عشره ذي الحجة – فضائلها – والأعمال المستحبة فيها
عشر أيام من ذو الحجة هي كما قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم أنها أفضل أيام الدنيا،
لهذا علينا أن نحسن استقبالها و نجتهد فيها ونستكثر من الأعمال الصالحة …ونتنافس علي التقرب لله عز وجل
وأن نتوب توبة نصوح وأن نرجع إلي الله في ذلك فلاح لعبد يقول الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
علي المسلم أن يجاهد نفسه علي تجنب المعاصي فهذه الأيام خير أيام الدنيا
فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر – يعني عشر ذي الحجة – قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟
قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب» [رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني
وهي أيام حثنا الله علي أن نذكره فيها
قال الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الجح:28]،
وذهب جمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، ومنهم ابن عمر وابن عباس.
ويكفينا شرفا وفضلا أن أقسم الله جل وعلي شانه بهذه الأيام أيام العشرة من ذو الحجة
قال تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2]. والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه
جمهور المفسرين من السلف والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: "هو الصحيح".
ومن بين هذه الأيام يوم عرفة وهو يوم مغفرة وعتق من النيران وهذا اليوم فضله عظيم
يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة : 39].
والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم عرفه من أيام ذي الحجة.
يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب
–رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها،
لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال
: أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5].
قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي
صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
وفيه يكثر الدعاء والتقرب لله وصيام يوم
عرفة ففي الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» [متفق عليه].
له
فضل كبير : فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع
ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها
فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة
: يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم
في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف..
كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان،
والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم.
وعلي المسلم لمن استطاع له سبيل أداء مناسك الحج والعمرة وهو أفضل ما ما يعمل في عشر ذي الحجة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة» [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى اله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من
رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
ومن أجمل الأعمال الصلاة فلها أفضل كثرة في هذه الأيام …
فعلي المسلم أن يكثر من الصلاة في أوقاتها مع الجماعة ومن التقرب من النوافل
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه: «وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه» [رواه البخاري].
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير والتهليل والذكر في هذه الأيام المباركة
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب
إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» [رواه أحمد]
ولا ننسي الصدقة فهي من جملة الأعمال الصالحات التي تنفع المسلم في كسب الثواب
وقد حثنا الله عز شانه ورسوله صلي الله عليه وسلم عليها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254]
، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال» [رواه مسلم].
والحقيقة أن الكثير من الأعمال يجب علينا فعلها حتي نكثر من حسناتنا منها بر الوالدين صلة الأرحام
عدم إذاء أخاك المسلم ولو بكلمة مسيئة …إطعام المساكين ..المكسب الحلال …وخاصة الاستغفار والصلاة علي النبيء
الأكرم صلوات الله عليه وسلامه . قرأة القران وحفضه …
وغيرها من الأعمال فهذه أيام معدودات ولا ندري أن كنا سنكون من أهل الدنيا العام القادم بل بعد لحظة
فاغتنم هذه الفرصة لتتقرب من خالقك ولتحضي برضاه قبل مماتك
فخير
زاد المؤمن المسلم التقوي
اللهم اجعلنا ممن يتعلمون القران ويحفضونه ويعملون به .
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
اللهم اكتب لي ولكل اخواني وأخوتي فيك حجة امحوا بها خطيا وأمح بها عن دنوبي .
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .
اللهم ثبت قلوبنا علي دينك .
لا تنسوني من صالح دعائكم أختكم في الله مؤمنة .