والجديد هنا أن صاحبها ليس بعطار شهير ، أو خبير في فن التجميل ولكنه طبيب متخصص في الجلد وأمراضه فهو وكيل مستشفى القاهرة للأمراض الجلدية ، وعضو الجمعية المصرية لتاريخ الطب في فرنسا ومستشار الجامعة العربية لتاريخ الصيدلة..
فيقول د.هنري أمين معوض صاحب الوصفة ..أن هناك كثيرا من النباتات إذا استخلصنا خلاصة الفوائد منها وقدمناها للمريض تعطي شفاء يماثل ما يقدمه النبات الطبيعي كما خلقه الله.ولذلك فقد اتجهت إلى استخدام بعض النباتات والأعشاب كعلاج في بعض الأمراض الجلدية بشرط استعمالها بحالتها الطبيعية .
وكمثال لذلك فقد قمت بعمل تركيبه (دهان) يقلل من الدهنيات التي بالوجه ، ويضفي على البشرة نوعا من الحيوية ، فهو يزيل تجاعيد الإرهاق فقط ، وليس تجاعيد السن التي لا تزال إلا بالجراحة ، وهو يفيد أيضا في علاج بعض الندب الخفيفة التي تحدث نتيجة حب الشباب والالتهابات والاحمرار الذي يسود الوجه نتيجة الماكياج والإسراف في المواد العطرية ، وأحيانا نتيجة استعمال أنواع من الصابون قد تؤثر على الجلد وتسبب بعض البقع بنيه اللون على الجلد وبالذات في الوجه.
ويتكون هذا الدهان من أربع نباتات هي :
البقدونس والردة (المأخوذة من القمح) والبابونج وبكميات متساوية.
فعصير البقدونس يحتوي على نسبه كبيرة من الكلوروفيل وبعض المواد الطيارة التي تساعد على نعومة الجلد وإزالة التجاعيد..
أما الجزر فيحتوي على مادة الكارتين وهو غذاء للجلد ، ويتولد من الكارتين فيتامين *أ*.
أما القمح فتستخدم منه الردة الخشنة لأنها تضفي الحيوية والإشراق على الوجه وتساهم في إزالة التجاعيد ، وأحيانا الندب الخفيفة التي تحدث نتيجة حب الشباب وتعالج الالتهابات والاحمرار الذي يسود الوجه أحيانا بسبب سوء استخدام أدوات التجميل والإسراف في المواد العطرية..
وينبه د.هنري إلى أن المواد العطرية التي تستعمل في مساحيق التجميل
التي تدخل في صناعه الصابون تؤثر على الجلد وتسبب نوعا من الحساسية ،بل وقد تترك أحيانا بقعا بنيه اللون على الوجه وبخاصة الجلد.
وعموما فإن استعمال الردة موضة سادت أوروبا هذه الأيام وبالذات في انجلترا سواء خارجيا كعلاج الجلد لاستعادة حيويته وإشراقه ، أو داخليا للرجيم عن طريق تناولها على شكل أقراص فتملأ المعدة وتعطي الإحساس بالشبع.
هذا مع العلم أن الطب الشعبي عندنا ما زال يستعمل ماء الردة في علاج البثور (حمو النيل) وحساسية الجلد لخاصيتها المسكنة والمهدئة لتهيج الجلد والتهاباته.
أما استخدام نبات البابونج فمن اجل خاصيته المطهرة للجلد والبشرة.
عن كيفية تركيب هذا الدهان يقول: تعصر كميه من البقدونس حتى نحصل على كميه من عصير تساوي 100 جرام ، ثم يعصر الجزر وتؤخذ المادة المتبقية بعد العصر وتنقع في ماء فاتر لمدة ساعتين ، ثم تعصر ثانيه على أن تكون كميه عصير الجزر 100 جرام أيضا..
ثم نقوم بغلي الردة الخشنة في الماء لمدة طويلة على النار قد تصل إلى 3 ساعات ويصفى بعد ذلك وتكون كميه المصفى منها أيضا توازي مقدار 100 جرام أيضا.
ويحضر البابونج بعد نقعه في الماء لمدة 6 ساعات ، وبالنسبة السابقة 100 جرام .
ثم تخلط الكميات المتساوية وتحفظ في الثلاجة للاستعمال اليومي ويؤخذ منها مقدار بعد تدفئته على النار، وندهن به الوجه مرتين يوميا ثم يترك لأكبر وقت ممكن .
ويقول د. هنري : إذا كان العلاج بالنباتات والأعشاب موضة هذا الزمان في العالم كله فقد كان معروفا منذ فجر الإسلام في مصر حيث توجد أربع روشتات (تذاكر طبية) إحداها في المتحف الإسلامي المصري وثلاث في مجموعتي الخاصة وتتناول كلها العلاج بالأعشاب والبذور لكثير من الأمراض وطريقة مزج المفردات بطريقة علميه سليمة لا تقل في وقتها عن تحضير الأدوية في دساتير العقاقير الحديثة.
الله يــ ع ـــطيك الـــف ع ـــــاااافــيه ..