السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفادت دراسة أميركية جديدة بأن استخدام علاجات الضعف الجنسي، مثل فياغرا وسياليس، قد يكون مرتبطا بزيادة مخاطر حدوث عطب في العصب البصري لدى أشخاص لهم تاريخ من الأزمات القلبية أو ارتفاع ضغط الدم.
وبناء على هذه الدراسة المنشورة في العدد الأخير من "المجلة البريطانية لطب العيون"، يرى الباحثون أن هذه النتائج تحتم على الأطباء الذين يصفون هذه العلاجات أن يحذروا مرضاهم من مخاطرها المحتملة.
تستند النتائج إلى دراسة حالات 76 رجلا يتلقون برنامجا علاجيا في إحدى عيادات العيون الأميركية المتخصصة.
تم تشخيص نصف هؤلاء الرجال بحالة مرضية تعرف بـ(naion) أي "العطب العصبي البصري الأمامي غير الشرياني". وتم اختيار النصف الآخر من المشاركين عشوائيا، بحيث لا يكونون مصابين بالمرض كمجموعة للضبط والمقارنة.
ويشكل مرض (naion) أكثر صور عطب العصب البصري شيوعا بين البالغين الأكبر سنا في الولايات المتحدة، إذ يصاب به سنويا ما لا يقل عن 6000 شخص، وربع هؤلاء يمتد لديهم المرض ليشمل العينين.
سأل الباحثون المرضى عن تفاصيل تتعلق بنمط معيشتهم، بما في ذلك عادات التدخين وتعاطي الكحول، وما إذا كانوا مصابين بأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم، والعلاجات الموصوفة لهذه الحالات. كما سألوهم عما إذا كانوا يتعاطون فياغرا وسياليس علاجا لصعوبات الانتصاب.
تماثلت مجموعتا المشاركين من حيث العمر والعرق ونمط المعيشة، كذلك لم يكن احتمال تعاطي الرجال المصابين بعطب العصب البصري لعلاجات الضعف الجنسي بأعلى منه لدى رجال مجموعة الضبط والمقارنة.
وجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بعطب العصب البصري لدى الرجال المصابين بأزمات قلبية إذا تعاطوا فياغرا وسياليس -قبل تشخيصهم- تزيد بعشرة أضعاف على مخاطرها لدى غير المصابين بالأزمات القلبية.
كذلك فإن الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بعطب العصب البصري إذا ما تعاطوا تلك العلاجات، رغم أن الفارق الكمي غير لافت إحصائيا.
ورغم تنويه الباحثين بمحدودية نطاق دراستهم، فإنهم يحذرون من أن علاجات الضعف الجنسي قد تؤدي إلى خفض سريان الدم إلى العصب البصري الأمامي، ما يسبب عطب الأنسجة.
وقد تزيد هذه العلاجات مخاطر الإصابة بـ"العطب العصبي البصري الأمامي اللاشرياني" لدى المصابين بأمراض الشرايين، وهم أصلا أكثر عرضة لذلك.
لذلك، فإن أي مريض بالضعف الجنسي، يوصف له فياغرا أو سياليس، وقد عانى من قبل حالة حادة مفاجئة من فقد البصر، عليه إبلاغ طبيبه أولا قبل استخدام العلاجات الموصوفة.