ما حُكم مَن ينزِّل الآية 8 من سورة النحل على الزعيم القذافي مِن باب السخرية ؟
هذا من اتِّخاذ آيات الله هزوا .
قال الله تعالى : (وَلا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا) .
وقال عزّ وَجَلّ : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) .
ومثلها صورة أخرى ، رأيتها لبعض المتظاهرين ، وهم يحمِلون لافتة مكتوب عليها :
(أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ) : ابن علي
(ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآَخِرِينَ) : مبارك
(كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) : القذافي
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) : صالح
وهذا كلّه من الاستهزاء بالقرآن ، ووضع الآيات في غير موضِعها .
وقد غَضِب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه حين خَرَج وهم يَخْتَصِمُون في القَدَر . قال عبد الله بن عمرو : فكأنما يُفقأ في وجهه حَبّ الرُّمان مِن الغضب . فقال : بهذا أُمِرْتم أوْ لهذا خُلِقتم ؟ تَضْرِبون القرآن بعضه ببعض . بهذا هَلكَتَ الأُمم قبلكم .
قال عبد الله بن عمرو : ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتَخَلّفي عنه . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
فإذا كان ذلك الغضب مِنه عليه الصلاة والسلام في مثل تلك المسائل ، فكيف بهذا الاستهزاء ، والاستخفاف ، واتِّخاذ آيات الله هُزوا ؟
والاستهزاء بشيء مِن دِين الله كُفْر بالله ، ولا فَرْق بين كون الإنسان مازحا أو هازلا أو جادًّا .
والله تعالى أعلم .
[/frame]