مغص الرضيع اضطراب شائع وهو معروف لدى كل الآباء والأمهات حيث يسبب عادة قلقا في العائلة وخوفا على الرضيع وفي حال تكرره قد يسبب نقصا حادا في النوم عند الوالدين بسبب رعايتهم للرضيع خلال النوبات التي قد تحدث ليلا وتسبب اضطراب النوم للوالدين. و مغص الرضع يصيب الأطفال الرضع في الأشهر الأولى (عادة الثلاثة اشهر الأولى من العمر). ولكنه قد يستمر عند البعض حتى الشهر الثامن. وهو يزداد عند الأطفال الذين يرضعون الحليب الصناعي ولكنه قد يصيب كذلك من يحصلون على رضاعة طبيعية ولكن بصورة اقل. ويتميز بنوبات من البكاء والصراخ الشديد قد تستمر لأكثر من الساعة وتحدث في أوقات معينة من اليوم (عادة في المساء) ولكنها قد تحدث في الليل مما ينتج عنه تأثر نوم الوالدين وفي حال كان البيت صغيرا فقد يوقظ بكاء الرضيع الحاد كل من في البيت. ويسبب بكاء الرضيع قلقا كبيرا للوالدين وقد يطلبون المساعدة الطبية حال حدوث النوبة. وسبب البكاء غير معروف تماما ولكن هناك نظريات لم تثبت صحتها بعد ومنها انحباس الغازات في أمعاء الرضيع مما يسبب المغص والبكاء ومنها احتمال وجود ارتجاع في الحمض من المعدة إلى المريء. ويرى بعض الباحثين أن السبب يعود لحساسية مزاج الرضيع في هذه الفترة من العمر وعدم اكتمال نوم جهازه العصبي وتبقى كلها نظريات واردة. ومن الأسباب المذكورة الحساسية للاكتوز. ويتساءل الوالدان عن العلاج الفعال الذي يريح الرضيع ويقلل من نوبات البكاء التي تصيبه. والواقع أنه لا يوجد علاج محدد للمشكلة لأن السبب غير معروف بالتحديد لكن بعض المعالجين قد يجربون مضادات الغازات وهي تفيد في بعض الحالات كما قد يستخدم البعض مضادات التقلص. ويلجأ بعض الوالدين لاستخدام المصاصة المسكتة أو إلى هز الرضيع وقد يستخدم الوالدان كل الطرق السابقة في نفس الليلة ولأن النوبات تنتهي فجأة كما بدأت فجأة فقد يظن الوالدان أن آخر طريقة استخدموها هي الطريقة الناجحة. ويقوم بعض الوالدين بالتناوب ليلا على رعاية الرضيع حتى يتمكن كل واحد منهم من الحصول على قسط كاف من النوم. وبعد زوال النوبة يعود الرضيع طبيعيا كأن شيئا لم يكن. والنوبات لا تؤثر على نشاط الرضيع عند استيقاظه. وقد يفيد تغيير الحليب الصناعي بعد استشارة طبيب العائلة أو طبيب الأطفال الذي يتابع الرضيع. أما بالنسبة لمن يحصلون على رضاعة طبيعية فقد يفيد أن تعدل الأم من غذائها مثل تجنب البهارات والبيض والمنبهات. والمشكلة بصفة عامة حميدة وتزول مع تقدم عمر الرضيع وتختفي في العادة بعد الشهر الثالث. وليس هناك من داع لقلق الوالدين لأنه لا توجد مضاعفات من المشكلة ولكن ما سبق لا يمنع من عرض الرضيع على طبيب الأطفال للتأكد من التشخيص واستبعاد اضطرابات النوم الأحرى التي تسبب تقطع نوم الرضيع.