– عام 2024، السنة التى أجاز فيها القانون الفرنسى استعمال مادة البوتوكس فى الجراحات التجميلية، بيع فى هذا البلد وحده 32 مليون جرعة من هذه المادة الدوائية.
وحققت إحدى شركات صناعة الأدوية التى كانت سباقة إلى صناعة البوتوكس فى فرنسا، رقم مبيعات فى أوروبا بلغ 239 مليون دولار أميركى بفضل تصنيع وتسويق هذا المنتج السحرى.
وهذا ليس إلا جزء صغير من مشهد كبير، حيث بدأت كل صناعة "استعادة الشباب" تلقى إقبالاً كبيراً، بما فيها جراحات التجميل، التى أصبحت فرنسا وحدها تعرف منها مئتى ألف عملية جراحية سنوياً، ومن بين كل هذه العمليات التجميلية يحتل الـ "ليفتينغ" أو عملية شد الوجه رتبة متقدمة هى الرتبة الرابعة، لكن المذهل هو أن النساء اللواتى يلجأن إلى هذه العملية ينتمين إلى شريحة عمرية أصغر، ولسن من المتقدمات فى السن.
وهذا دليل قوى على أن الشيخوخة أصبحت شبحاً مخيفاً يمتد تأثيره حتى إلى أكثر النساء شباباً فى مجتمعات اليوم.
لماذا التعايش مع التجاعيد؟
التجاعيد التى يبدأ ظهورها على وجه امرأة فى سن الشباب، لا يجب أن تثير قلقها. فسواء أكانت خطاً على الجبين أم خطين تحت العينين أم ثنيتين رقيقتين قرب الفم، فإنها كلها علامات تشير إلى التاريخ الذى عاشته صاحبتها.
إنها الدليل على أن المرأة عاشت حياتها من كل أعماقها. لهذا، فإن هذه الخطوط الصغيرة، تضفى على وجه المرأة سحراً وجاذبية أكبر.
وإذا سألت معظم الرجال ستجدينهم يميلون أكثر إلى الجمال الطبيعى، وانظرى إلى جوابهم حينما تسألينهم أيهما أجمل وأحب إلى النفس، هل هى أمرأة جميلة تحمل خطوطاً صغيرة إلى جانب مبسمها او على حافة نظرتها؟ أم امرأة ذات جسم مثير لكن خاضعة لعملية تجميل طمست كل تجاعيدها، شدت وجهها من كل جهة فأصبحت ضحكتها بلا روح ونظرتها ميته؟
فتلك، مهما حركت وجهها فإن ملامح وجهها أصبحت مثل وجه الدمية جامدة لا تعبر عن شئ. وكم هن كثيرات النجمات والفنانات اللواتى أعلن ندمهن على جراحات التجميل التى أجرينها.
وأشهرهم النجمة الأميركية كورتينى كوكس، التى أعلنت أنها نادمة على استعمالها البوتوكس، لأن وجهها أصبح يبدو بارداً وجامداً. حتى زوجها قال لها إنه يفضل شكلها قبل العملية التجميلية، فهو يحب النساء اللواتى يتعايشن ويتقبلن نضجهن.
كيف تتقبلين تجاعيدك؟
من منا لم تخف يوماً من أن تكبر فى السن، وألا تعود شابه؟ كل النساء يخشين التقدم فى السن فى لحظة أو أخرى. بعضهن يتغلبن على هذه الفكرة بسرعة ويطردن الخوف من رؤوسهن، والبعض الآخر يضعفن ويسمحن لهذا الخوف من التقدم فى السن بأن يسيطر على حياتهن.
ولك أنت ايضاص أن تختارى، هل تكونين من النوع الأول من النساء أم مع النوع الثانى؟ لكن لنقل لأنفسنا: لماذا نخاف التجاعيد إن كنا سعداء بحياتنا؟ كيف تخاف امراة التجاعيد إذا كانت عاشت كل يوم من حياتها الماضية وحققت إنجازات كبرى فى حياتها، ولا يزال أمامها المستقبل لتنجز أشياء أخرى؟
لماذا نحصر مفهوم الشباب فى مجرد كونه "بشرة ناعمة" فى حين أن الشباب هو قبل كل شئ حالة مزاجية؟ إنك إذا استمررت إنسانة نشيطة وتلقائية ومليئة بالحيوية، وعملت على إظهار المزيد من المميزات فى شخصيتك، تكونين شابة أكثر من أى أمرأة شابة كسول وخاملة ومنكفئة على ذاتها، إضافة إلى أن نشاطك وحيويتك سوف يسحر كل من حولك، فلا ينتبه أحد إلى أى تجاعيد قد توجد فى وجهك.
تعلمى ألا تجعلى أمر التجاعيد يصيبك بعقدة، هونى عليك، وخذى الأمر ببساطة ولا تتوقفى عند تجاعيدك كثيراً، خاصة عندما تكونين أمام المرأة، حاولى أن تضعى بعض الماكياج لتبرزى الملامح الجميلة فى وجهك، مثل: عينيك الواسعتين، أو رموشك الطويلة، أو شعرك الناعم الغزير، أو ابتسامتك الجذابة، وذلك بدلاً من أن تنفقى الوقت فى التحسر على ما مضى.
اجعلى من تجاعيدك ميزة كثيراً ما تسمعين الناس يرددون أن المرأة فى سن الثلاثين تكون أجمل منها فى سن العشرين، هل تنكرين أن هذا الأمر ينطبق عليك أنت أيضاً؟ بالتأكيد لاحظت أنك عندما بلغت سن الثلاثين اكتسبت نضجاً وثقة بالنفس أثرت فى ارتياحك إلى شكلك الخارجى بشكل إيجابى، جعلك تبدين مشرقة أكثر مما عندما كنت فى سن العشرين.
إذا كان هذا الكلام لا يقنعك، فحاولى أن تجعلى من تجاعيدك وسيلة لإثارة انتباه من حولك إلى جمالك.
فالمراة قادرة على أن تكبر فى السن لكن بكل أناقة، وأن تظل لافتة للأنظار بأن تخالف توقعات الآخرين وتفاجئهم بذوقها العالى واناقتها وحفاظها على رشاقتها وتألقها.
وأيضاً، راقبى تغيتك وابتعدى عن كل المواد المصنعة والمعالجة كيماوياً، واكتفى بتناول الأغذية العضوية الطبيعية، كونى نشيطة، ومارسى الرياضة واحمى بشرتك بالكريمات الواقية من أشعة الشمس، لكل قبل كل ذلك وبعده، كونى واثقة بنفسك وبقدراتك.
منقول