وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا يارسول الله وقد غفرلك ماتقدم من ذنبك وماتأخر .قال أفلا أكون عبدا شكورا)
وهذا يدل أن الشكر لايكون باللسان فحسب وأنما يكون بالقلب واللسان والجوارح .
قيام الليل في حياة السلف:
قال الحسن البصري(لم أجد شيئا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل)
وقال أبو عثمان النهدي(تضيفت أبا هريره سبعا فكان هو وأمرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا)
وكان شداد بن أوس أذا أوى الى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول :اللهم ان جهنم لاتدعني أنام فيقوم الى مصلاه.
وكان طاوس يثب من فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول :طير ذكر جهنم نوم العابدين.
الأسباب الميسرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسبابا ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
1الايكثر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم ويثقل عليه القيام
2الايتعب نفسه بالنهار بما لا فائده فيه
3الايترك القيلولة بالنهار فأنها تعين على القيام
4الايرتكب الاوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل
واما الأسباب الباطنة فأربعة أمور
1سلامة القلب عن الحقد على المسلمين وعن البدع وعن فضول الدنيا.
2خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل
3أن يعرف فضل قيام الليل
4وهو أشرف البواعث الحب لله وقوة الأيمان بأنه في قيامه لايتكلم بحرف الاوهو مناج ربه
حقّاً كم نحن مفرطون بهذه الأجور !!
ونسأل الله أن يجعلنا ممن قال فيهم ( كانوا قليلاً من الليل مايهجعون )
بوركت وبورك قلمك السيّال ..

والله يقدرنا على قيام الليل
ابتغاء وجه الله
لا عدمت مروركن الطيب حبيباتي

