تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كذبت الدنيا فى قلبك أكبر

كذبت الدنيا فى قلبك أكبر 2024.

إن الإنسان إذا ولد فإن أول خطاب يسمعه يأتيه من الله فبمجرد نزوله من بطن الأم يستهل صارخاً وإذا بالملائكة يقولون له أصغي جيداً هذا ربك يخاطبك فيقول الله له كما ورد في الأثر { إن لله تعالى إلى عبده سرين يسرهما إليه على سبـيل الإلهام: أحدهما: إذا خرج من بطن أمه يقول له: عبدي قد أخرجتك إلى الدنيا طاهراً نظيفاً واستودعتك عمرك وائتمنتك عليه فانظر كيف تحفظ الأمانة وانظر إليَّ كيف تلقاني والثاني: عند خروج روحه يقول: عبدي ماذا صنعت في أمانتي عندك هل حفظتها حتى تلقاني على العهد فألقاك على الوفاء أو أضعتها فألقاك بالمطالبة والعقاب }[1] خلقتك طاهراً نظيفاً ليس من الأوساخ والقاذورات ولكن طاهراً من النفاق وطاهراً من الكذب وطاهراً من الغش وطاهراً من الخيانة وطاهراً من كل هذه الأمراض الباطلة (الباطنة) التي حذرنا الله منها ونهانا الرسول عنها فإذا مشى الإنسان في دنياه كان لابساً على فؤاده ثياب تقوى الله {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} هذا اللباس الذي يلبسه المؤمنون لباس التقوى ورداء التقوى هو الذي يجعل الإنسان منا يستحي أن يعصي الله ويحس بالندم وبوخز الضمير وبالتأنيب والتعنيف إذا وقع في جريمة في حق نفسه أو إخوانه أو في حق الله هذا اللباس الطيب الذي تفضل الله به على المؤمنين ولم يعطه للكافرين ولو دفع الإنسان منهم ملء الأرض جميعاً ما كان لهم خيطاً واحداً من هذا الثواب ثوب التقى والهدى والغنى والعفاف الذي زينكم به الله وهذا هو الذي يقول فيه {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} أي خذوا زينتكم التي زينكم بها الله في السر والعلانية وإلا لو لبس رجل منا أحسن ما عنده من الثياب ووضع فوق جسمه قارورة من العطر الطيب ودخل وقلبه مملوء بالأحقاد أو الأحساد أو الغل أو الحرص أو الغيظ على عباد الله المؤمنين فإنه لن يدخل بالثوب الذي ارتضاه وزينه به رب العالمين أولى الملابس أن تلقى الحبيب به ******* يوم الزيارة في الثوب الذي خلع خلع: خلعه عليك أي ألبسك إياه فأولى الملابس أن نلقى بها الله في بيت الله الثوب الذي ألبسه لك الله وهو ثوب الإسلام والإيمان والتقى ومراقبة الديان فالإنسان يسير في دنياه فيتسخ الثوب واتساخه من الذنوب ومن العيوب ومن مخالفة علام الغيوب وقد قال في ذلك النبي { إِنّ العَبْدَ إذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ في قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءٌ فإِذَا هو نَزَعَ واستَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُه وَإنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُو قَلْبَهُ وهُوَ الرَّانُ الذَّي ذَكَرَ الله [يعني الغطاء] ثم تلا قول الله {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}[2] هذه الذنوب هي التي تباعد المرء عن طاعة علام الغيوب فتجعله لا يميل إلى استماع كلام الله ولا يحب أن يسمع كلمات الوعظ من العلماء بالله وتجعله يتهافت على المعاصي ويميل إلى الشرور والآثام لأن الذنوب تجعل على قلبه حاجزاً بينه وبين الملك العلام وهذه الذنوب صنفان ذنوب صغيرة وهذه تزول بسرعة بالصلوات المكتوبات كما قال الله {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} أي بالصلاة{وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} يوم لقاء الله وقد قال الحبيب{أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْراً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ: فَذلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ. يَمْحُو الله بِهِنَّ الْخَطَايَا }[3] فالصلوات الخمس تجدد ثوب القلب وتغسله من المعاصي والذنوب والخطايا الصغيرة أما الذنوب الكبيرة وأما الخطايا العظيمة فتحتاج إلى غسيل خاص وإلى مسحوق للغسيل خاص وإلى نظام خاص فجعل الله لها الأيام الكريمة كرمضان والحج يتفضل فيها الملك الكريم فيأخذ ثيابنا الداخلية ثيابنا القلبية ويطهرها من الذنوب والآثام ما صغر منها وما كبر ما ظهر منها وما بطن ما عظم منها وما قل وإذا كانت ليلة العيد ألبسك ثوباً تقياً نقياً طاهراً كالثوب الذي كنت تلبسه عند خروجك إلى دار الدنيا عند مولدك ولذا يُستحب أن تغتسل في العيد إشارة لك أنك اغتسلت من الذنوب كلها باطناً فاغسل نفسك ظاهراً لكي تكون ظاهراً وباطناً طاهراً نظيفاً للقاء الله فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وأمرك سبحانه أن تلبس الثوب الجديد ثوب التقى ثوب النقا ثوب الهدى ثوب الإيمان ثوب مراقبة الديان وتقلع عما كنت فيه من الغي ومن القبيح ومن النوايا السيئة ومن القصود الفاسدة ومن الأهواء المهلكة ومن الشهوات المردية واعقد العزم مع الله على أنك لن تعود إليها أبداً بعدما طهرك الله ونظفك الله ونقاك الله وجعلك من عباده المتطهرين فإذا جئت إلى بيت الله فأنت تكبر الله كأنك لا ترى شيئاً في عينيك ولا في فؤادك ولا في قلبك أكبر من الله فقد كنت من قبل يغلب عليك أشياء في الدنيا تسيطر عليك وتغلب عليك وهي أحب إليك من طاعة الله أحياناً فإذا ناداك الله تكاسلت في الذهاب إلى الصلاة لانشغالك بمباراة أو لمشاهدتك لمسلسل يغضب الله أو لحديث في القيل والقال لا يرضي الله كل هذه وغيرها تمنعك من المسارعة لنداء الله وهو يقول لك حي على الصلاة حي على الفلاح يعني أقبل على الفلاح فإذا كنت في عمل فيقول لك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }فإذا دخلت في الصلاة وقلت الله أكبر أمر الله الملائكة أن تنظر في قلبك فربما وجدت قلبك يغلب عليه حب الدنيا فتقول لك كذبت الدنيا في قلبك أكبر وربما وجدت قلبك ينظر إلى فاتنة أو غانية فتقول لك كذبت النساء في قلبك أكبر وربما وجدت قلبك كل همه في الحصول على المال والحصول على المادة التي كتبها الله وقدرها الله ولن يموت واحد منكم إلا ويقبض بيده ما صرفه له الصراف الأكبر وهو الرزاق الكريم فتقول لك الملائكة كذبت المال في قلبك أكبر لابد عندما تقول في الصلاة الله أكبر أن تخلع من قلبك كل الأنداد وكل الشركاء فلا يكن في قلبك حب يساوي حب الله حتى لنفسك وحتى لزوجك وحتى لولدك فهؤلاء في المرتبة الثانية أو الثالثة بعد حب الله ورسوله قال الحبيب {لا يؤمنُ أحدُكُم حتى أكُونَ أحَبَّ إليه من وَلَدِهِ وَوالِدِهِ ونفسه والناسِ أَجْمَعِين }[4] [1] إحياء علوم الدين وتفسير نظم الدر للبقاعى[2] رواه الترمذي عن أبي هريرة[3] رواه مسلم والإمام مالك في الموطأ وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحة عن جابر بن عبد الله.[4] رواه ابن حبان في صحيحة وأحمد في مسنده والبخاري في صحيحة والنسائي في سننه عن أنس. منقول من كتاب [الخطب الإلهامية]ط§ط¶ط؛ط· ظ‡ظ†ط§ ظ„ظ‚ط±ط§ط،ط© ط§ظ„ظƒطھط§ط¨ ظˆطھط­ظ…ظٹظ„ظ‡ ظƒط§ظ…ظ„ط§ظ‹ ظ…ط¬ط§ظ†ط§ظ‹ خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.