير
وإن شاء الله سوف أحاول قدر الوسع في هذه الصفحة وضع قصص سلفنا الصالح
لترى الأجيال الحالية والقادمة سيرة أسلافهم العلية وسيرتهم الزكية .
فتعالوا بنا أحبتي نطوف على سيرهم ونتفكر فيها.
—————————————

كان مِرْداس أبو بلال من المسلمين وكان مُستتراَ فلما رأى جِدَّ ابن زياد في قَتْل المسلمين وحَبْسهم قال لأصحابه‏:‏ إنه واللهّ لا يَسعنا المُقام بين هؤلاء الظالمين تَجْري علينا أحكامُهم‏!‏ مُجانبين للعدل مفارقين للعقل والله إنّ الصبرَ على هذا لَعَظيم وإنّ تَجريد السيف وإخافةَ السبيل لعظيم ولكنّا لا نَبْتدئهم ولا نُجرِّد سيفاً ولا نُقاتل إلا مَن قاتلنا‏.‏

فاجتمعِ عليه أصحابُه وهم ثلاثون رجلاً فأرادوا أن يُولّوا أمرَهم حُرَيث بن حَجْل فأبى فولّوا أمرَهم مِرداساً أبا بلال‏.‏

فلما مضى بأصحابه لَقِيه عبدُ الله بن رَبَاح الأنْصاري وكان له صديقاَ فقال له‏:‏ يا أخي أين تُريد قال‏:‏ أريد أن أهْرُب بديني ودين أصحابي هؤلاء من أَحكام هؤلاء الجَوَرة والظَّلمَة فقال له‏:‏ أَعَلِم بكم أحد قال‏:‏ لا قال‏:‏ فارجع قال أَوَ تخاف عليّ مكروهاً قال‏:‏ نعم ‏"‏ وأن يُؤْتى بك ‏"‏ قال‏:‏ فلا تَخَف فإنّي لا أجرِّد سيفاً ولا أخيف أحَداً ولا أقاتل إلا مَن قاتلني‏.‏

ثم مَضى حتى نزل آسَك وهوِ مَوْضع دون خُراسان فمرّ به مالٌ يُحمل إلى ابن زِيَاد وقد بلغ أصحابُه أربعين رجلاَ فحطَّ ذلك المالَ وأخذ منه عطاءَه وأعْطيات أصحابه وردّ الباقي على الرُّسل فقال‏:‏ قُولوا لصاحبكم إنّا قبضنا أعطياتِنا فقال بعضُ أصحابه‏:‏ فعلامَ نَدع الباقي فقال‏:‏ إنّهم يَقْسمون هذا الفَيْء كما يُقيمون الصلاة فلا نقاتلهم‏.‏

ولأبي بلال مِرْداس هذا أشعارٌ في الخُروجِ منها قولُه‏:‏ أبعدَ ابن وَهْب ذي النزاهة والتُّقىِ ومن خاضَ في تلك الحُروب المَهالِكَا أحِبّ بقاءً أو أُرَجِّي سَلامةً وقد قَتلوا زيدَ بن حِصْنٍ ومالكا فيا رَبِّ سَلِّمْ نِيّتي وبَصيرتي وهَبْ لي التّقَى حتى ألاقِي أولئكا وقالوا‏:‏ إنََّ رجلا من أصحاب زياد قال‏:‏ خرجنا في جَيْش نُريد خُراسان فمرَرْنا بآسَك فإذا نحن بمرْداس وأصحابه وهم أربعون رجلاً فقال‏:‏ أقاصدُون لقتالنا أنتم قُلْنا‏:‏ لا إنما نريد خُراسان قال‏:‏ فأبْلِغوا مَن لَقِيتم أنَّا لم نَخْرج لنُفْسد في الأرض ولا لنُروِّع أحداً ولكن هَرَبنا من الظُّلم ولَسْنا نُقاتل إلا مَن قاتَلنا ولا نأخذ من الفَيْء إلا أعطياتنا ثم قال‏:‏ أَنُدِب لنا أحد فقُلْنا‏:‏ نعم أسْلَم بن زُرْعة الكلابيّ قال‏:‏ فمتى تَرَوْنه يَصلُ إلينا قُلنا له‏:‏ يومَ كذا وكذا فقال أبو بلال‏:‏ حَسْبنا الله ونعم الوكيل‏.‏

ونَدَب عُبيد الله بن زياد أسلم بن زُرعة الكِلاَبيّ ووجّهه إليهم فيِ ألفين فلما صار إليهم صاح به أبو بلال‏:‏ اتق الله يا أسلم فإنا لا نُريد قتالا ولا نحْتجز مالا فما الذي تُريد قال‏:‏ أريد أن أردَّكم إلى ابن زياد قال‏:‏ إذاً يقتلنا قال‏:‏ وإنْ قَتلكم قال‏:‏ أفَتَشْركه في دمائنا قال‏:‏ نعم إنه مُحق وأنتم مُبْطلون قال أبو بلال‏:‏ وكيف هو مُحق وهو فاجر يُطيع الظَّلمة‏.‏

ثم حَملوا عليه حملةَ رجل واحد فانهزم هو وأصحابه‏.‏

فلما وَرد على ابن زياد غَضَب عليه غَضباً شديداً وقال‏:‏ انهزمت وأنت في ألفين عن أَربعين رجلا‏!‏ قال له أسلم‏:‏ واللّه لأن تَذُمَّني حيّا أحبًّ إليَّ من أن تَحمَدني مَيِّتاً‏.‏

وكان إذا خرج إلى السوق ومرَّ بالصبيان صاحُوا به‏:‏ أبو بلال وراءك حتى شكا إلى ابن زياد فأمر الشّرط أن يكفّوا الناسَ عنه‏.‏

—————————
مقتبس من كتاب العقد الفريد -ابن عبد ربه
مع تصرف في تغير كلمة الخوارج إلى المسلمين لأنها أولى والأصح
وأما كلمة الخوارج فهي قدح في أهل الحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.