وإن من المسائل المهمة التي ينبغي على كل مسلم معرفتها والعمل بها: قضاء الفوائت التي ربما أخطأ كثير من الناس في فعلها وقضائها.
والناس من حيث حكم القضاء على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين يجب عليهم القضاء بالاتفاق، وهم:
النائم. والناسي. والسكران.
القسم الثاني: الذين لا يجب عليهم القضاء بالاتفاق. وهم:
الحائض. والنفساء. والكافر كفراً أصلياً.
القسم الثالث: من هم محل خلاف بين العلماء:
والراجح فيهم كالآتي:
أ- المجنون: الراجح أنه لا يقضي ما تركه زمن جنونه.
ب- المرتد: الراجح أنه لا يقضي ما تركه زمن ردّته.
ج- المغمى عليه: الراجح أنه لا يقضي ما تركه زمن إغمائه.
د- من زال عقله بدواء مباح كالبنج: الراجح أنه يقضي ما تركه زمن زوال عقله بهذا الدواء.
هـ- تارك الصلاة عمداً بلا عذر: الأظهر أنه لا يقضي ما تركه، وأنه لا فرق في ذلك بين الفوائت الكثيرة والقليلة.
– والراجح أن الصلاة لا تقضى عن الميت مطلقاً، إذا مات وعليه فوائت.
– الترتيب في قضاء الفوائت شرط بين الفوائت نفسها، وبين الفائتة والحاضرة.
– الترتيب في قضاء الفوائت يسقط بالنسيان، وبخشية فوات الوقت، وفوات صلاة الجمعة.
– قضاء الفريضة واجب على الفور، وإن كان في وقت النهي.
– القضاء مثل الأداء في الصفة والكيفية، إلا ما استثناه الدليل، ومما استثناه الدليل صلاة الجمعة فإنها تقضى ظهراً، وصلاة الوتر فإنها تقضى شفعاً.
– من السنّة انتقال المستيقظ بعد خروج الوقت من مكانه ليصلي في غيره.
– إذا تعددت الفوائت وأراد قضاءها دفعة واحدة، فالمشروع أن يؤذن للأولى، ويقيم لكل صلاة.
– الفوائت إن كانت قليلة فالسنة قضاء النوافل معها، وإن كانت كثيرة فالأولى تركها.
– قضاء غير الفرائض جائز في وقت النهي.
– صلاة الوتر لها وقتان: وقت اختيار، ووقت ضرورة، فالأول: من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الصادق، والثاني: من طلوعه إلى صلاة الفجر، فمن فاته الوتر فالمشروع قضاؤه شفعاً في أي وقت. والسنّة أن يكون في الضحى من الغد.
– قضاء الرواتب مشروع، وأنه لا حد لانتهاء وقت قضائها.
– إذا لم يعلم بيوم العيد إلا بعد الزوال فالمشروع قضاؤها في وقتها من الغد لجميع المسلمين.
– من فاتته صلاة العيد مع المسلمين، فالمشروع قضاؤها في أي وقت.
– تحية المسجد لا تقضى، وإنما يشرع استدراكها لمن جلس ولم يصلها مادام في المسجد.
– الراجح في سجدة التلاوة أنها لا تقضى.
– صلاة الكسوف والاستسقاء لا تقضيان.
– صلاة الجنازة لا توصف بالقضاء، و إنما يشرع إعادتها لمن فاتته في المرّة الأولى ولو بعد الدفن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..