قدوم مولود جديد للأسرة هو حدث جميل ومثير رغم ما يحدثه من تغييرات وزيادة مسئوليات على الوالدين…
ولو تخيلنا المشهد جميعا هناك أم وأب فرحين بسلامة الطفل والأم …وجو البيت فيه نوع من التغيير… يتخلله صوت مثل ما يسمى الموسيقى التصويريه المصاحبه للمشهد وهي بكاء المولود الجديد والذي يرتفع بين ثانية وأخرى..
والأم تسرع لاسكات المولود والاب يحاول المساعدة …وهناك عينان صغيرتان تراقب المشهد بغضب وألم وتتسائل
ماهو هذا المخلوق الصغير ومن أين أتى ؟؟ كيف يسارع والداي الحبيبان له ويتناسون وجودي ؟
من يكون حتى يهتم له الجميع والأدهى حين يبدأ الضيوف بالتهنئة والكل يحمل هدية لهذا المولود ويتناسون تلك العينان الصغيرتان التي تراقبان المشهد بكل مشاعر الغيرة والغضب وربما الكره لهذا المحتل الجديد والدخيل الغير مرحب به…
سنتخيل سويا مشهد وأضعه لكم بشكل قصة قصيرة بلسان طفل ربما 3-6سنوات فدعونا نسمع منه :
**اليوم حصل شئ غريب ….حضرت أمي للمنزل بعد غياب يومين كاملين لم أراها خلالهما وكنت بكيت كثيرا ووعدني والدي بأنها ستحضر قريبا ومعها مفاجأة جميلة وهي أخ صغير لي ..
لم أستوعب كلامه ولكن لا يهم,, المهم هو رجوع والدتي الحبيبة التي اشتقت لها كثيرا……
دخلت والدتي وجدتي ووالدي والكل فرح ومسرور وكانت أمي تحمل لفة صغيرة لا تفتأ تصدر أصواتا مزعجة مثل صوت بكاء لطفل صغير….
يبدو أن هذه اللفة الصغيرة المزعجة هي مفاجأة والدي الجميلة كما قال ..أخي الصغير كما يصفونه …الكل مشغول بهذا الطفل …
(ويبدأ هذا العقل الصغير بالتفكير والتحليل ..كيف أستعيد مكانتي المسلوبة من قطعة اللحم الصغيرة هذه ..)
مالذي يجعل والداي يسارعون له؟ هل هو بكاؤه المستمر؟ أذن سأبدا أنا أيضا بالبكاء المستمر مثله والصياح بدون سبب..
والدتي تغير للصغير ملابسه وأرى أنه يوسخ ملابسه وأحيانا يتبول في سريره …اذن ربما أفعل مثله وأعود للتبول في سريري وربما توسيخ ملابسي وربما اضطررت والدتي لكي تلبسني البامبرز مرة أخرى فقطعة اللحم الدائمة الصياح ليست بأفضل مني ويجب أن تهتم بي والدتي كما تهتم بها…
يا ألهي اليوم رأيت والدتي ترضع ذلك المخلوق الكريه من صدرها…فماذا أفعل أنا ؟؟ سيكون من الصعب علي قليلا أن أطلب ذلك ولكن أستطيع أن أرمي نفسي في حضن والدتي وأرفض مغادرته وربما أطلب منها أن تضع لي الحليب في رضاعة زجاجية مثله تماما…
اليوم حصل مشهد لن أسمح به أبدا ..سيطرة ذلك المولود الجديد بدأت تمتد لوالدي الحبيب أيضا وكنت أظنه في مناعة كبيرة لكن هاهو يسيطر عليه وبذلك بدأت أفقد آخر حصوني المنيعة …لقد رأيت والدي يحمل المولود ويبتسم له رغم أنه كان يبكي ويزعجه كثيرا والأدهى من ذلك أنه يقبله ….
يجب أن أعلن رفضي واستنكاري والا سيخرج الوضع عن سيطرتي وربما وجدت نفسي غريبا منبوذا وبالتأكيد سأفقد حب والدي ووالدتي لي…
حسنا …ماذا سأفعل ؟ لا أستطيع تحمل رؤية والدي يحمل الصغير …سابدأ بالصراخ والبكاء … أوه هذا لا يفيد..
كيف سأجذب انتباه والدي أذن ..انه لا ينتبه لي…
سأبدا بخطة أقوى تأثيرا واستخدم كل الأسلحة المسموحة والغير مسموحة فهذه معركة مصير …
سأرمي كل ما يصل ليدي الصغيرة على والدي وربما أجرب ضربه وعضه وربما ضربت الصغير أيضا..
لا يفيد…!!
سأحاول تكسير كل ما تصل له يدي من أشياء المنزل وأبكي وأرفض الأكل وأزعج والدي وأعترف لهم أني لا أحبهم ولا أحب ما فعلوه من غلطة كبيرة عندما أحضروا هذا المخلوق الصغير…
لأنهم أصبحوا يعنفوني كثيرا ووالدتي تصرخ علي دائما ووالدي ينظر لي غاضبا وكل هذا بسببه هو وليس مني فلقد كنت محبوبا بشهادتهم جميعا قبل حضوره والجميع كان يدللني ويتسابق لحملي وحبي …