مما لا شك فيه أن طريقة العناية بالشعر يعد من أهم الوسائل التي تساهم في حمايته من التساقط .
الكيراتين، وهو مادة تتألف الشعرة منها، يُفرز في القسم العميق من جلدة الشعر في سماكة البشرة. وتفرزه غدد صغيرة خاصة، وتسمى الحليمات، هذه الحليمات لا ترى ابدا، وكل حليمة تعمل كانها مصنع مختص في صناعة الكيراتين، ولكل شعرة حليمة، والحليمة تعمل دون توقف، يساعدها في مهمتها دورة دموية ناشطة، ومجموعة من الأعصاب الودية.
وفي ذروة الحليمة يوجد جذر الشعرة الذي ينتفخ، في هذا الموضع وحده، وعلى شكل مخروط يميل لونه الى البياض توجد البصلة، اي ما يسمى ببصلة الشعرة. وهناك فتحة على سطح الجلد تثقب الحليمة وهي ما يسمى بالجراب. وفي جلد الشعر، كما في الجلد عموما، توجد غدد تفرز مادة دهينة جلدية تسمى السيبوم، هذه الغدد تفرز سيبومها في كيس الشعرة التي تسبح بصلتها في السيبوم.
تقول مختصة التجميل وحماية البشرة والشعر المكسيكية فريدا كارلو من الضروري معرفة تلك الجوانب لانها ضرورية لمعرفة الانسان المعلومات المتعلقة بشعره والاصابات التي تلحق به، لان الشعر يعتبر جزءا من جمال الوجه. ويصل معدل عمر الشعرة الواحدة الى خمس سنوات، بعدها تسقط هي وبصلتها، والنتيجة طبيعية عندما لا يتعدى معدل سقوط الشعر يوميا من 30 الى 40 شعرة، لكن تظل الحليمة حية وتعمل على انبات شعرة اخرى، وهذا العمل يستمر طول حياة الانسان، وعند الشيخوخة تصاب انسجة الانسان بالتصلب، بما في ذلك حليمات الشعر.
ومن اجل الحفاظ على شعر صحي تنصح الخبيرة المكسيكية بعدم الافراط باستعمال الفرشاة واستعمال الشامبو كل ثمانية ايام، ويفضل عدم استخدام الصابون العادي، بل مستحضر تركيبه حمضي بعض الشيء، فهذا يلحق الضرر بالشعر الرقيق بشكل خاص، لانه يستنفد مادة الكيراتين منه ويجعل الشعر متقصفا، ويشقق نهايات الشعر، وتكون معالجة هذين المرضين صعبة بعض الشيء، اذ يجب حرق طرف الشعر، ويجب ان يكون على يد حلاق خبير.
وتضيف الخبيرة، من أهم أمراض الشعر هو الحليمة التالفة، وهي حالة تصيب معظم الرجال وحوالي 20 في المئة من النساء، حيث يرتفع عدد الشعرات الساقطة يوميا الى 200 او 300 شعرة، وهذه مشكلة لها علاقة بعمل الهرمونات الذكرية المسماة الاندورجين، وتبدأ مبكرة منذ السادسة عشرة او السابعة عشرة من العمر،وقد يعترضها فترات من الهدوء ثم تعود على شكل هجمات حادة، اي سقوط الكثير من الشعر. اذ ان كثرة الاندروجين تصيب الغدد الدهنية لجلدة الشعر، فتجعلها تفرز السيبوم ( الدهن الجلدي) بغزارة، ولما كان هذا الدهن يصب في كيس الشعرة، فانه يغرق البصلة والحليمة على الاخص ويصب في نفق انبوب الشعرة ويخنق الحليمة ويسقط الشعر ولكنه يعود الى النمو لان الحليمة ليست ميتة، على الاقل ليس في البداية، وتتحمل المرض لبضع سنوات لكنها تنهار يوما، ويصبح الشعر رقيقا واهنا اكثر فاكثر، وقصيرا بعدها تموت الحليمة بدورها ولا يعود الشعر ممكن التعويض عنه، وهذا هو الصلع عند الرجال، لكنه نادرا ما يصيب النساء.
ويقتضي العناية بالافرازات الدهنية بشكل مبكر وفور ظهورها، اي منذ سن ال16 و18 لدى الفتيان وفي سن 25 لدى الفتيات، واذا ما تأخرت المعالجة فان الحليمة تتعرض لخطر الموت.
لكن كيف نعالج هذه الحالة؟ قبل كل شيء يجب تجنب الفرشاة والشامبو وعدم استخدام مستحضرات الشعر لتجميلية الطويلة المدى وكل انواع الزينة الكيميائية للشعر. ويجب ازالة الدهون يوميا عدة مرات بمحلولات على اساس الكحول والاتير والاسيتون. وتجنب استعمال البرينتين واجراء تدليك لجلدة الرأس صباحا ومساء عشر دقائق كاملة، ومن المفيد ان تجري المرأة فحصا هرمونيا لدى طبيب متخصص فقد تحتاج الى هرمونات مؤنثة.
لكن يجب عدم الخلط بين هذا النوع من المرض، اي سقوط الشعر وسقوط الشعر المفاجئ الذي يكون عادة نتيجة مرض او حمى طويلة الامد كالتيفوئيد. كما وان زوال الشعر المفاجئ اصابة تعتبر خطيرة، فهو مرض يصيب الحليمة على اثر ازدياد في توتر الالياف الودية، او توتر او انفعال شديد او صدمة نفسية قوية جدا، فيسقط في ليلة واحدة شعر في بقعة كاملة في الرأس، وقد يتعدى الامر الرأس ليصل لى الحاجبين او اللحية لدى الرجال، عندها يجب التوجه فورا الى طبيب مختص، لمعالجة هذه البقع بالأشعة ما فوق البنفسجية والثلج الفحمي والكورتيزون او الهيستامين.